محمد المياحي
__________&
أيامكم مباركة يا هَادي..
كيف حالك سيدي الحاكِم..؟
ما الذي تناولتَه في وجبةِ غداءك لهذا اليوم، هل أكلتَ حدّ التخمة..؟
ما الذي تناولتَه في وجبةِ غداءك لهذا اليوم، هل أكلتَ حدّ التخمة..؟
بالتأكيد فعلتَ ذلك، أنتَ فخامة، طعامك شهيّ وطازجُ كل يوم، وثلاجة منزِلك مرصعة بأصناف المأكولات، لا بأس أنت رئيس، وكلّ الرؤساء كذلك..!
اليوم جُمعة لا بد أنكَ تناولتَ طعاماً لذيذاً، عفواً ظننتُك مثلنا، لقد نسيتُ أنتَ سُلطان كبير وكلّ أيامك جُمعة وكلّ أيامك عيد..!
عزيزي الرئيس: أنتَ أكلت هذا النهار كثيراً حدّ الشبع المُفرِط، غير أن معدتك لم تنفَطِر، لا مُشكلة ، أنتَ رئيس ومِعدتك كبيرة، وحين ارتفعتَ عن مائدتك لا شك أنها كانتْ ما تزال ممتلئة بالطعام، أنتَ لا تشعر بالجوع مثلنا، هذا لا يليق بالرئيس، أنتَ لا تأكل خبزاً ناشفاً كما يفعل اليمنيون كلّ يوم، لم تحس بالجوعِ يوماً واحداً، أنت مَلِك كبير، هذا لا يحدث معك، ولهذا لا يبدو بتاتاً أنكَ مهتمُ لأمرنا كثيراً، ولهذا لم تدفع رواتب الموظفين بعد، ولهذا أنت سُلحفاه بليدة، ولهذا كان الشائب يصرخُ بعد صلاةِ الجمعة ويلعنك .!
نحنُ جوعى سيدي الرئيس، جوعى، هل تفهم معنى ألا يجد المرء طعاماً ، هل سبقَ أن شعرت بالجوع يوم كُنت طفلاً يمسح مخاط أنفه على ثيابه، أرجوك تذكّر مشاعر الجوع تلك إذا استطعت، علّ رقبتك الغارقة في كرشك تتحرك قليلاً وتُسارع بدفع مرتبات الموظفين، لماذا أنت بليد ولا تفهم..؟!
عزيزي الرئيس: نحن في رجب، ورجب من أشهر الله المحرمة، ما رأيك جرّب أن تصوم يوماً واحداً وحين يؤذن للمغرب لا يكون لك طعاماً جاهزاً، ثم راقب قلبك الرخو كيف سيهيج، ربما تتذكرنا في تلك اللحظة، تتذكّر تلك العجوز التي لا تنام، تبكي ليلاً حينَ ترى معدة طفلها تتقلص فارغة، ولا تجد حليباً فتغالطه بالماء ..!
هل لديكَ أطفال صغار يا هادي..؟
أنت رئيس مُتزوج، بالتأكيد لك أطفال يرتدون ثياباً جديدةً كلّ يوم، ولديهم ألعاب كثيرة، ومصروف كبير يكفي لإطعام أسرة كاملة، ماذا لو جاءك طفلك يوما ً، وضعَ قبلةً على جبينك وطلبَ مِنك مصروفا، تحسست جيبك وكان فارغاً، تخيل نفسك في موقف كهذا، لوهلة ستشعر أن الأرض تنفلق أمامك، وأنك تسقط في هاوية سحيقة بلا قرار، أنت قروي وخيالك جيد، لماذا تفشل في تصور موقف كهذا، ولا يسعفك خيالك الفقير في تقدير جحيم اليمننين، لماذا، لماذا..؟
أنت رئيس مُتزوج، بالتأكيد لك أطفال يرتدون ثياباً جديدةً كلّ يوم، ولديهم ألعاب كثيرة، ومصروف كبير يكفي لإطعام أسرة كاملة، ماذا لو جاءك طفلك يوما ً، وضعَ قبلةً على جبينك وطلبَ مِنك مصروفا، تحسست جيبك وكان فارغاً، تخيل نفسك في موقف كهذا، لوهلة ستشعر أن الأرض تنفلق أمامك، وأنك تسقط في هاوية سحيقة بلا قرار، أنت قروي وخيالك جيد، لماذا تفشل في تصور موقف كهذا، ولا يسعفك خيالك الفقير في تقدير جحيم اليمننين، لماذا، لماذا..؟
لماذا نسيتنا سيدي الرئيس ونحن شعبك..؟
لماذا أيّها الفخيم الرجيم لم تدفع رواتب الجوعى، لماذا..؟
لماذا أيّها الفخيم الرجيم لم تدفع رواتب الجوعى، لماذا..؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق