اخر الاخبار

سفير تركيا لـ«لوسيل»: علاقاتنا الاقتصادية لا تعكس الإمكانات الحقيقية لقطر وتركيا




شوقي مهدي - تصوير: عمرو دياب
 ==================



اعتبر أحمد ديميروك، سفير تركيا في الدوحة، أن العلاقات القطرية- التركية في افضل حالاتها واكتسبت زخماً قوياً في العقد الماضي، مشيراً إلى أن العلاقات التجارية والاقتصادية لا تمثل الامكانات الحقيقية لمستوى العلاقات بين البلدين. وقال ديميروك في حوار لـ»لوسيل» بمناسبة اليوم الوطني للجمهورية التركية، إن قطر أثبتت مرة أخرى أنها صديق حقيقي وبلد شقيق، خلال وقوفها مع تركيا في المحاولة الانقلابية الفاشلة، مضيفاً أن صفقتي QNB والبنك التجاري القطري بالاستحواذ على كل من «فاينانس بنك» و»التيرناتيف بنك» بعد المحاولة الفاشلة هي أقوى دليل على قوة العلاقات بين البلدين. واعتبر ديميروك أن تصنيف وكالات التصنيف الائتماني لتركيا مؤخراً بخفض درجتها الائتمانية تصنيف ذاتي ولا يعكس واقع الاقتصاد التركي. «لوسيل» خلال حوارها مع السفير التركي بالدوحة ناقشت معه العديد من القضايا الاقتصادية والعلاقات بين البلدين في الحوار التالي:

كيف ترون العلاقات القطرية التركية؟ وما هي الخطوات التي تنوون القيام بها لتفعيل هذه العلاقات؟
العلاقات القطرية-التركية هي بالفعل فعالة وجيدة واكتسبت زخماً قوياً خلال العقد الماضي. واستناداً إلى العلاقات التاريخية القوية والانتماءات الثقافية استطيع القول إن تركيا وقطر الان تتمتعان بأفضل العلاقات بين البلدين في العالم. ومن الناحية السياسية فإن علاقاتنا ممتازة، البلدان يوحدان جهودهما لتعزيز التعاون فيما بينهما في كافة المجالات الممكنة في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس رجب طيب اردوغان وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ويتبادلان زيارات عالية المستوى ولديهم رغبة كبيرة في العمل المشترك معاً.

وشهدت السنة الماضية «العام الثقافي القطري-التركي» الذي ضم العديد من الفعاليات والانشطة المشتركة في كلا البلدين، وكان هذا العام الثقافي فرصة رائعة للمشاركة والاستمتاع بالمجالات الثقافية والاجتماعية المحتملة بين البلدين وتعزيز العلاقات على مستوى الشعبين.
أيضا افتتحنا مركز يونس أمرة الثقافي التركي بالدوحة العام الماضي ومؤخراً تم تدشين المدرسة التركية التي افتتحت، بجانب ذلك نحن نعمل على تطوير التبادل التجاري حتى يصل لمستوى امكانات كبير وتطلعات الجانبين.

هل أنتم راضون عن مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين؟
اعتقد ان العلاقات التجارية والاقتصادية بين قطر وتركيا لا تمثل الامكانات الحقيقية التي يمكن تحقيقها بين البلدين الشقيقين، بالتالي ندعو المؤسسات القطرية والشركات للاستثمار بشكل أكبر في الاقتصاد التركي الذي يتمتع بديناميكية ونمو قوي. وبالمقابل هنالك فرص كبيرة للشركات التركية لانشاء مرافق انتاجية في قطر والتصدير لدول المنطقة من دولة قطر.

هل تأثرت الاستثمارات القطرية جراء المحاولة الانقلابية الفاشلة؟
إذا تحدثنا عن الاستثمار، فإن الاستثمارات القطرية في تركيا لم تتضرر من المحاولة الانقلابية الفاشلة. وأكثر من ذلك بعد ثلاثة أيام من المحاولة الانقلابية في 18 من يوليو أعلن البنك التجاري القطري موافقته على الاستحواذ على 25% من أسهم «الترناتيف بنك» في صفقة قدرت بنحو 222.5 مليون دولار، وهذا الاستحواذ مكن البنك التجاري القطري من الاستحواذ الكامل على بنك «الترناتيف».

أيضاً في وقت قريب قبل نحو اسبوعين استحوذ بنك قطر الوطني على بنك «فاينانس بنك» الذي يعتبر خامس أقوي بنك في تركيا، بصفقة قدرت بنحو 2.7 مليار يورو، والانتهاء من اطلاق العلامة التجارية الجديدة للبنك التي تحمل اسم QNB-Finansbank.

كيف تقيمون وقوف قطر مع تركيا في الأحداث الأخيرة؟
لقد شهدنا تضامناً كبيراً من قطر، وقد كان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أول زعيم اتصل بالرئيس اردوغان وأعرب عن تأييده ودعمه لحكومة وشعب تركيا. ثم زار صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية والعديد من المسؤولين والوزراء تركيا واظهروا دعم قطر الكامل لتركيا. أيضاً وصلتنا العديد من الرسائل والاتصالات من الشعب القطري، وقد أثبتت قطر مرة أخرى أنها صديق حقيقي وبلد شقيق لتركيا، نحن لن ننسى هذا الدعم الذي جاء في الأوقات الصعبة.

كيف تتعاملون مع بعض وكالات التصنيف التي قللت التصنيف الائتماني لتركيا؟
إن معدل نمو الاقتصاد التركي هو الأكبر مقارنة بمعدلات النمو في دول الاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون والتنمية في الربعين الأول والثاني من هذا العام. كما أن الديون السيادية التركية وأداءها في الميزانية كان أفضل بكثير ليس فقط من دول الاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون والتنمية ولكن افضل أيضاً من اقتصادات الاسواق الناشئة.

ولهذه العوامل فإن تصنيف وكالات التصنيف الائتماني لتركيا بخفض درجة تصنيفها الائتماني لا يتطابق مع واقع الاقتصاد التركي. ووفقاً لبنك «نومورا» الاستراتيجي فإن قرار وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف تركيا هو قرار ذاتي ولم يكن هناك الكثير من التدهور في معدلات الاقتصاد الكلي بالاقتصاد التركي منذ أن تم رفع مستواها إلى «درجة الاستثمار» من قبل وكالات التصنيف الائتماني التي من شأنها أن تطلب اعادة النظر في التصنيف.

وهل سيؤثر هذا التصنيف على تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا؟

نحن نعتقد بأن تخفيض تصنيف تركيا من قبل وكالة التصنيف الائتماني سيكون له تأثير على المحافظ في صناديق الثروة السيادية أو صناديق التقاعد. ولكن من ناحية أخرى نجد أن «بنك اوف امريكا» صرح بأن الأسهم التركية ستكون أرخص بسبب خفض درجة تصنيفها الائتماني وهذا من شأنه أن يخلق فرصة لشراء الأسهم التركية.

أما من حيث الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لا يوجد أي تغيير كبير في أساسيات الاقتصاد الكلي بل ما زال الاقتصاد ينمو وبمعدلات أكبر بكثير من نظيراتها، ولا يوجد سبب لخفض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر لداخل البلاد.

ما هي الخسارة الفعلية للمحاولة الانقلابية الفاشلة على الاقتصاد التركي؟ وكيف يتعافى أو هل تعافى منها الاقتصاد التركي؟
ليس من السهل حساب تكلفة المحاولة الانقلابية الفاشلة على الاقتصاد التركي. ولكن هذه المحاولة الانقلابية أدت إلى صدمة قصيرة الأجل على الاقتصاد وسرعان ما تم التغلب عليها في غضون أسابيع، ويمكن أن ترى ذلك من خلال عدة مؤشرات أسعار الصرف ومعدلات الفائدة وغيرها من المجالات التي عادت خلال أسابيع لمستويات مماثلة لما قبل المحاولة الانقلابية وعادت إلى الاسواق سريعاً.

افتتحتم خلال الفترة الماضية دورات تدريس اللغة التركية ومن ثم المدرسة التركية في قطر؟ إلى أي مدى يسهم ذلك في تعزيز العلاقات الثنائية؟
نحن نولي اهتماماً كبيراً لتحسين علاقاتنا الثقافية والتعليمية مع أشقائنا القطريين، ونعمل كثيراً لتعزيز هذه المجالات، وبالفعل قمناً بافتتاح مركز يونس أمرة الثقافي التركي العام الماضي كما قمنا بتدشين المدرسة التركية بالدوحة مؤخراً.

نحن سعداء جداً بأن نرى إخواننا وأخواتنا القطريين مهتمين بشكل أكبر بتعلم اللغة والثقافة التركية.
أكثر من ذلك نعتقد أن تعلم دروس اللغة التركية والأنشطة الثقافية لمؤسساتنا هنا، تعكس العلاقات الثقافية والتعليمية الجيدة بين تركيا وقطر وتعمل على تطويرها بشكل أكبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016