اخر الاخبار

ثابت حسين صالح : "حكومة هادي.. لاهي اغاثت الجنوب ولا هي حررت الشمال "




حواره_ عبدالعزيز الشويع
______________


منذ انسحاب قوات انصار الله من عدن منتصف العام 2015 ودخول قوات التحالف العربي، المدينة والسيطرة على محافظة لحج، عصفت الأحداث الأكثر دراماتيكية على المشهدالجنوبي، وتحول حلم التحرير بنظر الأهالي، إلى واقع مليشاوي تعددت فيه الفصائل، واختلفت المسميات ، وصارت المدن تعيش اوضاع كارثية، وسياسية واقتصادية بالغة الصعوبة .. وأصبحت روابط الوحدة اليمنية أقرب ما تعود إلى ماقبل العام 1990، بفعل القوى الاقليمية التي عمقت من الإنقسام بين اليمنيين، ناهيك عن إحكام  قبضتها على أجزاء واسعة من المدن والجزر والموانئ، وإنشاء السجون السرية وممارسة الانتهاكات . 


في هذا الحوار نناقش مع شخصية جنوبية بإمتياز ، وهو العميد الركن و نائب  رئيس « المجلس الوطني للدراسات الاستراتيجية لدى رئاسة الجمهورية  »، ثابت حسين عوض، مستجدات الساحة الجنوبية، وعن نشاة المجلس الانتقالي ، وأين هي قضية الجنوب التي بدأت في العام 2007 ، بظهور الحراك الجنوبي، وعن مصير الوحدة اليمنية في ظل التواجد الاماراتي، وإلى اين سيقود عدن والجنوب عموما .. 
مرحبا بك سيادة العميد في هذا الحوار ، نريد منك ان تصف لنا الصورة في جنوب اليمن ؟ 

موسم جنوبي بامتياز  قضية الجنوب فرضت نفسها بقوة على الصعيدين الداخلي والخارجي .

- إفادة المبعوث الدولي ولد الشيخ التي نصت صراحة على ضرورة إيجاد حل جذري لقضية الجنوب . 

- تغريدة رئيس الوزراء السابق خالد بحاح التي هزت أكثر من مرمى بأكثر من هدف وصبت في بوتقة الاستحقاق الجنوبي.

النجاح الرائع لمليونية 14 أكتوبر في المعلا عدن .
كان لافتا في كلمة بن بريك ومقابلة عيدروس وخطابه لغة الاحترام والود تجاه الرئيس هادي وعلى العكس من ذلك نحو حكومة بن دغر . 

وأخيرا كلمة الرئيس هادي في عيد ثورة 14 أكتوبر - التي اعتاد الناس وخاصة في الجنوب على تجاهلها في مناسبات كهذه لأنه كان يتم نسخها من الأرشيف اياه وفي قالب جامد ممل - .... جاءت هذه المرة بمضامين تعبر عن تحول نوعي غير معهود علني وصريح تجاه الجنوب المستقل متجاوزة  الخطاب السياسي والإعلامي المعتاد المستفز للجنوب والجنوبيين .

تحدث الرئيس هادي صراحة وعلنا وأكثر من مرة عن الجنوب كوطن وشعب، وعن اليمن والأقطار العربية . كما أكد أن ثورة 14 أكتوبر ثورة خاضها شعب الجنوب لوحده مبتعدا عن الاسطوانة المشروخة التي كانت سائدة في الإعلام الحكومي اليمني عن ما اعتاد على تسميتها مغالطة "واحدية الثورة اليمنية"  والثورة الأم ...الخ .

 هذا التغير الجديد الإيجابي التصالحي نسبيا في الخطاب الرئاسي يعكس استيعابا ولو متأخرا  لحقائق المشهد السياسي الجنوبي الصامد في مقابل الخذلان الذي تعرضت له الشرعية والتحالف شمالا .

إشارة هادي لأحداث يناير التي اعتبرها البعض محاولة لفتح ملفات الماضي ، في تقديري الشخصي لم تأت إلا من باب الاتعاض من ذلك الدرس القاسي وعدم تكراره إعتمادا على مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي .

