حوار: شوقي مهدي - تصوير: عمرو دياب
=======================
قال سونتهون تشاينديبوم سفير مملكة تايلاند
في الدوحة إن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 3.4 مليار دولار في 2015، مشيراً
إلى أن قطر تعتبر موردا أساسيا للغاز الطبيعي المسال لبلاده.
وأشاد تشاينديبوم في حوار لـ«لوسيل» بالعلاقات
القوية بين البلدين منذ أكثر من 36 عاماً، مضيفاً أن تايلاند وقَّعَت اتفاقية لاستيراد
أكثر من 2 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً خلال العشرين سنة القادمة خلال
زيارة الرئيس التنفيذي لشركة (بي تي تي) تايلاند وهي من كبرى الشركات العاملة في مجال
الطاقة بتايلاند. وأوضح السفير أن بلاده تسعى لجذب المزيد من الاستثمارات القطرية لتايلاند،
خاصة أن بلاده وضعت خطة لاستثمار 70 مليار دولار في البنية التحتية.
«لوسيل» ناقشت مع السفير العلاقات الاقتصادية
بين البلدين وقضايا الاستثمارات القطرية بتايلاند ومشاركتهم في مشاريع البنية التحتية
وغيرها من القضايا الاقتصادية في الحوار التالي:
◗كيف
ترون التعاون بين قطر وتايلاند؟
علاقاتنا مع قطر قوية ونفخر بأنها مستمرة
منذ نحو 36 عاماً عند بدء العلاقات الدبلوماسية من قوة لموقف أكثر قوة، وفي الواقع
فإن مشاركة سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة
لشؤون مجلس الوزراء، في القمة الثانية لدول «حوار التعاون الآسيوي» التي عقدت الأيام
الماضية تعتبر خير دليل على العلاقات الثنائية الوثيقة بين قطر وتايلاند. أكثر من ذلك،
ففي الماضي وقَّعنا العديد من الاتفاقيات مع قطر، وزيارات متبادلة على مستوى عال بين
العائلة المالكة الذين زاروا قطر، كما زار حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد
بن خليفة آل ثاني تايلاند في 2006.
◗كم حجم
التبادل التجاري بين البلدين؟
أعتقد أن حجم التبادل التجاري بين قطر وتايلاند
ليس صغيراً، ففي العام الماضي بلغ حجم التبادل التجاري نحو 3.4 مليار دولار، فنحن نستورد
من قطر ما يقرب من 3 مليارات دولار من صادرات قطر الهيدروكربونية وبشكل أساسي من الغاز
الطبيعي المسال.
كما أن قطر هي المورد الأول للغاز لمملكة
تايلاند بينما تبلغ صادراتنا لقطر نحو 400 مليون دولار.
◗ما نوع
صادراتكم لقطر؟
تتركز صادراتنا لقطر بشكل أساسي في قطع
غيار السيارات والمعدات الكهربائية مثل وحدات التبريد والتكييف والبقية هي منتجات غذائية.
وينبغي أن أشير إلى أن التبادل التجاري
حالياً انخفض متأثراً بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وانخفاض الطلب والتجارة العالمية،
بالتالي فإن انخفاض التجارة بين قطر وتايلاند طبيعي بسبب هذه المؤثرات الدولية.
◗ما هي
خطتكم لتعزيز التجارة بين البلدين؟
نعمل لتعزيز العلاقات الاقتصادية، في الوقت
الحالي على الأقل فإن وارداتنا من الغاز الطبيعي المسال ظلت كما هي وما زلنا مستمرين
في استيراد الغاز القطري.
وفي الواقع فإن الزيارة الأخيرة للرئيس
التنفيذي لشركة (بي تي تي) تايلاند لقطر (وهي من كبرى الشركات العاملة في مجال الطاقة
بتايلاند) التي أوضح فيها التزامنا باستيراد أكثر من 2 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال
سنوياً للعشرين عاماً القادمة، وهو عقد طويل الأجل.
