اخر الاخبار

لماذا لا يذهبُ عبدُ الملك لحجّ البيت والتفاوض مع الملكِ..؟




محمد دبوان المياحي
____________&


من حق عبدُ الملك أن يطوفَ حول الكعبةِ، ويهرولُ بين الصفا والمروة، من حقه أيضاً أن يصعد عرفات بساقه النحيل ويدعو على سلمان، من حقّه أن يرمي الجمرات ويُقبل قرينه الشيطان، ومن حقّه أن يبيض في "مِنى"_ بيضة سياسية تُرضي مطبخ الملك المُضيف_ ذلكَ أنه دجاجة وتلك مهنتهُ المُفضلة وهو يجيدها…

وإلى جانب هذه الحقوق الطبيعية، ثمةَ شيء أخر يتعلق بحقّه في الحوارِ مع الملك، فمن حقّ السيد أن يقعد على كرسيّ جوار السُلطان السعودي ويناقشه في قصةِ الحرب ويشكو له مظلمته..!

ذلكَ فعلُ طبيعي لا يجوز السخرية منه، ونحنُ لن نسخر، لن نسخرَ أبداً..!

لكنّ لماذا لا يذهبُ الحوثي لحجِ الكعبةِ وزيارة سلمان..!

حسناً، سأخبركم، عبدُ الملك الحوثي رجلُ أعرجُ ومعاق، وهذه ليستْ سبة أو فرية؛ بل حقيقة يعرفها تلاميذ قريته، عبدُ الملك المخصيّ أعرج ونحنُ لا نسب الملوك خصوصاً ذوي الاعاقات الخاصة أمثال السيد المبجّل، وكلّ أعرجٍ ينام في المغارة ويعيش داخل الجبل تتولد لديه إعاقة مزمنة عن الاتصال بالأخرين ويصبح شخصاً معتلاً يرتجفُ عندما يضعُ أولَ قدمٍ له خارج مربضه ويفقدُ الكلمات عند أولِ حديث له مع الغُرباء..!

في أعرافِ الصراعات ليس عيباً أن يذهب السياسي لتمثيل جماعته والحوار النديّ مع الطرفِ الأخر في أي مكان كان حتى ولو كان منزل خصمه، وذلك تحقيقا لمصالحَ بلاده ومستقبل حركته، هذا شيء طبيعي لا يخصم من كبرياء الرجل، ولا يؤشر لهزيمته..! 

فالأهم هو ما سينطقُ به في اللقاء وما إذا كان سيتحدث بلغةٍ متماسكةٍ أم أنه سيرتخي حين يلحظ سياط الغريم حاداً أمام عينيه، ولهذا لو كان عبدُ الملك سياسياً يتزعم مصالح جماعته وليس بغبغاء يرددُ ما تمليه عليه عمامة فارس ؛ لشدّ حزامه وذهب رافعاً رأسه، في قبضته قضيته وفي فمه كلمات ساخنه يصبها على الطاولة بكلّ شموخ واعتزاز، لكنّه لن يذهبَ، ولن يفعلها ولا هو يقوى على ذلك..!

لن يذهب، الرجل لا يعمل إلا في الظلام، وسيفقد بصره إذا مرّ تحت مصابيح الانارة في شوارع المملكة، ذلك أنه لم يزر مدينة قط منذ ولادته، وتلك محنته المزمنة..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016