بل أكاد أحيانا أراهن على أن خطاب الرئيس هادي هذه المرة قد فلت من مقص الرقيب والتحكم الإصلاحي وهو الأمر الذي جعل وسائل إعلام الإصلاح ومعها الوسائل الإعلامية الممولة قطريا ومن جهات جنوبية فاسدة جعلها تتجاهل هذا الخطاب الهام في مقابل تغطيتها لفعاليات صغيرة في بعض محافظات الشمال وبرقيات تهان وكتابات سمجة لكتاب لا يفقهون شيئا لا في التاريخ  ولا في السياسة...ناهيك عن تغطية هذه الوسائل الإعلامية واحفتائها بأنشطة بن دغر وكيل المدح له وتحويل حركاته الاستفزازية إلى بطولات خارقة ! 
ستكون الأيام القادمة أكثر وضوحا وفرزا جنوبا وشمالا وعلى صعيد الإقليم والعالم .

 ‏
ما قراءتك لدعوات المجلس الانتقالي الاخيرة ؟ 

دعوة المجلس الانتقالي للاحتفال بثورة 14 أكتوبر في عامها الرابع والخمسين هي رسالة تأكيد وتجديد لروح الاستقلال الوطني الجنوبي

هل يمكن أن يكون المجلس الانتقالي هو حامل القضية الجنوبية؟

 نعم سيكون حاملا  لها فقد تحول من  الحراك الجنوبي ، فالمقاومة الجنوبية ثم المجلس الانتقالي خطوات موفقة واسس راسخة باتجاه استعادة الدولة، وفي نفس الوقت تضع الجنوب شريكا موثوقا خليجيا وعربيا ودوليا.
حرب الخدمات والعقاب الجماعي بعد فشل حروب الغزو والإرهاب والفوضى مهما طالت لن تثني شعب الجنوب عن الوصول إلى الهدف.

لكن سيادة العميد لا يبدو المشهد في الجنوب والمجلس الانتقالي كما تصفه الان ؟ 

 أستطاع الجنوبيون أن يتجاوزوا باقتدار فاق كل  التوقعات والمراهنات حالة التشرذم والاختراقات التي كانت ثغرة يستغلها خصوم الجنوب ويزايد بل ويتاجر بها البعض من "الجنوبيين"  بذرائع شتى للتهرب من الاستحقاق الجنوبي الوطني الغير قابل للمساومة ، وبات المجلس الانتقالي الآن يحظى بشعبية جنوبية متعاظمة وتنوع سياسي واجتماعي ووطني متزايد وخطاب إعلامي وسياسي ناضج للداخل والخارج وأصبحت صراعات الماضي مجرد تاريخ يتم استحضار بعض دروسه فقط للعبرة والاتعاظ لإرساء قيم التصالح والتسامح والنجاح. 

ويعتبر  حسم المجلس ووضع حدا نهائيا للجدل الدائر عن الجهة المسؤولة عن أنهاء حرب الخدمات التي تتعرض لها عدن خاصة وسائر محافظات الجنوب عامة وهي حكومة الشرعية التي استخدمت هذا السلاح اللاإنساني واللاأخلاقي لأغراض سياسية مكشوفة ومرفوضة.
سياسة قامت على "إبقاء الجنوب غير مغاثا ولا مستقرا حتى لا يسير نحو الانفصال وحتى يتحرر الشمال من الانقلابيين ". !!!

اعتمدت هذه الحكومة في تنفيذ سياستها على أدوات النظام السابق الفاسد التي نخرت جسم المؤسسات الحكومية الخدمية .

وبالمحصلة النهائية رأى الناس بوضوح أن هذه الحكومة التي ما زالت تقبع تحت قبضة حزبي الإصلاح والمؤتمر لاهي إغاثت الجنوب ولا هي "حررت" الشمال . 

وبالتالي أخذ المجلس على عاتقه مهمة التصدي لهذه السياسة المدمرة لشعب الجنوب واتخاذ ما يراه متاحا وضروريا .

 حيث أصر المجلس  على السير كشريك فاعل وليس تابع في دعم شرعية الرئيس هادي ودول التحالف العربي بما يخدم مصالح شعب الجنوب ودول المنطقة كأمن جماعي مترابط تهدده جماعات الإرهاب والتطرف والفوضى المدعومة من دول اقليمية وجماعات الإسلام السياسي التي تحاول استغلال الدين لاغراضها السياسية الحزبية الضيقة على حساب مصالح الشعوب والأمة العربية والإسلامية.

