اخر الاخبار

يمنيون ..لا يعرفون الارض التى يسيرون عليها




تحقيق_ كيتو _ سالم ناصر
_______

اسطنبول _ صقر الصنيدي
__________


ما أن تخلو القاعة فى الدور الثاني من الزبائن حتى يجري محمد نحو النافذة الزجاجية لأغلاقها.. إنه يكره الصوت الذي يدخل منها ويعيد إليه ذكريات مريرة مر بها قبل أن يصل إلى هنا..

تطل القاعة على طريق عام يسير منه الترام ويعيد صوت احتكاكه مع السكة ذكريات الشاب القادم من احدى قرى اليمن..

فى مطعم ازال وسط اسطنبول يعمل عدد من الشباب اليمنيين ولكل واحد منهم قصة فى الهروب من الوطن..

سافر محمد عبر اربعة بلدان جميعها مشتعلة أو فى طريقها إلى الاشتعال وفيها احس بضياع كبير..

هؤلاء فرنسيون انهم جزائريون بالأصل لقد كانوا مثلنا قبل عقود من الزمن واريد أن اكون مثلهم بعد عقود.. كان يتحدث عن اسرة تجلس لتجربة تناول الطعام اليمني الذي يعده.

قبل أن يرتدي محمد ربطة عنقه كان قد سافر عبر ايران وجال انحائها عله يجد فيها حلا لمشكلته قبل ان يفكر بزيارة السفارة العراقية فى طهران مع قريب له..

حين قابلهما السفير اقسم محمد أنه شاهد فى منامه حلما يحثه على زيارة النجف.. تمكن من الحصول على فيزة عبر رؤاياه ولكنها كانت قصيرة الامد..

استقبلت العراق الآف الطلبة فى ثمانيات وتسعينات القرن الماضي لكن ذلك لم يعد ممكنا.. وأصبح وجود محمد هناك بمثابة حدث يراه الجميع. غادرها إلى تركيا وهاهو يقف امام الطلبات.. لم يتوقف حلمه فى الاستمرار بالرحيل. فهذه البلاد ليست مستقرا له انما ممرا إلى مكان اخر..

قالت منظمات دولية إن محمد ضمن ثلاثة ملايين يمني تسببت الحرب فى تشريدهم داخليا وخارجيا..

انه يرغب فى الابتعاد عن الاخبار القادمة من الوطن لكنها تتبعه رغم طول المسافة.. قبل ايام فقط كان قد تعاطف مع اسرة محتجزة فى مطار اتاتورك لكنه عالقا مثلها..

قال كلنا عالقون انما بدرجات مختلفة.

كانت الاسرة تريد العبور الى الاكوادور ولانها من اليمن، لم تسمح لها السلطات بمغادرة المطار وظلت عالقة طيلة اسبوع حتى اتت رحلة اقلتها إلى وجهتها..

قال رب الاسرة لمحرر فى "أرصفة" تتبع القصة ان اسرته تمسكت بعدم العودة إلى القاهرة  خشية عدم القدرة إلى العودة..

لقد كانت برفقة اسرة اخرى قبلت بالعودة من حيث اتت لكن اسرتي تمسكت بنصف الطريق الذي قطعته، وهو ما جعل البقاء فى المطار والنوم تحت انظار المسافرين حلا مثاليا..
انها معاناة طويلة تمتد عبر القارات

فى دولة بنما المحادية للاكوادور سيطرت الشرطة على رحلة 32 مواطن يمنيا ارداوا تجاوز الحدود إلى المكسيك قال عنهم سفير اليمن فى هافانا محمد ناشر انهم ارادوا الوصول إلى امريكا عبر المكسيك لكنهم لايعرفون الارض التى يسيرون عليها..


قال السفير فى مقابلة متلفزة بثت قبل ثلاثة اسابيع إن اليمنيين يحاولون تجاوز الحدود الخطرة بين الدول..

لقد تمكن ناشر من اقناع السلطات فى بلد بعيد بالافراج عن الناجين من الحرب وأن يعودوا إلى الاكوادور وقد عادوا إليها للبقاء إلى جوار من سبقوهم حيث اصبحت مئات الاسر اليمينة تقيم هناك ووفقا لأحد اللاجئين اليمنيين فقد تم التعامل معه بناء على الشهادات التى لديه ومنح اقامة طويلة قد تتحول إلى دائمة فى حال البقاء المتواصل..

لم يكن احد يفكر بالسفر إلى الاكوادور وفقا لحميد العديني والذى قال إنه تفاجأ فى ررحلته إلى هناك بوجود اسر يمنية فى طريقها إلى دولة بالكاد سمعوا اسمها ولم يعرفوا عنها اكثر من كونها تسمح لهم بدخولها بدون فيزا مسبقة..

سافر فوزي علوان من مدينة عدن باحثا عن مستقبل جديد وكانت وجهته ابعد من السودان وهناك تعرف على من اقنعوه بقدرتهم ايصاله إلى اوروبا عبر الحدود الليبية..

للاسف لم نتجاوز ليبيا وفيها تعرض مع العشرات للاعتقال من قبل عصابات متعددة الجنسية ولم يفرج عنه إلا بعد ان دفعت اسرته فى عدن فدية تجاوزت العشرة الاف دولار..

فى تقرير لموقع عدن الغد تضمن تصريحات لاهالي فى عدن دفعوا الاف الدولارات للافراج عن اقاربهم المحتجزين فى ليبيا..

خاص وكالة أرصفة للانباء_ تحقيق+ صور..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016