ديكتاتورية الجماهير

‏فاضل الشدادي‏*

_________&&

تبنى استراتيجية المستبد على تصنيف الشعب إلى ثلاث فئات : - 

1- أدوات : وتشمل جماعات التي يستخدمها المستبد بتسيير الدولة وارساء قواعد واستمرارية الحكم و تكون اما أدوات قمع كالأجهزة الامنية والجيش الذي يفرغ من اي مرجعية قانونية سوى تقديس الحاكم، أو أن تكون أدوات تسيير أمور الدولة خارج حدود الدائرة الحمراء التي يرسمها المستبد حول حكمه وتشمل الوزراء ووكلاء الوزارات ورؤساء القطاعات التنفيذية للدولة، أو ان تكون أدوات تبحيل وزخرفة للحاكم وتسبح بحمده بكرة وعشيا وهم رجال وأدوات الاعلام المؤيدة للمستبد.

2- عقبات : وتشمل المعارضين لنظام الحكم ويتم التعامل معهم بالترغيب والترهيب بشرط عدم تجاوزهم الخطوط الحمراء ودخولهم المجال الذي يجعل حكمه في خطر كونه في هذه الحالة يبطش بلا هوادة ملفقا ضدهم اتهامات باختراق القواعد الوطنية الجامعة والتي رسمها في وجدان الناس و قدم نفسه سادنا للقيم والمباديء - مثل عبارة الوحدة خط أحمر - أو اتهام بالتفريط بالقضايا القومية علما بأن المستبد لا يستطيع العيش بدون قضية قومية أو وطنية تخول له القمع والاعتقال وتعليق العمل بالقانون والدستور، فمثلا حدث قبل سنوات أن تم محاكمة شخصين بتهمة التجسس التخابر مع اسرائيل علما بأنه ليس لدينا ما يدعو إلى التجسس والتخابر .

يتظاهر المستبد للعامة بأنه على قدر عالي من احترام الرأي والرأي الآخر فيعمد إلى تفريخ تيارات تظهر معارضة لنظام حكمه ولكنها تبطن له الولاء المطلق .

3- أعباء : وتشمل هذه الفئة باقي الشعب والذين ينظر إليهم من قبل الحاكم بأنهم مجرد عبء يزعجه بطلب الخدمات وتوفير سبل العيش.

تعيش هذه الفئة القمع والحرمان وتتشكل لديها قناعة وسيكولوجية جماعية وفردية بأن كل شيء في المحيط سيء يجب الحذر منه دون تميبز بين الايجابيات والسلبيات والنور والظلام وتعيش هذه الفئة حالة انكفاء على الذات منقسمة في المجتمع بشكل طولي ضمن الجغرافيا والقلبيلة والأسرة لتعيش هذه الفئة حالة التطلع إلى الانتقام من الحاكم ومن والاه وأدواته والطريق الذي مر منه وحتى الانتقام من صاحب المطعم الذي أفطر عنده المستبد يوما حين كان بالصف السادس الابتدائي.

غياب الوعي والتوجيه السليم لهذه الجماهير يجعلها تتوه بين الاهداف والادوات المحققة لتلك الأهداف و هنا يتم استقطابهم من ذوي المشاريع الذاتية بعد أن يتم اعادة توجيههم بما يخدم مصالح فصيل معين كنتيجة حتمية للوعي المهدور ويا لها من ديكتاتورية تمارسها الجماهير على ذاتها كأفعى لم تجد غريمها ولا السبيل إليه فعضت ذيلها . 

ولنا في حشود 4 مايو خير شاهد.

* من حائطه بالفيس بوك