اخر الاخبار

متاهات "49"


ضياف البراق
________&


في قريتنا، الحياةُ صلعاء بالفطرة، الصُحبة مستحيلة منذُ عصور، الوجع كافرٌ بحت؛ ينكرُ كروية الأرض ويؤمن بمسرحيات إسخيلوس. الآهات لا نهايةَ لها ولا زمن. غير أنها تشبهُ متاهاتي كثيراً، تشبهها في الصوت والذنوب؛ متاهاتي النازفة، التي لا تخلو أبداً من اِفتراءات الليل الغامض وطعم النُعاس الحامض.!   

الرجالُ مُوَلَّعون بشربِ الرماد، والنساءُ بارعات في كتابة المرثيات وصناعة الدهشة. الأطفالُ حيارى، لا يكبرون إلا نادراً، والأشياءُ تتناسلُ بشراهةٍ في طحَالبِ التفاصيل.!

في قريتنا النحيلة؛ أبي ماتَ زاهياً في شارع الطاعون المؤدي إلينا، أمي؛ ذُبِحَتْ تَوَّاً -بغير قصد- في مطلعِ السؤال، وأنا وَلَهَفي؛ اضعنَا حُلمَنَا قَسْراً، في وعاء المِلح.!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016