وكالة أرصفة للأنباء_ خاص
______________________
قالت منظمة رايتس رادار، في تقرير حديث تنفرد "وكالة أرصفة للأنباء"، بنشره على حلقات، انتشرت في اليمن ظاهرة التعذيب بوتيرة ممنهجة في السجون الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين وصالح في اليمن وكذلك في سجون القوات الإماراتية في عدد من مدن الجنوب، وإن بدرجة أقل، حيث تحدث العديد من الناشطين اليمنيين المفرج عنهم بمرارة عما لاقوه من معاملة سيئة خلال احتجازهم وتعرضوا للتعذيب.
وأضافت في تقريرها الذي يحمل عنوان "اليمن.. القتل المرعب للمدنيين"، قدرت العديد من المصادر الحقوقية عدد القتلى المدنيين بسبب التعذيب في سجون الانقلابيين الحوثيين بنحو 71 قتيل، في أنحاء متفرقة من اليمن، بالإضافة إلى قتيلين في سجون تابعة للقوات الحكومية في مدينة المكلا.
وحسب التقرير تتراوح أعمال التعذيب وسوء المعاملة بين الضرب والصعق بالكهرباء، والحرمان من أي اتصال بعائلاتهم أو الحصول على أي مساعدة قانونية، في ظروف احتجاز سيئة للغاية، وأحيانا بالنسبة للسجون الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، المقايضة على حرية الضحايا مقابل مبالغ مالية.
"موت تحت التعذيب"
وأورد التقرير حالات موت تحت التعذيب هي: في تأريخ 2 حزيران/يونيو 2016، أطلقت جماعة الحوثي جثة المواطن اليمني عبداله سالم عبدالقوي الحميقاني إثر وفاته تحت التعذيب بعد عدة أشهر من اختطافه واخفائه قسريا في محافظة البيضاء.
وفي محافظة إب برزت منذ وقت مبكر ظاهرة تعذيب المختطفين حتى الموت، لكن الظاهرة لم تحظ بتغطية إعلامية وحقوقية تتناسب وحجم الظاهرة، ففي 7 شباط/فبراير 2016 وصل نبأ وفاة الشاب مجاهد محمد حمد الزيدي من أبناء مديرية بعدان في سجن الأمن السياسي بعد 47 يوما من اختطافه هو وشقيقيه من قبل مليشيا الحوثي وقوات صالح وإيداعهم سجن الأمن السياسي الذي اتخذته مليشيا الانقلاب سجنا لمعارضيها.
وقالت أسرة الزيدي إن الضحية تعرض لعمليات تعذيب قاسية أدت إلى وفاته في ثالث أيام اختطافه، وأن المليشيا الحوثية ظلت متسترة على نبأ وفاته قرابة الشهر ونصف الشهر، قبل أن تفاجأ الأسرة بنبأ وفاته متعذرة بإصابته بنوبة قلبية، وهو الأمر الذي كذبه شقيقاه اللذان اختطفا معه، حيث أكدا تعرض شقيقهما لعمليات تعذيب أدت إلى وفاته.
وفي 24 شباط/فبراير 2016، توفي القائد القبلي محمد زيد السبل تحت التعذيب بعد يوم من اختطافه من قبل مليشيا الحوثي وصالح في مديرية القفر شمالي غرب محافظة إب، وفقا لشهود عيان ظهرت على جسده آثار عمليات تعذيب بشعة بعد استلام جثته التي بقيت محتجزة لدى المليشيا الحوثية لعدة أيام قبل أن تسلمها إلى أهل الضحية، وهي جثة هامدة وعليها آثار تعذيب بالغة.
وفي شهادة قيدتها منظمة رصد الحقوقية، قال أحد أقارب السبل ”إن مليشيا الحوثي عندما خطفت ابن عمي محمد زيد السبل في مديرية القفر قامت بتقيده وسحله حيا ووصلت بهم بشاعة التعذيب إلى قطع عضوه التناسلي الذكري، ونحن أوالد عمومته نعرف المجرمين وقادتهم“.
وفي تأريخ 29 كانون ثاني/يناير 2016 تسلمت أسرة الجبري جثة ابنها المختطف منيف الجبري 27 عاما والذي توفي تحت التعذيب في أحد السجون التابعة لجماعة الحوثي وقوات صالح بحي مذبح، شمالي غرب العاصمة صنعاء.
وأفاد أحد أقارب الجبري أن منيف توفي تحت التعذيب الذي تعرض له داخل سجن منطقة الكرامة الأمنية بأمانة العاصمة الذي احتجزه فيه مسلحوا الحوثي وصالح، وأن آثار تعذيب متعددة كانت ظاهرة على جثته أثناء تسليمها لأسرته التي تعرضت هي الأخرى للتهديد والوعيد في حال اثارت القضية عبر وسائل الإعاام أو المنظمات الحقوقية.
وفي 20 تشرين ثاني/نوفمبر 2015 توفي علي حمود عوضه 33عاما ويحمل درجة الماجستير، بعد تعرضه للتعذيب الشديد من قبل ميليشيا جماعة الحوثي داخل سجن إدارة أمن مديرية شبام بمحافظة المحويت.
وذكر أحد أقاربه أن مسلحي الحوثي وصالح قاموا باختطاف علي عوضه عقب عودته من أداء فريضة الحج وذلك بتهمة زائفة مفادها تسلمه مبالغ مالية مقابل الإدلاء بمعلومات عن تحركات مسلحي جماعة الحوثي وحليفها صالح في محافظة المحويت.
ًوأضاف ”منعونا من زيارته في الـ20 يوما الأخيرة من احتجازه وهي الفترة التي تعرض خلاها لتعذيب جسدي ونفسي بطريقة وحشية أدت إلى وفاته ورفض الحوثيون أن يسلموا لنا جثته إلا بعد أن وقعنا لهم على ورقة تنازل عن القضية“.
وفي تأريخ 31 آب/أغسطس من العام 2015، عثر مواطنون من أبناء مديرية الرضمة على جثث للمواطن عبدالكريم محسن القحف ونجله الشاب المقداد عبدالكريم القحف مرمية على قارعة وعليهما آثار تعذيب.
وأشارت المصادر الموثوقة إلى أن القحف ونجله تعرضوا لعمليات تعذيب وصلت حد الموت داخل سجون مليشيا الحوثي وصالح في مدينة يريم وسط اليمن.
وقالت المصادر إن مليشيا الحوثي اختطفت المواطن القحف ونجله من منزلهما عقب اجتياحها المديرية في آب/أغسطس 2015 وأودعتهما في سجن خاص بالميليشيا في مدينة يريم ومارست ضدهما عمليات تعذيب وحشية حتى الموت قبل أن تقوم برمي جثتيهما على قارعة الطريق في جبل شيزر.
وفي مطلع نيسان/ابريل 2015، كشفت مصادر حقوقية يمنية عن قيام مسلحي الحوثي بحملة تصفية جسدية وإعدامات لجنود يتبعون اللواء33 مدرع في محافظة الضالع، طالت الإعدامات 7جنود، على الأقل، لأنهم رفضوا المشاركة في الحرب على السكان وقرروا مغادرة المعسكر.
ووفقا لإفادات ضحايا أفرج عنهم، تعرضوا وزملائهم للضرب لفترات طويلة، وتعليق أجساد آخرين في أوضاع معاكسة للوضعية الطبيعية، فضلا عن تعذيبهم بالصعق الكهربائي والحرق بالسجائر وصب الماء الساخن على أجسادهم وتهديدهم بالقتل وانتهاك أعراضهم، وإخضاعهم لعمليات إعدام صورية.
ووثّقت منظمات حقوقية مقتل الناشط اليمني في العاصمة صنعاء منظمة حقوقية مقتل الناشط اليمني والمعلم صالح عوض البشري، البالغ من العمر 35 سنة، تحت التعذيب في سجون الحوثيين، وهو من أبناء منطقة الحيمة الخارجية بمحافظة صنعاء، وأب لسبعة أطفال، كانت اختطفته مليشيا الحوثي/صالح مع ثالثة آخرين من رفاقه، هم علي طاهر الفقيه وعبدالجليل الصباري ومنصور النظامي، بتأريخ 11 شباط/فبراير 2015، عقب مشاركتهم في احتفالية سلمية بصنعاء بمناسبة ثورة 11 شباط/فبراير، واقتيدوا إلى مكان مجهول، تعرضوا فيه لأبشع أنواع التعذيب، قبل أن يتم العثور على أجسادهم مرمية في أحد شوارع العاصمة، بتأريخ 13 شباط/فبراير، كانوا
جميعهم في حالة يرثى لها، أسعفوا إثرها إلى المستشفى، غير أن صالح البشري فارق الحياة متأثرا بعمليات التعذيب الوحشية.
جميعهم في حالة يرثى لها، أسعفوا إثرها إلى المستشفى، غير أن صالح البشري فارق الحياة متأثرا بعمليات التعذيب الوحشية.
وتحيط جماعة الحوثي السجون التي تديرها بسرية بالغة، حيث يقبع فيها آلاف المعتقلين المدنيين من الذين خطفتهم ميليشياتها في مختلف المحافظات والمناطق التي تقع تحت سيطرتها، ويقدر عدد المعتقلين في سجونها بأكثر من 8000 معتقل، ووثقت الكثير من الشواهد وقوع الكثير من حالات التعذيب في هذه السجون بطريقة وحشية نجم عنها وفاة العشرات بسبب عمليات التعذيب التي تمارسها ميليشيا جماعة الحوثي ضد المختطفين منذ وقت مبكر، والتي لم تكن أمرا جديدا في سجون الحوثيين.
ووثّق ناشطون حقوقيون جملة من هذه الانتهاكات في محافظات صعدة وحجة وعمران شمالي اليمن، وقدموا أرقاما مهولة ومعلومات مذهلة عن قصص التعذيب وأوضاع السجناء.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق