اخر الاخبار

لا انفراج في أزمة الرواتب.. وخبير اقتصادي يحذر سلطات صنعاء من توجهات قد تقود إلى كارثة بحق فقراء اليمن





وكالة أرصفة للأنباء- خاص

 
بعد كل الوعود التي أطلقها الحوثي وصالح لموظفي الدولة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم بتسليم رواتبهم، كشفوا عن عجزهم الوفاء بذلك.

إضافة إلى توجه آخر يهدف إلى تحويل المواد الإغاثية إلى سلع تجارية يتم بيعها على موظفي الدولة مقابل رواتبهم.

وكشف توجيه صادر من مجلس وزراء سلطات صنعاء حصلت  "وكالة أرصفة للأنباء" على نسخة، عن عدم قدرتها صرف رواتب الموظفين الحكوميين وتعثر صرفها لفترة قد تطول.


التوجيه المذيل بتوقيع القائم بأعمال الوزراء، محمد علي سوار بتاريخ 26 أكتوبر، وجه الجهات الحكومية بعمل كشوفات بأسماء الموظفين الحكوميين الراغبين بمقايضة رواتبهم بمواد غذائية..

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الزوبه في تصريح خاص لـ"وكالة أرصفة للأنباء"، إن هذا التوجيه يكشف عن عجز كبير تواجهه سلطات صنعاء، في مجال توفير السيولة تجلت في أوسع صورها عقب القرار النهائي لنقل البنك المركزي إلى عدن، وإيقاف تدفق أي موارد إلى مركزي صنعاء.

وأكد الزوبه بأن هذا سيترتب عليه انعكاسات سلبية على الموظف، أبرزها: تفاقم حدة الديون الشخصية ونشوء مشاكل بين ملاك المنازل والموظفين الحكوميين بسبب العجز عن تسديد الإيجارات، ومثلها الديون الشخصية الأخرى.

وأضاف الخبير الزوبة:" أضف إلى ذلك عدم القدرة على مواجهة المتطلبات الصحية والتعليمية والمياه وغيرها من مجالات الحياة العامة"..

وهو ما سيؤدي، وفقاً لتصريح الخبير الاقتصادي، إلى انهيار التعليم وتوسع انتشار الأمراض جراء توقف الاهتمام بالصحة لعدم وجود المال..

موضحاً أن هذا سيؤدي إلى الإخلال بعملية العرض والطلب واللجوء إلى الاحتكار من قبل الأطراف التي سيوكل لها مهام توفير السلع، بل إن ذلك سيعمل على زيادة الأسعار وشحة السلع.

والأهم، وفق الدكتور الزوبه، هو كم سيكون بمقدور سلطات صنعاء توفير السلع المطلوبة للموظفين، وتساءل: إذا كانت تملك النقد فلماذا تريد تحويلها إلى سلع؟!..

منوهاً إلى أن ذلك ما يكشف عن استغلالها المعونات لتحويلها إلى مواد إغاثية مجانية إلى سلع تجارية تباع ويستفيد من عوائدها سلطات صنعاء.

وحذر الزوبه سلطات صنعاء من هكذا توجه كونه سيكون القاصمة القاتلة، والتي ستقود إلى كارثة وستجعل العالم يتوقف عن مد الفقراء بأي سلعة إغاثية مجانية، لأنها لن تذهب للفقراء وإنما ستذهب لسلطات صنعاء، حد قوله.


الخبير الاقتصادي أشار إلى أنه قبل أشهر كانت العاصمة صنعاء محطة نزوح كبيرة استوعبت أعدادا متفاوتة من النازحين القادمين من المحافظات الواقعة على جغرافيا الحرب التي أشعلها الحوثي وصالح، وذلك لأسباب عدة.

وذكر من أهم هذه الأسباب، بحكم تركز النخبة من الموظفين فيها والذين بدورهم استوعبوا أقاربهم النازحين بسبب الحرب. وبحكم مركزية التصرف بالموارد العامة التي كانت تدار من العاصمة صنعاء. وتركز كثير من الإدارات العامة للبيوت التجارية فيها.

وأعقب الزوبه حديثه: لكن جفاف الموارد تدريجيا وصولا إلى نقل البنك المركزي وتوقف صرف الرواتب وما سبق ذلك من إيقاف النثريات والبدلات والحوافز لموظفي الدولة، مثل عامل طارد للنزوح من العاصمة صنعاء وهذا هو الآخر تدرج شيئا فشيئا وقد يستمر.

وقال: بديهي للغاية أن يقود توقف صرف رواتب موظفي الدولة إلى تحول العاصمة صنعاء من مستوعب إلى طارد، إذ أكثر من سكان العاصمة يعتمدون كليا على الرواتب سواء الحكومية أو الخاصة، والخاصة كانت وقعت عليها القاصمة عقب السقوط لصنعاء بيد الحوثيين وما أعقبه من حملات ابتزاز ومصادرة وغيره من الممارسات التي أصابت الوظيفة الخاصة بمقتل.


وأوضح الدكتور الزوبه، في حديثه لـ"وكالة أرصفة للأنباء"، أنه منذ حوالي شهرين بدأت مؤشرات تظهر للسطح بالعاصمة وتتمثل هذه المؤشرات في تسرب للسكان منها بدء شحيحا ثم توسع وسيتوسع أكثر.

وأضاف:" حاليا قد يجد من يملك أدوات منزلية أو وسيلة نقل وكان موظفا حكوميا من سيشتري منه هذه الأدوات أو وسيلة النقل، لكن بعد أشهر قليلة جدا لن يجد من يشتري منه حتى ولو بأقل كلفة إذا طال أمد توقف صرف الرواتب، فالجميع في طريقه إلى فقدان كافة المدخر النقدي لديه، ومع هذا العامل لن يكون بمقدور احد الدفع لتقديم كماليات على رغيف الخبز".

وتابع:" والاهم من يملكون النقود لن ينتظروا حتى يهيج الجياع والانقضاض عليها، بل سيغادرون قبل المتضررين من توقف الراتب، خوفا على مدخراتهم وحياتهم".

ويعتقد الدكتور الزوبه، ارتكازاً على تحليل وقراءة اقتصادية للقادم، أنه في ظل توالي الخطوات التي تتخذها الحكومة الشرعية في مجال تجفيف ومنع إيقاف تدفق الموارد للحوثيين وصالح، ومع استمرار الصراع سيقف الحوثيين وصالح عاجزين كليا عن مواجهة تبعات الحرب، وهو ما يقدموه على رواتب الموظفين، وهنا ستصبح مسألة الراتب في محل عجز كلي بالنسبة للحوثي وصالح، خاصة مع إدراك الحكومة الشرعية والتحالف أهمية الحرب الاقتصادية الفعلية وليس الحصار كما قد يفهم بعض، والتي عمدوا إليها منذ ما يقارب الشهرين، ومن ثم المضي فيها وابتكار أساليب أكثر تأثيرا، وصولا إلى إجبار الجياع على الموت ذورا عن لقمة العيش، ولكن بادئ الأمر لن ينجر الجياع إلى الخروج خشية التنكيل بهم من الحوثيين واتباع صالح، ومهما كافح سكان صنعاء على ضبط النفس والتصبر فلن يصمدوا.

وقال:" لذلك فقد فطن كثير من السكان غير الأصليين بصنعاء إلى ضرورة التسريع بالمغادرة وإن كانت على أمل ألا تطول، وهذا يجر العاصمة صنعاء نحو ركود واسع يتسع تمدده أكثر فأكثر".

وأضاف، في ختام تصريحه لـ"وكالة أرصفة للأنباء": "بل لن يتوقف النزوح على السكان غير الأصليين، وإنما السكان الأصليين أيضا ستحبرهم الظروف على المغادرة والبحث عن مقار للسكان خارجها، مثلا كالعودة إلى ربوع عشائرهم التي غادروها قبل عقود من الزمان، ومع توالي هذه الموجات ستغدو العاصمة في محل كان هنا مركز المال والثروة، وسيتحول أثرياء العاصمة إلى عمالة تتوزع على دول الجوار والمحافظات اليمنية المستقرة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016