د_ محمد الزوبه
___________&
(1) واقعية التنفيذ: أي مشروع اقتصادي يكون قابل للتنفيذ عمليا إذا توفرت ثلاثة عناصر رئيسية وهي الخطة - التمويل - البنية التحتية المالية والبشرية، الواضح أن الخطة إمتلكت تلك العناصر بصورة ملفتة للغاية.
( 2 )تسييل الثروة: وفرت فكرة خصخصة جزء بسيط من أرامكو، قدرات مالية تمويلية عالية وغير عادية مكنت الرؤية من التمويل الذاتي وعدم الاعتماد على مصادر التمويل الأجنبي المقيد للطموح الوطني وحرية وسلاسة التنفيذية وسرعة الأداء وهيمنة وخطط الممول الخارجي وأهدافه الغير ظاهرة..
للعلم القيمة الفعلية السوقية اليوم لشركة أرامكو لا تقل عن 15 ترليون دولار أي خمسة عشر الف مليار دولار بمعنى يكافئ الدين العام للولايات المتحدة الأمريكية بكاملها بحجم احتياطي نفطي تقدر بحوالي 300 مليار برميل نفط قابل للاستخراج وإذا اعتبرنا أن أكبر شركة نفط في العالم قيمتها السوقية لا تتجاوز نصف ترليون دولار وهي شركة اكسن موبيل الأمريكية وعليه ليس هناك مقارنة بين أي شركة عالمية والعملاق السعودي أبو ثلاثة عشر صفر رقم مهول فعلا (كنت من أوائل المنادين بتسييل الثروة وكتبت أبحاث ودراسات حول هذا الموضوع).
( 3 )الاستثمار الداخلي للانتاج أولا يقلل المخاطر: توضح الرؤية ارتكاز الخطة الاستثمارية على الانتاج والتسويق المحلي للانتاج مبدئيا (احتياجات محلية) وبهذا تم التغلب على عنصر السوق وقضية الاستهلاك للمنتج خارج السعودي وهي المعضلة التي تواجه المشاريع الانتاجية في بداية المرحلة حتى تتراكم الخبرة والجودة التنافسية والثقة السوقية.. وركزت الخطة على تلك النفقات العالية لبعض أبواب الميزانية العامة ومنها النفقات على التسليح العسكري وكذلك استيراد السيارات والسياحة الخارجية وتم تحوير الخطة لتشمل الانتاج في هذه المجالات محليا وإضافة الاستثمار في مجال التعدين وكان على رأس القائمة القدرات المدروسة للتواجدات المعدنية ومنها الذهب.
( 4 ) اقلمة وديولة الشركات السعودية ثانيا: وهي المرحلة الحاسمة لتحويل الاقتصادي السعودي من اقتصادي ريعي يعتمد على الثروة النفطية إلى اقتصاد انتاجي يعتمد على دورة اقتصادية متكاملة تدمج عناصر ومقومات الدور المادي والدور البشري والإلتحام بمتطلبات السوق العلمية والاندماج فيها.
حقيقة أريد أن أركز على هذه النقطة وأقول إنها النقطة الهامة التي يمكن أن تستفيد منها الجمهورية اليمنية من هذه الخطة، لو كنت من صانعي السياسية الاقتصادية في اليمن لانتهزت هذه الفرصة لإيجاد والبحث عن برتوكول مع السعودية في مرحلة أقلمة وديولة شركاتها وأستفدت من الجغرافيا والديمقرافيا القريبة من السعودية وما تمثله اليد العاملة الرخيصة التي سوف تكون لها دور اساسي في عملية الانتاج وتواجد الشركات السعودية خارج الجغرافيا الوطنية.
للعلم معظم شركة انتاج السيارات في ديترويت الأمريكية اليد العاملة الرخصة (يمنية) وهذا مثال بسيط، وكذلك العمل في المجال السياحي اليد العاملة اليمنية قادرة على العمل بشكل كبير قد لا تستطيع القوى العاملة السعودية أن تملى ذلك الفراغ، وأضيف أيضا الصناعية التعدينية يمكن أن تكون مرشحة أيضا لليد العاملة اليمنية .
الخلاصة
المشروع السعودي مدهش حقا وعوامل نجاحه متوفرة بنسبة عالية جدا لا تقاس بتجارب وخطط الاخرين وتحتاج فقط إلى:
المشروع السعودي مدهش حقا وعوامل نجاحه متوفرة بنسبة عالية جدا لا تقاس بتجارب وخطط الاخرين وتحتاج فقط إلى:
_ ديناميكية التنفيذ: إصرار وعزيمة التغلب على التحديات.
_ تحصين قيادة المشروع وإيمانهم بصوابية التحدي الذي يقومون به.
تحصين الهيكلية والبرامج الزمنية من التدخلات الخارجية والهيمنة البيروقراطية.
_ أسلوب الإدارة الحديثة والتقنية الاليكترونية الإحصائية المتدرجه المواكبة للإنتاج بمعلومات لحظية مرنة تساعد في اتخاذ القرارات السريعة والفعالة.
ملاحظة:
لم أكن أتوقع قدرات عالية وأداء مميزة وعلمي من أحد امراء آل سعود وخصوصا ولي ولي العهد، وفعلا لقد حاز على تقديري وإعجابي وكأني كنت استمع لخبير اقتصادي عالي التأهيل (اليوم استطيع القول إن السعودية تمتلك مشروع) وهذا ما كنت أعيب عليها طيلة حياتي، أقصد الحكومة السعودية ولم أراها دوله تستحق الإحترام فهل ستتغير وجهة نظري مع رؤية بن سلمان سنرى، والأيام فيها الكثير والكثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق