اخر الاخبار

درس في عرس..!!




القاضي / طه عبدالرؤوف نعمان
 =================

نسيت تلفوني في السيارة ودخلت قاعة العرس وراكن إن التلفون في جيب الكوت.. خلست الكوت وطرحته فوق المسند الخلفي.. جاء مجموعة من المعاريف وفسحنا لهم جنبنا.. وبسبب عملية الفسح والفساح ابتعدت عن الكوت مسافة مدكى متر مربع.. وما خفتش على التلفون الذي راكن إنه بجيب الكوت.. لأن الذي جلس مكاني صديقي ضابط الشرطة.. واطمأن قلبي لأن الكوت محفوظ فوق مسند يرتزح عليه الأمن والشرطة.. وراكن على ظهر يحميه ويحرسه.. مر الوقت وغادر صديقي الضابط القاعة وأنا مندمج بالحديث مع الدكتور القاضي/ عبدالغني الغرافي.. وحسي مش عند الكوت.

جلس مكان الضابط مواطن لا أعرفه.. وأنا مستمتع بالحديث مع القاضي.. فجأة.. انتبهت أن الكوت لم يعد في حماية الأمن والشرطة..مديت يدي إلى المسند الذي يرتزح عليه المواطن وشليت كوتي المطروح فوقه.. ودخلت يدي جيب الكوت وما حصلتش التلفون.. وقلبت الدنيا قلب.. وحسست كل جيوب الكوت ثلاث مرات بلا فائدة.

أعلنت حالة الطوارئ وتضامن معي القاضي وتفاعل مع حالة الطوارئ وكان يدق لرقم تلفوني وأنا أدور بجيوب الكوت.. فاقترح القاضي أن أهدأ بعدما يكمل الفنان أغنيته.. جلست وأنا على نار.. طبعا وبشكل لا إرادي كنت أنظر للمواطن الذي جلس بعد الضابط بعين الشك والاتهام.. وكان محرج.. ويدور معي خلف المسند الذي كان مطروح فوقه الكوت.

زلج الفنان الاغنية.. واستأنفت حالة الطوارئ.. وقلت للقاضي "دق الرقم" وقمت أدور والمواطن محرررررررج ويدور معي وأنا ما زلت أنظر إليه بعين الاتهام.. زاد إحراجه مني وحس إننا أشك فيه..دورنا..دورنا..وماحصلنوش..ورجعنا لقواعدنا ومداكينا.. جلست وأنا أتحسس جيوب الكوت وجيوب الزنة واشوفه بعين الشك لدرجة توقع إننا شاقوم افتشه.. ومن شدة الاحراج ولكي يثبت حسن النية.. خلس كوته وطرحه جنبي وقال لي باروح أسلم على العريس.. عندها حسيت بالذنب وأحرجت.

بعدما وجدت التلفون.. زاد شعوري بالذنب.. وتعلمت درسا بعدم اتهام شخص بدون دليل قوي.. ومبرر معقول.. وأدركت أن هناك أشخاص أبرياء أوقعتهم الصدفة محل شك واتهام.. ونحن بإهمالنا وعدم تركيزنا من صنع الصدفة والفخ دون أن نشعر وأوقعناهم فيهما ...وصدق المثل اليمني الحكيم "لفلف وانتبه لحاجتك ولاتسرق صاحبك".

الراجل خلع الكوت وطرحه لي.. وكأنه يقول "فتش وسكنها شغلتك"...يااااااااا  الله والدرس الذي علمني إياه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016