اخر الاخبار

ألغام الحوثي تواصل حصاد أرواح المدنيين

تقرير/ وليد عبد الواسع
الطفل عمار ناجي

في الثامن من أبريل المنفرط كان الطفل "عمار ناجي"، الذي يبلغ من العمر 11 عاماً، يمشي في قرية العفيرة، بمديرية جبل حبشي، محافظة تعز، وسط اليمن، حينها انفجر لغم أرضي زرعته جماعة الحوثي أدى إلى إصابته.. بُترت قدم "عمار" اليُمنى وأصيب في أجزاء من جسده بشظايا، جراء انفجار اللغم.
 
وتنتهج قوات الحوثي والمخلوع صالح زرع حقول الألغام في المدن والمحافظات التي ينسحبون منها تحت وقع ضربات القوات الحكومية والتحالف العربي لدعم الشرعية بهدف إلحاق الأذى بأكبر عدد من المواطنين اليمنيين العزل.

لم يكن يدرك الشقيقين"محمد- 10 سنوات" و"عمر- 12 سنة"، أن محاولتهم تسلق سيارة نقل المياه سينقلهما إلى الدار الآخرة، بينما يركضان مع صديقهم "معين- 10 سنوات" بفرح طفولي اغتاله بغتة لغم أرضي مضاد للدروع زرعته جماعة الحوثي في قرية الميهال منطقة الضباب بمحافظة تعز، وسط اليمن..

كانت الساعة تشير إلى تمام الحادية عشر من ظهر السبت 12 مارس 2016م حين انفجر اللغم ببابور المياه، وراح ضحيته الطفلين "محمد فاروق ناجي محسن" وشقيقه "عمر" الذي يكبره بعامين، بينما أصيب صديقهم الطفل "معين خالد يحيى"، الطالب في الصف الأول أساسي.

يقول معين: "كنا نجري بعد البابور نريد أن نتعلق أنا والأخوين محمد وعمر فاروق، وهم تعلقوا بالبابور وركبوا وأنا كنت أجري وراء البابور، ثم انفجر اللغم بالبابور وماتوا الاثنين محمد وعمر فاروق وأنا أصبت بشظايا في الوجه والرأس".

انتهاج مشاريع الموت
وتعد زراعة الألغام من الجرائم ضد الإنسانية طويلة الأمد وتلحق بالأشخاص عاهات مستديمة حيث تقوم الميلشيا الحوثية بزراعة الألغام بطريقة عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط.

مما يشكل صعوبة بالغة في التخلص منها سريعاً وكشفها بسهولة، وتشير إحصائيات محلية إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين بين قتل وبتر أطراف، ولا يزال الرقم في تصاعد.

وكانت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان قد كشفت في تقرير حديث لها أن الحوثيين في اليمن قاموا بزرع أكثر من نصف مليون لغم مضاد للأفراد في أنحاء متفرقة من اليمن، ما أدى لمقتل أكثر من 700 شخص، بينما نجح مهندسون تم تدريبهم على يد التحالف العربي في نزع وتفكيك 40 ألف لغم.

ووجهت الحكومة اليمنية نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي لمساعدتها في نزع الألغام، التي زرعتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بكثافة وبطريقة عشوائية في المناطق التي كانت تحت سيطرتها متسببة بحصد أرواح مئات الضحايا من المدنيين الأبرياء، وأضرار بشرية ومادية جسيمة.

موضحة أن الشعب اليمني يعاني من آثار الألغام والعبوات الناسفة التي تخلفها المليشيا الانقلابية في المناطق التي يحررها الجيش الوطني.

وأوضحت أن هذه الألغام المحرمة دوليًا أصبحت تهدد كل منابع الحياة ، وبات وجودها حاصداً لأرواح المدنيين خاصة الأطفال والنساء.

مبينةً أن زراعتها تمت بطرق عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط ما يشكل صعوبة بالغة في كشفها والتخلص منها وأن كثافتها تستدعي من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بإزالة الألغام تقديم المساعدة الفنية والتكنولوجية والمادية، لمنع سقوط المزيد من الضحايا والجرحى بسببها.

وذكرت المصادر أن المخلوع صالح سلم ميليشيا الحوثي مخازن ومستودعات الحرس الجمهوري من الألغام ضد الأفراد ونقلها إلى كافة المحافظات التي سيطروا عليها بداية الانقلاب لينشروا من خلالها الموت والدمار.

جرائم ممنهجة
رغم الجهود التي يبذلها خبراء نزع الألغام في الجيش اليمني الوطني، إلا أن هذه الجهود ليست كافية ولا تجنب المدنيين خطر الألغام. بالإضافة إلى أن عملية زراعة الألغام نشطة جداً حيث يتم زراعة عشرات الألغام بشكل يومي في مناطق جديدة.

وكشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، أن النساء والأطفال هم أكثر ضحايا الألغام. مشيراً إلى أن 924 شخصًا أصيبوا بجروح، وأن 572 شخصًا آخرون أصيبوا بعاهات دائمة بسبب انفجار الألغام التي زرعتها المليشيات.

