اخر الاخبار

مجتمع في مهب الجوع




عبدالحليم صبر
ــــــــــــــــــــــــ

ليس بالضرورة ان نموت من شدة الجوع جميعاً مرة واحدة، حتي نثبت لكم أننا مع الشرعية، وصامدين حتي تحرير صعده، و ليس بأستطاعتنا ايضاً أن نرسم لكم المشهد الصوري لمحمد (ص) في ربط بطوننا بالحجرة، فالجوع كافر , فلا دين ولا مذهب يمكننا التيمم به كي تقبلوا وطنيتنا في شرعيتكم .

تتلخص مأساة الناس ببعض الحالات التي نسمع عنها، فمثلا: أمس أحد المواطنين احرق جميع أثاث بيته في( شارع جمال) أحتاجاً على وضعة المعيشي الذي وصل، ولعلكم تفكروا يا اصحاب المعالي ، ما مصير اسرته التي غابت عن أحتفائية هذا المشهد الذي يضم في تفاصيله أنا والدموع.

طبعاً أصبح هذا الفعل لا يزعجنا كثيراً، فمؤشراته منذ فترة، لكن ما يزعجنا هو نوم الأقلام والشوارع على سرير الذل، ليتركوا الجوع يفصع بطقومات (الوعود والأكاذيب )في دهاليز أمعائي/ نا(..) والعبث بـ لبن الأطفال، وقوت المجتمع وراتب الشعب .

يألهي؟
ماذا يحصل في هذا المجتمع؟
أليس لنا حق في رفع أصواتنا لأزعاج السلطات، كما تزعجنا أمعائنا ؟
الا تلاحظون أن العالم ينام ..و أمعائنا لا تنام!!!!
أذ لم يكن العدو الأول لنا هو الجوع، فما معنى قوله "واطعمهم من جوع " .


يوم بعد آخر أحاول أن أكتب في هذا الموضوع، وبسبب الكم الكبير المتدفق بالمفاجاءت في يومياتنا تُؤجل الكلمات معانيها ويؤرشف الوجع نفسة فى خانات القهر. حتي الان وبين هذة الحروف التي أعيشها لا اجد سوا اللغة تبحث عن كِسرة حبر لتواصل التنفس بالحقيقة أمام هذا الضباب المكتض بالصباح الذي صحيت فيه و أنا في مهب الجوع .
بكل ما أكون لملمت بعضي من فوق الفراش وعلى غير المُعتاد سحبت نفسي من جمب الشباب وخرجت من بيت احد الزملاء بدون النظر لما أحتاجة، فالجوع طوال الليل تكفل بأن أتنازل على "هندمة" مظهري الخارجي عدا بعض قطرات الماء المصافحة للوجه.
خرجت امشي وأنا مثقل بالجوع في شارع جمال نحو اللامكان، وبمصادفة أثنين من الأصدقاء(..) واحد منهم بلا صبوح، وايضاً بلا عشاء، وبفرحة ربما عاشها عند رؤيته لي ــ هاكذا يبدو لي ــ كي اعطيه حق الصبوح، كما هو متعارف علية في مجتمعنا اليمني بالعملية التكافلية التي ما زالت تحفظ ماء وجه هذا البلاد ..
قال زميلي : هات حق صبوح.
قلت له : تعال نصطبح أنا وانت، معي نص "كدرة دخن" حصلت عليها من احدهم (..) واحتفظت به من أمس عشان اخليها صبوح.
وهنا المشكلة..
دخلنا البوفية ولا معنا سوا 30 ريال ..
قال صديقي: معي 100 ريال
طلبنا واحد حليب و واحد أحمر وهو ما يعادل فلوسنا 130 ريال.
دعكم من قصة الجوع ودعكم من حديث بطوننا ؛ وتعالوا افهموا معي كلام صديقي ونحن بنفس طاولت (العدم) وهو يقول أن المسيرة التي ينظم لها بعض الموظفين (مسيرة البطون الخاوية) التي ستنطلق من تعز إلى عدن في الايام القريبة ــ حسب بيان اللجنة المنظمة ــ للمطالبة بالراتب، أن هذة المسيرة سيدفع بها عفاش ويضيف صديقنا الآخر الذي دفع (عشرين ريال بقية الحساب) لا تعتقد ان عفاش قد انتهي وانه قادر يحركة كل شيء، بالأضافة إلى أن المسيرة سـ تؤسس لأنفصال وووالخ.
أشعر بالخزي بأنني عشت في حُقبة عاشها صالح ومعارضيه .
وهي حقبة ولدت بأغبياء المغلفين بالجهل..وعلى أولئك الأغبياء والجميع أن يعرفوا شيء .. من لم يحارب من أجل البقاء، لن يحارب من أجل الكرامة والحرية.
#انا_جيعان
14 أبريل 2017م من حائطه بالفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016