وبجانب الاتفاقيات التي وقِّعَت لجلب العديد
من الصناعات والمنتجات التايلاندية، وفي الواقع نركز على المنتجات الغذائية بشكل أساسي
خاصة أن تايلاند تصدر الغذاء للعديد من دول العالم ونطمح لأن نؤمِّن الغذاء لدولة قطر،
خاصة ونحن ننظر لاستضافة قطر لبطولة كأس العالم قطر 2022، كما أن لدينا العديد من الزوار
الذين سيأتون لقطر في ذلك العام.
◗أين
مشاركتكم في مشاريع البنية التحتية لكأس العالم 2022 بقطر؟
لدينا العديد من الخبراء والمعماريين والشركات
التايلاندية التي تعمل في مجال البنية التحتية بقطر، كما أن العديد من الشركات التايلاندية
التي تعمل كمقاول من الباطن للعديد من المشاريع هنا في قطر.
وعلى سبيل المثال في مجال المباني نقوم
بإمدادات الخرسانة لإنشاءات المتحف القومي وغيرها من المشاريع التي تعمل فيها الشركات
التايلاندية.
◗وما
هو حجم الاستثمارات القطرية في تايلاند؟
صندوق قطر السيادي لديه استثمارات في العديد
من دول العالم، وحالياً الاستثمارات القطرية تتركز في قطاع العقارات والفنادق، وبالطبع
لديه العديد من الاستثمارات المحتملة.
ونطمح لمشاركات كبيرة من الاستثمارات الأجنبية
خاصة أن تايلاند وضعت الخطة لاستثمار 70 مليار دولار في قطاع البنية التحتية ونطمح
لجذب استثمارات جهاز قطر للاستثمار ونعمل على تنسيق زيارة للمستثمرين القطريين البارزين
لتايلاند وبالإضافة إلى ذلك فإن تايلاند حالياً تمضي قدماً في خطتها الاقتصادية والتي
تدعى (تايلاند 4.0) وهي تعنى بتنمية الاقتصاد التايلاندي الذي يقوم على الإبداع والمعرفة،
ففي السابق كانت (تايلاند 1.0) وهو اقتصاد يقوم على الزراعة في الثلاثين عاماً الماضية
وأيضاً (تايلاند 2.0) الذي يعتمد على الصناعة، أما (تايلاند 3.0) فهو يركز على الصناعات
الثقيلة.
وبعد أن أدركنا أن هذا النوع من الاقتصاد
لن يكون مستداماً بالتالي انتقلت إلى (تايلاند 4.0) وهو اقتصاد يقوم على الابتكار والتكنولوجيا
بالتالي لدينا الآن المزيد من الاستثمارات الأجنبية التي تدعم تايلاند في هذا المجال
مثل قطاع الغذاء.
◗كم عدد
السياح القطريين الذين يزورون تايلاند سنوياً؟
نحن أصبحنا من الوجهات الأكثر شعبية، ليس
فقط لقطر، ولكن لبقية دول مجلس التعاون الخليجي، ففي العام الماضي وصلنا لنحو 30 ألف
قطري زاروا تايلاند، ويدخل القطريون تايلاند دون الحاجة للتأشيرة وتتم إجراءات الدخول
فقط في المطار.
إضافة إلى ذلك بلغ عدد المقيمين بقطر الذين
زاروا تايلاند نحو 20 ألف مقيم ليصبح إجمالي القادمين من قطر لتايلاند نحو 50 ألف زائر
في العام الماضي.
◗وما
هي الخدمة التي تقدمها السفارة للمقيمين في قطر؟
نحن نسهل للمقيمين في قطر إجراءات الحصول
على التأشيرة والتي تأخذ 3 أيام عمل فقط، ويمكنني أن أضيف أنه في النصف الأول من هذا
العام بلغ عدد القطريين الذين زاروا تايلاند نحو 19 ألف شخص وأتوقع أن يصل الرقم قبل
نهاية العام لنحو 35 ألف قطري.
◗بالمقابل
كم يبلغ عدد الجالية التايلاندية في قطر؟
لدينا حالياً نحو 4 آلاف تايلاندي يعملون
في قطر في مختلف المجالات منهم نحو 1500 يعملون في قطاع البنية التحتية والبقية في
المؤسسات والشركات المختلفة مثل الخطوط القطرية وقطاع الخدمات.