وفي أحدث جرائم الحوثي وصالح ذكر موقع 26 سبتمبر التابع للجيش نقلاً عن مصدر عسكري بالمنطقة العسكرية الخامسة أنه تمكن من نزع 1500 لغم أرضي زرعتها ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في جبهة ميدي.

وقال إن "الفرق الهندسية لنزع الألغام تعمل بشكل متواصل في الكشف عن الألغام التي زرعتها الميليشيا في المزارع والطرقات وفي أوساط القرى والمحلات التجارية".

لافتاً الانتباه إلى أنها تعد تهديداً لأمن وسلامة المواطنين، موضحا أن جريمة زراعة الألغام ارتبطت في اليمن بميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية التي نشرت عشرات الآلاف منها.

من جهته بين عضو التحالف رئيس المكتب التنفيذي لمؤسسة (صح) لحقوق الإنسان عصام الشاعري أن مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تستخدم الألغام الأرضية كواحدة من بين الأسلحة التي تلحق الأذى بالسكان المدنيين الأبرياء واستمرار القتل وتسبب في المزيد من الضحايا حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية، وكثيراً ما يقع الأطفال والنساء ضحايا لتلك الألغام فتتركهم قتلى أو جرحى أو مشوهين الأجساد أو معاقين.

وكان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، قد نظم في الرياض مؤخرا ندوة بعنوان (الألغام تحصد أرواح الأبرياء في اليمن) دعا فيها المجتمع الدولي إلى تجريم مليشيات الحوثي وأعوانها على الانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها بحق المدنيين في اليمن، وإجبار هذه الفئة الباغية على التوقف فوراً عن استهداف المدنيين بالألغام والأسلحة.

وأوصى المشاركون في الندوة، المنظمات الإنسانية والقانونية العالمية إلى إنقاذ الشعب اليمني من المأساة الإنسانية والجرائم الوحشية التي ينفذها الحوثيون وأعوانهم بأسلوبٍ ممنهج، ومقصود، لم يسبق للعالم التعرض لمثلها.

تفخيخ حياة تعز
الطفل "عمار ناجي" لم يكن وحده من وقع ضحية للألغام التي زرعتها جماعة الحوثي في مدينة تعز أو غيرها من المحافظات اليمنية التي وطأتها جماعة الحوثي.

فالألغام التي زرعتها قوات الحوثي المخلوع صالح في مناطق مختلفة في تعز حصدت أرواح العشرات من المدنيين.

وتظل الألغام المزروعة في أجزاء واسعة من البلاد، التي وطأت أرضها المليشيا، واحدة من جرائم الحوثي المسلطة تجاه الشعب اليمني، وذلك لما تخلفه هذه الألغام من ضحايا في الأرواح والممتلكات..

وأعدت محافظة تعز من أكثر المحافظات المتضررة من ألغام الحوثي. وبلغ عدد قتلى المحافظة 157 قتيلاً جراء زراعة مليشيات الحوثي الألغام، وفقاً لتقرير تحالف رصد.

وتعمد الميليشيات إلى تفخيخ الحياة في محافظة تعز عبر زراعة آلاف الألغام- المحظورة استخدامها دولياـ بشكل عشوائي وبأعداد مهولة على مداخل ومخارج المدينة وفي الأحياء السكنية والطرقات. وكذا تلغيم  المناطق التي تنسحب منها عقب كل هزيمة تتلقاها على أيدي رجال المقاومة والجيش الوطني..

ويتفنن الحوثيون بصناعة تلك الألغام، إما على شكل صخور، وكتل إسمنتية، وجذوع أشجار، وفي الشوارع والمنازل، والجبال، والوديان، أو في جثث بعض الحيوانات النافقة، وكل مكان خضع لسيطرتهم ذات يوم، خصوصاً في محافظة تعز، وهو ما خلف مستقبل مفخخ ينتظر ملايين المدنيين، ويخشاه المواطن بعد الحرب.

وبات المدنيون هدفا لمليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، التي لم تتوانَ عن زراعة الألغام في مختلف الأماكن التي كانت أو ما زالت تحت سيطرتها، بأشكال وأحجام متعددة، وبطريقة عشوائية، حصدت المئات من المدنيين، فضلا عن استهداف بعض أفراد الجيش الوطني في مختلف الجبهات.

ويتواصل مسلسل الموت بعبوات الألغام  التي تزرعها الميليشيات في شوارع المدينة الرئيسية والفرعية شرقا وغربا شمالا وجنوبا بشكل كثيف وغير مسبوق ليصل ضحاياها إلى العشرات، بحسب ما أوردته تقارير حقوقية.

وتكشف عمليات نزع الألغام عن مدى تفنن الميليشيات الانقلابية بزراعة الموت لأبناء تعز،  إذ تقوم عقب انسحابها من المناطق على وضع الألغام ذات الأحجام المختلفة بطريقة مموهة، من خلال وضعها داخل أشكال غريبة يصعب التعرف عليها..

كما تعمد إلى إلصاق الألغام على الجدران وفي الأزقة، وهو ما يظهر مدى الحقد الذي تحمله الميليشيات لتعز أرضا وإنسانا ولليمن عموما، وفقاً لناشطين في المدينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016