اخر الاخبار

ابن البحر في غمرة نسيان الجبل.. حسن عبدالوارث..كن بسلام يا عبق البخور في مدن البارود




نبيل الشرعبي
___________

                                                           ****
حسن عبدالوارث.. ذات لقاء عابر قبل عقد ونصف من الزمن_ حيث كنت واحد من أربعة صحفيين أُحيلت لهم مهمة فحص ملفي الذي تقدمت به للحصول على عضوية نقابة الصحفيين اليمنيين، حينها قرأت في مآقيك هالات من النور ودهشة الرؤيا.. وسمعت روحي تردد: 
كانوا ثلة 
من الملائكة الصغار
يرتلون: ولكم من ارتعاشة الفلك الشريد
نحلة تسقي المرايا "نون"...
                               *****

يقول الروائي واسيني الأعرج_ من أصول جزائرية، في روايته "حارسة الظِلال": <للبحر وحده سنقول: كم كنا غرباء في أعراس المدينة>.. كأني بالإنسان الكثير حسن عبدالوارث، يقف بمحاذاة ساحل البحر في مدينة البخور_ عدن، ويردد نفس العبارة.. مضيفاً في خطاب موجه لواسيني الأعرج، كم كنت محق يا واسيني وأنت تقول إن: الكتابة... لا شيء سوى رعشة الألم الخفية التي نخبئها عن الأخرين حتى لا يلمسوا حجم المأساة وحجم صرخات الكلمات المذبوحة بنصل صدئ..
                             *****

حسن عبدالوارث.. لا أعرف ما الذي دفعني لنثر هذه الخربشات على جدار الصمت، وهي خلاصة حوار دار بيني وبيني في لحظات وحشة وسط فراغ مظلم ممتد من على رصيف شارع بالعاصمة صنعاء حتى نجمة كانت تسبح في السماء وكأنها تبحث عن رفيق..

                                 *****

وبعد خمسة عشر عاماً وفي وقت متأخر من إحدى مساءات ليالي صنعاء القارسة داهمني وجهك الباسم صامت يتنزل من صمته شلالات ضوء عابقة بتضاريس زمن جميل لبده البارود، وفحيح أفعى تتلوى على خصر المكان وتهصر الوقت لينسكب في مآقينا وطن متهالك.. فتهاوت الكلمات وصفقت أفتش عني في صمتك الشامخ، وتمتمتُ في سري:

بأي شراع 
سنأتي الغيم
نحمل جثة المنفى..
                                  *****

حسن عبدالوارث.. لماذا سأحتاج للقول إنك صحفي وأحد عمالقة ورواد الاعلام اليمني وسياسي ومفكر و...إلخ من أوصاف لا يحتاج مثلك_ إنسان كثير، لها.. ولكن إن عدت للبحر فلا تسر له بأن هناك في الجبل وحش ينشب مخالبه في كبد النور.. فقط أخبره أن الرفاق غادروا ولم يحملوا معهم "نجمة البحر".. فأنكسر الصدى وهو يردد:

كل مساء
أفر من زحمة الذئب
إلى ركن قصي في خاتمة الكتاب..
                              *****

كن بخير يا ابن البحر في غمرة نسيان الجبل.. كن بسلام يا عبق البخور في مدن البارود.. واستغفر للرفاق الذين تركوك قبل مبتدء الوجع....!!!
                                   *****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016