◗كيف
ترون نهج قطر في خطتها نحو التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على عائدات الطاقة؟
أعتقد أن سياسة التنويع الاقتصادي التي
تنتهجها قطر تتسق مع رؤية قطر الوطنية 2030، هذا النهج سيقوم على اقتصاد أقل اعتماداً
على عائدات الطاقة، وأيضاً هذا يقارن بنهج تايلاند بتنويع اقتصادها وأرى أن هذا نوع
من التكامل بين البلدين، ويعني مزيدا من الاستثمارات في المجالات الأخرى.
لقد شهدنا العديد من الفعاليات الكبرى في
قطر مثل استضافة كأس العالم 2022 ونتوقع أن يزور قطر الكثير من الناس خلال السنوات
المقبلة مما يعزز قطاع السياحة، والآن هنالك شركتان من كبرى الشركات في تايلاند جاءت
للاستثمار في قطاع الضيافة والفندقة في قطر ومن المتوقع أن تقوم بافتتاح فنادق العام
المقبل، وهذا جزء من دعمنا لمشاريع كأس العالم 2022.
◗ما هي
أهم المواضيع التي تمت مناقشتها في قمة «حوار التعاون الآسيوي» التي عقدت في تايلاند؟
هذه هي القمة الثانية حيث عقدت القمة الأولى
في الكويت قبل عامين وهو منتدى لدول آسيا يعمل على جعل مستقبل دول آسيا أكثر ثقة وإشراقاً،
ويجتمع في هذه القمة قادة ورؤساء الدول، ويتبنون فيها التعاون الآسيوي ومن ضمنها أيضاً
العمل على جعل الاقتصاد الآسيوي أكثر قوة وتعزيز منطقة التعاون في 6 مجالات مثل الغذاء
والطاقة والمياه والأمن وأعتقد أن هذه تحديات مماثلة لهذه الدول.
وأيضاً تهدف القمة إلى تعزيز قدرة دول آسيا
على المضي قدماً للمرحلة الجديدة من الاقتصاد عبر تعزيز الموارد البشرية خاصة أن هذه
الدول مليئة بالقوى العاملة الشابة.
وأعتقد أن قطر من الدول التي يمكن أن تعمل
على تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول آسيا خاصة في ظل دعوة سعادة السيد نائب رئيس مجلس
الوزراء لتعزيز التكامل بين هذه الدول.
خلال هذا المؤتمر دعا نائب رئيس مجلس الوزراء
للتكامل الاقتصادي بين دول آسيا.
◗إلى
أي مدى ستستجيب الدول لهذه المبادرة القطرية؟
أولاً نحن نشيد بحضور سعادة السيد أحمد
بن عبد الله آل محمود، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء للمؤتمر
الذي قدم فيه خطاباً دعا فيه للتكامل الاقتصادي وأعتقد أن هذا يتفق مع رؤية تايلاند
وبقية دول آسيا ونتطلع لرؤية اقتصاد آسيوي أكثر تقاربا ومواجهة التحديات المشتركة بما
فيها التحديات التي ذكرها سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء بإحلال السلام والعدل في المنطقة
ومواجهة الإرهاب والعنف في المنطقة.
◗كيف
تنظرون لدور قطر في حل القضايا الإقليمية والدولية؟
أرى أن قطر من الدول التي تعمل على لعب
دور جيد في حل النزاعات ولعب دور الوسيط في القضايا الإقليمية والدولية مثل اليمن وسوريا.
ونحن نشجع هذا الدور وندعمه ونعمل سوياً
لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط لأن ذلك أيضاً يعني السلام والاستقرار في
آسيا وبقية العالم.
◗عودة
للشأن التايلاندي.. هل ستقوم الانتخابات في موعدها؟
إن الاستفتاء الأخير الذي أقيم في السابع
من أغسطس الماضي يجسد رغبة تايلاند في المضي قدماً نحو الانتخابات، والآن الإجراءات
في المرحلة النهائية لإجازة الدستور عبر الملك، ونجحنا أيضاً في إعادة الاستقرار ولم
يعد هناك عنف أو توتر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق