اخر الاخبار

الفلاح - الراقص




حامد السقاف
________

الإهداء: للعادل الوسيم، ذلك المنصوب الذي يزودني بأتحف الصور.
بعث لي أحد الأصدقاء، صورة عبر الواتساب، لأحد الفلاحين البائسين، وهو يرقص قريبا من حقله (حوله)، يحمل منجله(شريمه)، وفوق رأسه قبعة من القش تحميه من هجير الشمس، مستمتعا بصوت الناي، المزمار، الخلول، الذي يبعث لحنا يثير هواجس الرجل- الفلاح، سابحا في ملكوت دنياه، يدوس الأرض بقدميه الراقصتين، وحركات المنجل يتماهى مع جسده النحيل، الضعيف، الرث الثياب، وكأن الدنيا ملك يمينه.

هل ينطبق المثل(يحسدوا الغريبة على بياض أجبه)! أنا أعترف بأني على استعداد أن أدفع ما تبقى من عمري، كي أعيش لحظة هذا الفلاح، الذي يتقن فن مراوغة الأرض، ومداعبتها، بل ودغدغتها كتربة مقدسة تمنحه الحياة.

ترى هل يتقن هذا الكائن الجميل، كيف يغازل امرأته ومداعبتها، كما يفعل بإيقاع الأرض؟

هذا الفلاح - الحكيم الزرباوي، لم يعرف زوربا ورقصته الخالدة، ولا مرّ بخاطره كازانتزاكي.

رب أشعث أغبر، أجمل من كل السياسيين، القتلة، اللصوص، قطّاع الحياة، بائعوا الوطن!

هذا رجل أقرب للسماوات والأرض، فهنيئا له زفافه الذي يعيشه بروح السنابل والقمح والشعير.

إن أقدامه المشققة، ونعله العتيق، أعطر من بدلات المسئولين وربطات أعناقهم الملونة، القبيحة، الفجة، المؤذية للأبصار!

ليتني أنت أيها الراقص مع نجم سهيل. 

         

القاهرة - أيلول - ٢٠١٧ م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016