اخر الاخبار

ضياف البراق: هل حدث أن كانت نقطةُ آخرِ السطرِ دمعة؟!




"ألق" للإبداع الفني والأدبي تقدم: الجزء الأول من مقابلة الشاب المبدع "ضياف البراق" في مساء يوم الخميس بتاريخ 20/4/2017 .
_______________

أدارت الحوار وفاء البهيشي 

ـــــــــــــــــــــ
  أســعدتم مساءً الأعزاء المتابعون، حلقــــة مثيــرة تصحبنا الليلة بحــضور مبدع من جيل التسعينات، هذا الجيل الذي يُشهد له بالتميز والإبداع غير العادي في شتى المجالات..
لنرحب بالمـــتألق الأخ الكريم "ضيــاف البراق"
أهلا وسهلا وتحية تليق بمقامكم الخلوق ضيفنا ..
-ضياف: بدءاً أحيّي كل الأقلام المتوهجة والرائعة، المتواجدة في الصرح الأدبي الثقافي الرائع (ألق) ..
أنا سعيدٌ جداً الليلة بهذا اللقاء الجميل.. والذي آمل من خلاله أن أقترب منكم أكثر. .
طاب مساءكم أيها الأنقياء الرائعون.. وجمعتكم محبة وتعاضد وانسانية وسلام..
ولكم كل الود والبهاء..
ـــــــــــــــــ
- ضيفنا الكريم *ضياف* نتمنى لك السعادة دائما وأبدا .. ألق ترحب بك أيضا، و بعد  فإن البدايات تكون محطَّ اهتمامنا دائما كونها المرجع الأساس لكل الانطلاقات.
حدثنا عن بدايتكَ ككاتب؟!
-ضياف: ككاتب، بدأتُ في اعتناق عالم الكتابة منذُ الصف الأول الثانوي، والسبب الذي دفعني للخوص في هذا المهام العظيم؛ هو وفاة والدي -رحمه الله- وكان هذا الوجع اللذيذ السبب الأول الذي  دفعي بي إلى حضن الأدب.. ومن هنا بدأتُ أعاقب وجعي بصمت على مسمامع الورق.
والسب الآخر، وفاة والدتي الحبيبة- رحمها الله-  بعد تخرجي من الثانوية العام بثمانية شهور.. 
فالكتابة بالنسبة لي؛ لا تبدأ إلا بوجع. وبحسب قول الأديب العالمي العظيم "كافكا" : الكتابة انفتاح جرح ما.!
بدأتُ أولاً في كتابة القصة القصيرة وبعدها بسنة انتقلتُ إلى كتابة قصيدة النثر .. وهكذا كل يوم أنتقلُ إلى محطة أدبية جديدة واعبر فيها...
الحمدلله.. حتى الآن.. حققتُ نجاحاً مملموساً ومشرفا إلى حدٍ ما. كان أول ما دفعني إلى تعلم كيفية كتابة القصة وبعض الأدبيات الأخرى؛ هو قراءتي ومتابعتي لأعداد مجلة العربي الصادرة عن المركز الثقافي لدولة الكويت...
ــــــــــ
رحم الله والديك وأثابهما من واسع جوده ..
ضياف والبراق .. اسمان متلألآن في سمــاء الإبداع، وكما يقـال فإن لكل شخص من اسمه نصيب ولابد أن تكون ممن قد غشتهم هذه المقولة..
حدثنا هنا عن ضياف ومدى ارتباطه بتعبيرات اسمه واسم عائلته منذ الطفولة!
-ضياف:
ضياف البراق.. شخص بسيط جاء من أسرة بسيطة ومثقفة في حياتها اليومية وما تزال.
أحب أسرتي كَ حبي لكل الإنسانية. لا أفاخر بها ولا يعجبني ذلك. أكنُّ لها كل الحب والاعتزاز كما أكنُّهُ لكم جميعاً .
ارتباطي باسْمي وبلقب أسرتي التي جئتُ منها، هو ارتباط عادي ولا أقدس هذا الارتباط.
ولاشك أن الأسرة هي أغلا ما يملكه المرء في حياته وإن تغيب عنها غابت حياته بين مطبات ومنعطفات قاتمة..
ــــــــــــــــــــــــــ
صديقك المتألق محمد الشيباني يشرفنا ببعض استفساراته فلتتكرم وترد عليها ..
(ضياف ..
المتاهةُ، متعةٌ، أم مرارة؟
حروفكَ مساحات من قلمٍ يئنُّ فتنمو الآلام، أم تنمو الورود .؟!
هل حدث أن كانت نقطةُ آخرِ السطرِ دمعة؟! ومتى؟!
ضياف والأوراق الحكومية، ما مدى علاقتكم ببعضكم، و هل الأرصفة أحنَّ؟!
متى تنوي الوصولَ إلى آخر المتاهةِ يا ضياف؟!
آخرُ فنجانٍ قدَّمته لكَ الحرب؟!
كبُرَ ضياف لأولِ مرةٍ في ...؟! )
- ضياف:
كل الحب التقدير ..لهذا القلم المتألق الفذ.. الرائع/محمد الشيباني..الذي باتَ حرفه الجنتل لا يفارق هاجسي قط وشغفي على الإطلاق، كما أنه من كتابي الذين أعشق سردياتهم الأدبية الحديثة حد الثمالة.
- المتاهة ممتعةٌ جداً وموجعةٌ اكثر في آن؛ كونها ترمز إلى هذا الواقع البائس، الكئيب.!
- حروفي صوت للوجع الذي يكبرُ بداخلي من يوم إلى آخر، بسب هذا الظرف الراهن الصعب.. أحياناً تنمو ورداً وأحيانا ألماً ..وأحيانا تنمو وألماً وورداً معا.. وهذا هو الأجمل والأريح بالنسبة لي!
- إلى الآن لم أنتهِ بعد من كتابة السطر.. أما الدمعة تحدث معي كل يوم ولحظة.!
- علاقة مستمرة ومهمة.. لكنها عدائية وساخرة كثيراً.. علاقة لا تلتقي في نقطة القبول، أبداً!
ليست الأرصفة فقط، كل شيء حالياً صار أحنُّ وأكثر.. حتى الموت!
- حينما يتوقف وجعي عن النزيف ويؤمن الواقع الناقم بحقيقة وجودنا.. حينها هي من ستتوقف من تلقاء نفسها ..لأن المتاهة هي من تكتبني، لا أنا.!
- كان غداً ..!!
الحرب سخية معانا للغاية.. تقدم لنا فناجينها كل يوم.. لكنها فناجين مسمومة جداً!
- في الحرب !
ــــــــــــــــــــــ
ونحن بدورنا نوجه خالص التحايا والتقدير للمبدع محمد الشيباني فله جهود في إنجاح هذه الحلقة.
ــــــــــــــــــــــ
ضياف البراق،
سيرتك إن وشت بشيء فإنما وشت بمدى تعلقك بالقلم، مالسر وراء هذا؟ هل هي هواية الكتابة أم أن موقفاً ما قد زج بك رغماً عنك في هذا السبيل وراق لك بعدها؟
ماذا سيكون شعورك لو فجأة لم تستطع الكتابة ولو حرفاً واحداً؟
هنا المتألق إبراهيم الحكيمي يسأل
- ضياف:
نعم، سر تعلقي بالقلم، لأن القلم هو الحياة الجميلة كلها.. كما أؤمن بحقيقة هذا السر..كثيراً
القلم.. وطن للجميع من البؤساء والعشاق للنضال والحرية. .. والإنسان.
- الكتابة هواية أبدية صارت لي بعد أن كانت موقفاً نبيلاً لمقاومة الظلم بالورد والحب..وستظل هواية وموقفاً.
- سأموت ..إزاء هذا الأمر! 
لأنني حين أكتب، أكتب كي لا أموت، وكي لا يموت الانسان الآخر الذي يشبهني في الوجع.!
** كل الحب والتقدير.. للرائع /إبراهيم الوجع.
ــــــــــــــــــــــ
سؤال يشرفنا به الوالد العزيز د نبيل العريقي:
من المعروف لدي انك مولود في بيت علم وثقافة
من هو مثلك الاعلى الذي تقتدي به؟
.
- ضياف:
والدي الفاضل والقدير.. أ. عبد الغفور البراق..(والد أمي)
الصحافي والباحث واللغوي والسياسي ..الكبير...المعروف لدى الجميع من معاصريه..
تتلمذتُ كثيراً على يده ..وترك لي مكتبة عظيمة هي من فتحت لي أفق الوصول إلى عالم المعرفة والكتابة.
** تعظيم تحية ومجد.. للأب الفاصل والرائع /د. نبيل العريقي.
ـــــــــــــــــــ
يذهب كثير من الأدباء والكتاب إلى القول بأن:
الكتابة هي الأوكسجين الذي نتنفسه، لنبق على تماس الحياة!
ما الذي تعنيه الكتابة لضياف البراق؟
✍صدام الزيدي
-ضياف:
تعني الكتابة لـ ضياف :
- وطن لذيذ ومقدس.. نأوي فيه كما نريد ونقول، ونثور  فيه متى ما نريد. وطن الحرية المطلقة والوجع اللذيذ.
- الكتابة تعني لي: الحياة المجيدة الخالدة..
كل الحب والإجلال.. لصديقي الرائع/ صدام الزيدي..
الحب وحده لا يكفي!!
ـــــــــــــــــ
ألق للإبداع الفني والأدبي:
متاهات "46"
أعتدتُ كثيراً، أن أسخر من كل شيء في عالمي وأن أكذب على كل شيء أصادفه في طريقي؛ لعلَّ الحياة تخجلُ يوماً من نفسها، ولعلَّ التاريخ يتوب من المساوئ والحماقات التي ألحقها بنا، ويعتذر لنا عنها ولو لبرهةٍ واحدةٍ من الزمن.
لكنني حتى اللحظة - يا صديقي- شختُ آلاف المرات ومتُّ أيضاً، ولم تستجِب الحياة قط، لوجعي الماكر هذا، ولا حتى التاريخ الفُصامي.
يا صديقي: يبدو أننا جئنا إلى هنا، لكي نُعاقب على خطايا أسلافنا، فقط لا غير. فأنا بتُّ - مِراراً - أشِك بهذا الجرح الحائر، المسعور، الغارق فينا.!
هل تتذكر موعد كتابة هذا النص وما جوّه؟ ؟
ماذا كنت َتشعرُ وقت الكتابة؟
-ضياف:
تماماً، لا! لكن على ما يبدو لي أنني كتبته قبل أسابيع قليلة ربما! 
وهكذا في كل النصوص..
النسيان حليفي! 
- لا أتذكر إلا الوجع.. لانه يعيش فيَّ دوما ويرافقني أيضا ..في كل كتاباتي!!
- في كل الكتابات.. أشعرُ باليأس والتشاؤم والوجع!
** على فكرة.. أنا متأثرٌ جداً بفلسفة التشاؤم..في كتاباتي وحياتي اليومية!
ــــــــــــــــــــ
لماذا لاتنتشل هذا الوجع بطريقة ما ولو كانت صعبة وطويلة المدى كما يفعل غيرك!
ألا تفكر بانتشاله !
-ضياف:
هذا الأمر، أرى انه ليس بيدي!
لكنه تحت سطوة الواقع الناقم الذي نعيش فيه!  سيتوقف هذا الوجع، ما توقف هذا الواقع المرير عن العبث !
طبعا،  الوجع مهم للكاتب..لأنه هو الذي يغذي روح الأدب بالحياة والاستمرارية والتوهج!
ـــــــــــــــــ
-نعم مهم جدا كما أنه لا ينبغي أن يسيطر عليه
نتمنى لك واقعا أجمل غير عابثا..
مداخلة واردة من المبدع محمد الحريبي :
-هل يمكن ان يحدثنا ضياف عن القصيدة الحديثة
-ما الذي جعل ضياف ينفرد بهذا النوع الادبي
-تكتب بطريقة مستفزة احيانا في نظر البعض
-هل تضايقك نظرات الاخرين المنزعجة من النص الحديث
-ضياف:
طبعاً، القصيدة الحديثة : هي قصيدة الحرية والفلسفة ولأنها غير خاضعة لسطوة اللغة كما القصيدة الموزونة..
القصيدة الحديثة ..تستطيع من خلالها، الحديث عن كل شيء في يخطر ويتوهج في هاجسك وأن توظف فيها كل مصطلحات وفلسفات العصر. أيضاً، لأنها ذات فضاء حيوي واسع وهذا ما يجعلها خالدة الحياة وجديدة مع تقادم الأيام.
- نعم، أغلب الأوقات أكتب بالسخرية وبطريقة مستفزة.. وهذا يريحني كثيراً.. لأنه يبعث في النص الحيوية والديناميكية السردية المشوِّقة!
ولأن الوجع الذي بداخلي يحمل هذا الطابع الجنوني ..من ذاته.
- لا تضايقني نظرات الاخرين المنزعجة من النص الحديث..أبداً! بل أرحبها كثيراً.
أكتبُ للرائعين فقط ..ولا أكترث لمثل هكذا نظرات ضئيلة المدى الفلسفي والرؤية الثاقبة!  
** كل الحب والتقدير/ لهذا الشاعر الحداثي الفذ/ محمد الحريبي.
انتظرونا في الجزء الثاني نستكمل فيه الإجابات عن بقية الأسئلة
من مجموعة "ألق"_ للإبداع الفني والأدبي، بالواتس..

1 التعليقات :

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016