 لا يمكن تغافل وتجاهل بعض الأخطاء والهفوات بل والسقطات التي رافقت هذه الفعالية والمجلس وهو أمر طبيعي ان يحدث في عمال ضخمة كهذه يتم إنجازها في ظروف حرب شاملة مازال يعاني منها شعب الجنوب حتى هذه اللحظة. 

ليس من طبعي السكوت عن الخطأ وفي نفس الوقت ليس من الحرص أو الإخلاص ما يعمله البعض وخاصة الصحفيين في البحث عن ما يفرق الجنوبيين وترك ما يوحدهم .

كيف تقييم ما يقوم به المجلس الانتقالي؟ 

حظي المجلس الانتقالي بشعبية غير مسبوقة ويعود ذلك إلى وضوح الهدف وتركيبة المجلس من خيرة المناضلين الشرفاء الذين آثروا مصلحة الشعب على  مصالحهم الذاتية. 

المجلس يحظى بشعبية  .. من سيصدقك على هذا الكلام؟ 

 المجلس حظي بتأييد سياسي والتفاف شعبي غير مسبوق نظرا لوضوح وصدق مقاصده وملامستها لتطلعات شعب الجنوب الذي ظل ومنذ سنوات طويلة ينتظر مثل هذا المجلس كممثل وحامل سياسي لقضيته العادلة الواضحة وضوح الشمس في كبد السماء ونظرا لأن هذا المجلس ضم خيرة ممثلي الجنوب بإبعاد وطنية وسياسية موفقة  .
الأصوات المعارضة أو المتحفظة هي قليلة ومحدودة وفي إطار ضيق أكاد أجزم انها ستلتحق قريبا بركب هذا المشروع واثق الخطوة والبصيرة والعزيمة... باستثناء الغارقين في وحل الفساد أو الذين ما زال ولائهم لأحزابهم مقدما عندهم على الولاء الوطني والشعبي .

من يحكم العاصمة المؤقتة عدن اليوم؟ هل للمجلس دور ما ؟ 

 ما يجري في عدن الآن بالتحديد وصل ذروته ولم يعد يترك لأحد وخاصة الرئيس هادي مجالا للوقوف علی الحياد أو اللامبالاة ... بل العمل علی التصدي الحازم لشلة الفساد والإرهاب وسارقي الثورات والانتصارات ومعرقلي جهود محافظ عدن ومدير أمنها ، ووضع كل المسميات العسكرية والأمنية تحت قيادتيهما بالاستناد الی دعم قوات التحالف العربي وتوجيهات الرئيس هادي شخصيا .
خلاصة الخلاصة : شلة الفساد المدعومة من الجنرال وحزبه في كفة وشعب الجنوب ومقاومته البطلة في الكفة الأخرى .

البعض يقول إن الجنوب اليوم محتل من قبل الإمارات. .ما قولك لمن يرى ذلك؟ 


بعد فشله الذريع في الحفاظ علی ثورة 11 فبراير 2011 في الشمال واستسلامه المهين للحوثيين عام 2014 ، تاركا لهم الجمل بما حمل وصمته المريب تجاه اجتياح الجنوب ... اتجه حزب الإصلاح ليوجه عدته وعتاده في جبهة ستكون خاسرة لا محالة وهي حرب الإشاعات والافتراءات والفتن ضد الجنوبيين والإمارات ومصر كمحاور حرب رئيسة بالنسبة له .

الوقائع على الأرض في الجنوب تؤكد أن الإمارات فعلا تسيطر بقوة ؟ 

الإمارات هي الأكثر استهدافا هذه الأيام ، والغريب أن هذا الأستهداف يتناغم تماما ويخدم توجهات الحوثيين  بل وكذك الفاسدين الجنوبيين ضد هذه الدولة العربية الصاعدة بقوة وثقة !

الامارات تستهدف من الجميع لأنها اضطلعت بدور فعال وحاسم وغير متوقع في حرب تحرير الجنوب ودعمه وفي التوجه بجدية نحو تحرير الشمال وتوجيه ضربات موجعة لتحالف الحرب في صنعاء وصعدة ... وهي بذلك تكون قد وضعت مقاومة الشمال وجيش التباب والرواتب في وضع عار ومحرج أمام دول التحالف وخاصة السعودية وأمام الشعب اليمني  ومعاناته وصبره علی مشائخه ونخبه وأحزابه الانتهازية .

