اخر الاخبار

متاهات "47"


ضياف البراق
_________&

دونما طريق، نسافرُ وحاضرنا المُثقَل بالكآبة والجِراح إلى زمنِ العطش والضياع. نسافرُ إلى الوراء المُغلَق، حيثُ الذكريات الدائخة والتقاليد القاتمة، المغمورة بالشحوبِ الساخط والهلوسات الفاجعة.

خُطانا المتكلسة، بِلاَ بصيرة؛ تبدو مُرهقةً للغاية! وعاريةً من الإتجاهات والأضواء والحركة. في منتصف الذاكرة القاحِلة الملامِح، يرتشفنا الطاعون بتأدُّبٍ حاقد، والخوفُ المُلتهِب يقتلع أَعيُنَنَا من أيقونة السماء، يحرقها بلا هوادة، أقصدُ: بِلاَ مُبررات ولا حتى قَدَر.!

لسنا عاجزين عن النجاة من الإنكسار، لسنا سائلين بالموت والهزائم، لسنا مُغرمين بأنفسنا المُغرمة بنا. لسنا أبرياء، لسنا ضحايا؛ لسنا حالمين، لسنا كل شيءٍ من هذه التعازي الساخرة والمُعطيات الجدباء.!

ربما لسنا نحن أبداً، كما لو أننا خُلقنا حطباً لشمس الظهيرة، كما لو أننا لم نكن شيئاً من هذا الهُراء الزمني المُتلاطِم. كما لو أننا عابرين بشراهةٍ باذخة في مجال السقوط، ليذبحنا الحزن -غالباً- هناك. كما لو أننا نموت عبثاً، نشتاقُ بعضنَا بغرابةٍ وجحود. سكارى -نحنُ- بالقهقهات الغامضة، لأول مرّةٍ، كما لو أننا نهزأُ مِنَّا بِحَق ونحترقُ للتو.!
نحنُ فوضى رديئة، تْكْبُرُ في الفراغِ المُحتدِم، على عَجَل.!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016