وكالة أرصفة للأنباء_ المجلس النرويجي للاجئين
_______________________________&
مجاعة من صنع البشر على مرأى ومسمع منا
قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين بعد زيارة استمرت خمسة أيام إلى صنعاء وعدن وعمران في اليمن: "أنا مصدوم للغاية مما رأيت وسمعت هنا في اليمن المنكوب جراء الحرب والجوع.
إن العالم يسمح للمجاعة بأن تجتاح نحو 7 مليون رجل وامرأة وطفل بشكل بطيء وغير مسبوق.
هذا ليس جفافاً ولكنه كارثة يمكن الوقاية منها فهي أولاً وآخراً من صنع الإنسان".
وأضاف قائلاً: "هذا فشل ذريع للدبلوماسية الدولية. إن الرجال المسلحين وذوي السلطة والنفوذ داخل اليمن وفي العواصم الإقليمية والدولية يقوضون كل جهد ممكن لتجنب مجاعة يمكن الوقاية منها تماماً، فضلاً عن انهيار الخدمات الصحية والتعليمية لملايين الأطفال.
ولا يوجد في أي مكان على الأرض مثل هذا العدد الكبير من الأرواح المعرضة للخطر، ولكننا لسنا متأكدين حتى من أن شريان الحياة الإنساني الرئيسي عبر ميناء الحديدة سيظل مفتوحاً.
فقد هدد التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمدعوم من دول الغرب، بمهاجمة الميناء.
ومن المحتمل أن يؤدي هذا الهجوم إلى تدمير الميناء وقطع الإمدادات لملايين المدنيين الجياع.
إن القيود الصارمة المفروضة على كافة امكانيات الوصول الى اليمن جواً وبحراً وبراً قد تسببت في انهيار اقتصادي لـ 27 مليون نسمة من الفقراء".
ويكمل إيغلاند: "نناشد أطراف النزاع في عدن وصنعاء، كما نناشد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وإيران والقوى الغربية كالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة بما يلي: عدم اذكاء هذا الصراع أكثر.
نحن بحاجة إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار، وإجراء محادثات سلام جدية وإغاثة 19 مليون يمني محتاج بشكل عاجل.
ولا يمكن لهذه الجهود الإنسانية التي يقودها برنامج الأغذية العالمي هذا الشهر أن تقدم الغذاء سوى لثلاثة ملايين شخص من اجمالي الأشخاص الذين يعدون على حافة المجاعة والمقدر عددهم بسبعة ملايين شخص.
كما يعاني عاملو الإغاثة الأبطال في اليمن نقصاً حاداً في التمويل، كما تمنع السلطات العسكرية والسياسية المحلية الوصول إلى العديد من المجتمعات المحلية المحتاجة ".
وصلت واردات الأغذية التجارية إلى أدنى مستوياتها، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بمعدل الثلث.
كما يعاني60 في المئة من السكان من انعدام الأمن الغذائي بينما لا يعلم حوالي سبعة ملايين شخص من أين سيحصلون على وجبتهم القادمة.
وهذا يجعل اليمن في مواجهة أكبر أزمة للأمن الغذائي في العالم.
واختتم إيغلاند قائلاً: "قال لي أحد العاملين في مجال الإغاثة أن الخوف واليأس كبيرين في أوساط المدنيين في الوقت الراهن لدرجة أن الأمهات اللاتي لديهن أطفال يعانون من نقص التغذية الحاد يحملن أطفالهن من على أسرة المستشفيات عندما يسمعن تحليق الطائرات الحربية.
وخلال زيارته، قابل يان إيغلاند عدداً من العائلات المتضررة من النزاع وممثلي السلطات والشركاء في المجال الإنساني. يقول إيغلاند: "قابلت المعلمين والعاملين الصحيين والمهندسين وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية الذين لم يتقاضوا رواتبهم لمدة ثمانية أشهر والذين يكافحون الآن من أجل البقاء.
ينبغي أن تكون وكالات التنمية قادرة على الحفاظ على استمرار عمل القطاع العام من أجل منع تفشي الأمية والأمراض الوبائية، كما لا يمكن السماح بالاستمرار بخنق السكان المدنيين على جانبي خطوط المواجهة ".
ملاحظات:
1. وفقاً لآخر تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يعاني نحو 17 مليون شخص، أي ما يعادل 60 في المئة من السكان، من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى المساعدة الإنسانية العاجلة لإنقاذ الأرواح.
ويوجد من بين هؤلاء 10.2 مليون شخص في مرحلة "الأزمة" أو "الطوارئ"، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 20 في المئة في عدد الأشخاص مقارنة بتحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في حزيران/يونيو 2016.
2. وفقاً لنداء الأمم المتحدة لمساعدة اليمن لعام 2017، يحتاج نحو 19 مليون شخص من اجمالي عدد السكان البالغ 27.4 مليون نسمة إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية.
3. لم يتم التعهد سوى بمبلغ 1.2 مليار دولار من أصل 2.1 مليار دولار ضرورية لتمويل النداء، وذلك عقب عقد مؤتمر رفيع المستوى لإعلان التعهدات لمساعدة اليمن في جنيف في 25 أبريل.
4. يعمل المجلس النرويجي للاجئين في اليمن منذ عام 2012، وينفذ حالياً برامج إغاثة إنسانية تغطي قطاعات الأمن الغذائي والمأوى والتعليم والمياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية.
وقد قام المجلس النرويجي للاجئين بمساعدة أكثر من مليون شخص في عام 2016.
5. يقدم المجلس المساعدات إلى السكان في محافظة عمران وحجة وتعز والحديدة ولحج وعدن وصنعاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق