د_علي العسلي
__________&
ففي المرة الأولى قتلت بسماع حكم الإعدام الظالم على رفيق دربك المدني المسالم المحب والذي كان ملهماً لصبرك وتضحياتك.؛ إنه الشهيد عيسى محمد سيف ذاك المفكر المبدع والفارس اليعربي الذي ترجل قبل أوانه، قائد حركة 15 اكتوبر عام 1978 الثورية التغييرية المدنية..
أيتها الناصرية منيرة سلوكاً عملياً قل نظيره عند المواقف والمحكات، فكنت صاحبة الموقف وتجاوزت المحكات كلها، فمواقفك ظلت لا تلين، لم تستسلم، لم تخضع، وكنت رغم الظروف الصعاب لا تشتكي ولا تمنين على أحداً بما ضحى به شهيدك وشهيد الناصرية أخينا عيسى يرحمه الله..؛ رحمة الله تغشاك ايتها الشهيدة منيرة الراشدي..؛ نعم !؛ كنت الناصرية في الثبات والصبر، وكنت الناصرية المختبرة بفعل الظروف الشاقة حتى فارقت روحك الطاهرة هذه البالية؛ فحمداً لله وشكراً له أنه توفاك ورعى صبرك ووفقك لمواقفك التي لن تنسى؛ ستكون دروساً عملية للتعلم منها من قبل معشر الناصريين والناصريات على حد سواء، فحمداً لله لأنك لم توأطئ رأسك، ولم تمدي يدك، ولم تندمي بل تفتخري برفيق حياتك في الدنيا والأخرة أبى مريم وحمدان اللذين كان لك وحدك شرف تربيتهما وتعليمهما، فسيبقيان تؤماكما، وحاملا مجدكما واسمكما على الدوام ومن بعدهما ذريتهما ومحبيكما إلى أن يشاء الله..
قتلوك في الثانية عندما أخفى المجرمون 39 سنة جثمان زوجك ورفاقه، ولم تسلم جثامينهم لأسرهم، ولا الكشف عن مكان دفنهم، وكنت تزورين المغدور قبلهم، والذي كنت تعرفي مكانه إنه الشهيد ابراهيم محمد الحمدي.
ومن خلاله كنت تبعثين بالتحية والسلام والرحمة إلى باقي الكوكبة الناصرية الخالصة والمخلصة..
وقتلوك في الثالثة، بوصول بلادك اليمن إلى هذا التشضي والانقسام، وانعدام سبل العيش والأمان، ووصلت الى مستنقع المرض والجهل والقتل، والذي ضحى من أجل القضاء عليها مجتمعة زوجك المرحوم الشهيد عيسى، لكنه لم يوفق وأعيق مشروعه، وهو التغيير من أجل رفع مستوى الشعب سياسياً واقتصادياً وصحياً _بالقضاء على جميع الامراض التي كانت مستوطنة ومنها (الكوليرا) التي كانت سبب موتك_ ففارقت روحك بسب تفشي مرض الكوليرا والذي لم يعد موجوداً في الدول المتقدمة، بل وبعض البلدان النامية، حيث هنا لم يكافحه احد، وكان سبباً من أسباب عديدة لوفاتك أو _أنا أزعم_ استشهادك، فكتب الله لك الشهادة بحوله وقوته تعالى..؛ لا بتسجيلك في كشوفات الشهداء هنا وهناك وهم يسجلون ضحاياهم المتساقطون في مختلف الحبهات..؛ فمبروك عليك أخيراً اللحاق برفيق دربك..؛ يأيتها الشهيدة يرحمك الله..
سلامي عليك يوم ولدت، ويوم تحملت ثقل الحياة بدون عيسى أو بالنيابة عنه، ويوم أن أحرزت نتائج صبرك وثباتك وسلوكك القويم، وسلامي من خلالك الى القائد النابغة الذي أدرك معضلات هذا الشعب مبكراً وأراد القضاء عليها، لكنه لم يوفق بفعل خذلان القدر له، وخذلان النخب في ذلك الزمن والذبن هم لا يزالون..؛ كونهم لا يعرفون للمنافسة سبيلاً، بل هم للغيرة والوشاية والحسد أقرب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق