اخر الاخبار

مجاهد القهالي… اللاعب بالبيضة والحجر




عمار الأشول
________&

يُجيد اللواء مجاهد القهالي تدوير البيضة والحجر، دون أن يصيب البيضة بشرخ، ودون أن تفلت من يده الحجر. يلعب على الحبال بخفّة متناهية، ويتنقّل بسلاسة، ويُسير من «معلاق إلى معلاق»، وكأنه مؤمنٌ بالمثل اليمني القائل: «من معلاق لا معلاق نَفَس». براغماتي، حيوي، متجدّد، وشره. الموقف الوحيد الذي يقدّسه، والذي لا أحد يستطيع إنكاره، هو حبه وإخلاصه للحمدي، وهذه تحسب له لا عليه.

ولد القهالي عام 1950م. وتخرج من الكلية الحربية، الدفعة السابعة، عام 68 برتبة ملازم ثاني، ليتعيّن قائد سرية في لواء العاصفة، ثم قائداً للكتيبة الثالثة عاصفة. وشارك بعد ذلك في تأسيس قوات العمالقة، ثم قائداً لمدرسة العمالقة لتدريب الوحدات الخاصة. بعدها عُيّن أركان حرب اللواء الثالث عمالقة، ومن ثم قائداً للواء الأول مشاة في تعز، الذي انتقل إلى عمران في 75، وأُسندت إليه قيادة الوحدات العسكرية في عموم المناطق الشمالية.

على الصعيد السياسي، كان عضواً في «مجلس قيادة الظل» لـ«حركة 13 يونيو التصحيحية»، والذي تأسس بقيادة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، وعضوية العديد من القيادات العسكرية حينها، من بينها الرئيس السابق، علي عبد الله صالح. كما أصبح أميناً عاماً لـ«جبهة التصحيح الديموقراطية»، ثم نائباً لرئيس «الجبهة الوطنية»، وسكرتير العلاقات الداخلية في عدن. بعد الوحدة، صار أميناً عاماً لتنظيم «التصحيح الشعبي الناصري»، وعُيّن عضواً في مجلس النواب، ثم انتُخب مقرراً للجنة الدفاع والأمن في أول مجلس نواب بعد الوحدة، كما انتُخب عضواً في مجلس النواب عام 97م.

وكأي شخصية سياسية عسكرية تختلف حولها الآراء وتتباين... فهو كذلك. مؤيدوه يرون أنه رجل الظل الذي حاربته الظروف وحاربها بشراسة، عاقدين عليه الأمل بأن يكون له دور ملموس في المساهمة بحلحلة الأزمة الراهنة رغم تعقيداتها الهائلة. كما لا يخفون توقّعاتهم بأنه سيكون من بين رجال المرحلة المقبلة؛ كونه، برأيهم، يتمتع بتأثير بالغ وذكاء فطري، كما يتميّز بقراءة نافذة للأحداث وقوة نفسية هائلة، والأهم من كل ذلك عدم انغماسه في اللوبيات أو المحسوبيات التي تحكم رجال الدولة وصنّاع السياسات، حيث أن مواقفه تتميز بالجرأة والشجاعة والمكاشفة، سواء ضد النافذين القبليين أو رجال السلطة.

أما مناوئوه فيرون أنه رجل قديم، عائش في أوهام الماضي، وأن شخصيته العسكرية تغلب على السياسية منها، معتبرين أن دوره انتهى بنهاية «الحركة التصحيحية»؛ كونه لم يقدّم هو وبقية رفاقه، أعضاء الحركة، أي شيء يُذكر بعد رحيل قائدها الشهيد إبراهيم الحمدي.

تكللت حياة القهالي بالعديد من المحطات والتحولات والتناقضات؛ فبينما كان أحد أهم القيادات العسكرية لمواجهة «الجبهة الوطنية» في المناطق الوسطى خلال فترة السبعينيات، إلا أنه عُيّن بعد نزوحه من شمال الوطن إلى جنوبه نائباً لرئيس هذه «الجبهة» التي لطالما خاض حروباً ضدها، وسكرتير العلاقات الداخلية في عدن، ليعود بعد ذلك مع قيادات «الحزب الإشتراكي» بداية التسعينيات إبّان تحقيق الوحدة إلى صنعاء، ويُعيّن عضواً في مجلس النواب، ويصبح أميناً عاماً لـ«تنظيم التصحيح الشعبي الناصري».

وفي حين كان من أشد المناوئين لصالح، في فترة من الفترات، إلا أنه قَبِل في ما بعد بعضوية اللجنة العامة لـ«المؤتمر الشعبي العام»، لينحاز بعدها إلى صف الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي عينه وزيراً للمغتربين في حكومة محمد سالم باسندوه. وعند تحرّك «أنصار الله» في العام 2014م صوب العاصمة صنعاء، اختار القهالي أن يكون في صف «الإصلاح» والعميد حميد القشيبي ضد الحوثيين، لينتهي به المطاف، اليوم، عضو اللجنة الخاصة بالأسرى والمعتقلين، التابعة لـ«أنصار الله»، و«المؤتمر الشعبي العام».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016