باختصار شديد الإمارات مستهدفة انتقاما من دورها في دعم الجنوب وشعب اليمن وفي دعم مصر وقضايا الأمة العربية التي ابتليت باحزاب الإسلام السياسي المتاسلمة يمينا وشمالا ...

بالنسبة لنا كجنوبيين لم نعرف من هذه الدولة الشقيقة حقا إلا كل خير منذ سبعينات القرن الماضي حينما كان مؤسس هذه الدولة وقائدها الشيخ زائد بن سلطان آل نهيان أول رئيس خليجي يصل إلى عدن وتستقبله الجماهير بالود والحب هو والرئيس الجنوبي الأكثر شعبية في تاريخ الجنوب سالمين رحمة الله عليهما ... مرورا بموقف الإمارات القوي والملموس في دعم الجنوب في التصدي للغزو الأول عام 1994م بكل الوسائل المتاحة... وأخيرا وليس بآخر موقف ودور الإمارات الفعال بل والحاسم في دعم تحرير الجنوب من الغزو الثاني الحوفاشي في إطار عمليات عاصفة الحزم بقيادة السعودية..

 برأيك ما هي الأسباب التي جعلت المجتمع الدولي لا يقف بقوة مع مطالب الشعب اليمني ( نظرة تحليلية من كل الزوايا )


سأتحدث فيما يخص الجنوب، بكل أسف المجتمع الدولي والإقليمي والعربي ظل حتى وقت قريب ومنذ حرب 1994م يتعامل مع قضية الجنوب بسطحية ولا مبالاة بسبب حملة التضليل والمغالطة التي انتهجها نظام صنعاء وسخر لها الإعلام والدبلوماسية والمال وبسبب حملة المصالح والعلاقات العامة التي منحها هذا النظام ثمناً لسكوت وصمت هذا المجتمع كاتفاقية الحدود وميناء عدن وبيع الغاز والامتيازات العسكرية وغيرها .... وهناك سبب آخر يتعلق بضعف أداء قيادة الجنوب في الخارج سياسياً واعلامياً ودبلوماسياً بسبب تصارعها وتشرذمها وعدم إرتقائها إلى مستوى تضحيات وبطولات شعب الجنوب .

لو نناقش مواقف  التحالف ، هل برأيك تمتلك دول التحالف رؤية موحدة من الأزمة اليمنية؟  أم أن هناك تباينات في المواقف والمصالح بين دول التحالف تؤثر بطريقة ما على الموقف العام للتحالف ؟


 بلاشك  لكل دول التحالف رؤية  مختلفه نوعا ما ومصالح اهم من عودة الشرعية التي هي مجرد عنوان ووسيلة .
نرى ان تعزيز المصالح لن يكون على حساب الجنوب ابداً فهذا الشعب قادر على حماية مصالحه وفي نفس الوقت تعزيز علاقته مع حلفائه .
لنقول ان الامارات تمتلك مشروع سيء وتحركها الاطماع وأن هادي على العكس تماماً يحمل مفاتيح الخير للجنوب واهله فلماذا يترك هادي الجنوب للامارات في وقت كان عليه ان يقود هو التطلعات الجنوبية ويقطع بذلك الطريق على الامارات !

لا يمكن ان تقنع عاقل بأن يتخلى عن وطن باكمله والابتعاد عن من يدعمه كما اتى في التقرير بحجة ان من يدعمه يحاول السيطرة على الميناء حتى ان كان ذلك صحيح .

هذه المفارقة المضحكة كمن يطالب أحدهم بالحذر من عصابة تحاول قطع اصبعه ويطالبه بالاستسلام لعصابة تحاول قتله ومصادرة كل ما يملك !

يشعل الحوثي وعفاش حرب كارثية ويدفع الشعب ثمن مغامراتهم واجرامهم ثم ما ان تدخل التحالف فاذا هم يتحدثوا عن السيادة ولان فاقد الشيء لا يعطيه فحديثهم غير مقبول وتحركه مطامعهم الخاصة هكذا من يحدثنا عن السيادة وفي نفس الوقت يسعى لتقسيم الجنوب ولا يعترف بسيادة الجنوبيين وينكر وجود الجنوب وحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته امثال هؤلاء لا يحق له

1 التعليقات :

  1. حوار رائع مع شخصية جنوبية الآن استطعت أن أعرف القضية وأبعادها من خلال هذا الحوار

    ردحذف

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016