صنعاء_ نبيل الشرعبي
_________________&
لا لغة تتسع للوجع الذي يلف حياتها ويغرقها بهالات بؤس لا حدود لها، وهي الأم التي لزمت وفاء أن تكون إبنتها الوحيدة عنوان نجاح مميز.
حفاظا على ألا تٌجرح أحاسيسها التي هي في الأصل نزفت حتى جفت من البؤس الذي يلف حياتها، في وطن اسمه اليمن، نتحفظ على ذكر اسمها وصفتها، مع أنه لا يجهل حضورها الكبير في مجالات عدة، ونكتفي بالحديث عنها كشخصية عامة.
لم تجد ما ترمم به شرخ قد يهدد مستقبل تعليم إبنتها الوحيدة بالتوقف، لم تجد غير أن تعرض كليتها للبيع، لتسديد رسوم المدرسة التي أشعرت عبر رسالة رسمية بضرورة دفع رسوم المدرسة ما لم فإن المدرسة مضطرة لفصلها أو بالأصح طردها من المدرسة وحرمانها من التعليم.
الأم وبكل كبرياء لم تنكسر من أجل إبنتها، بل أعلنت عن نيتها بيع كليتها دون معرفة إبنتها لتسديد رسوم المدرسة، حرصا على سعادة إبنتها وعدم توقف مستقبلها في التعليم.
إبنتها لا تقبل إلا أن تنفرد بالمرتبة الأولى كل عام منذ بدأ إلتحاقها بالتعليم، وتجيد التحدث بثلاث لغات، وكذلك تتقن التعامل مع التقنية بتفوق، لكن الفاقة وذات اليد تحاول أن تنتزع منها حقها في مواصلة التعليم.
وهنا في هذا الحيز من النزيف نضع قصة هذه الأم أمام من يملكون القدرة على ايقاف تصميم هذه الأم لبيع كليتها لضمان مواصلة إبنتها مشوار التعليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق