اخر الاخبار

وكيل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لـ " لوسيل" أوبراين : الأمم المتحدة بحاجة إلى 21 مليار دولار مساعدات





حوار: شوقي مهدي –تصوير: عمرو دياب
 ======================

   " 80 % من اليمنيين بحاجة للمساعدات الإنسانية"

    "نحاول لعب دور وسيط بين المتبرعين ومن يحتاجون للمساعدات"




أشاد ستيفن أوبراين، وكيل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالدور الكبير الذي تلعبه قطر في تقديم المساعدات الإنسانية في المنطقة والعالم، معتبراً أن قطر من الدول التي تحدث فرقاً عندما تتدخل في المناطق التي تتأثر بالنزاعات والصراعات.

وقال أوبراين في حوار خاص مع «لوسيل» أن نحو 21 مليونا في اليمن بحاجة للمساعدات الإنساني يمثلون نحو 80% من السكان. وشرح أوبراين الوضع الإنساني في الموصل واليمن وسوريا والاحتياجات العاجلة التي تواجه الأمم المتحدة اليوم. «لوسيل» فتحت مع أوبراين الكثير من الملفات الإنسانية بالإضافة لقانون مكافحة تمويل الإرهاب ودوره في تدفق المساعدات من الجمعيات الخيرية حول العالم وغيرها من الملفات الأخرى.




لماذا أنت في الدوحة؟

كاات لدي الفرصة بلقاء رئيس الوزراء ووزير الخارجية والمنظمات غير الحكومية والعديد من المسؤولين الفاعلين في تقديم المساعدات الإنسانية وبشكل خاص في المنطقة التي تواجه تحديات كبيرة بما فيها الصراعات التي تعتبر المحرك الأساسي للمساعدات الإنسانية.

والزيارة فرصة لبناء علاقات وشراكات قوية بين قطر حكومة وشعباً والناس الذين يحتاجون المساعدات الإنسانية بشكل قوي.

شاركتم في افتتاح مركز دراسات النزاعات والعمل الإنساني بالدوحة، كيف ترون مساهمة المركز مستقبلاً في تقديم حلول تساعد على دراسة الأزمات بشكل جيد؟

من دواعي سروري أن أشارك في افتتاح المركز وأقدم محاضرة عن الوضع الإنساني، وأعتقد أنه واضح جداً أن الوقت المناسب جداً للجمع ما بين الصراعات والمساعدات الإنسانية، نحن نحتاج لأن نكون واضحين في ذلك فعندما نلبي احتياجات المساعدات الإنسانية نكون ساهمنا في السلام والأمن لأننا أيضاً نساعد الذين يحتاجون أن يعيدوا ثقتهم بالمجتمع الدولي، ليس الحكومات فقط.

هؤلاء الناس يعانون مشاكل كبرى ومخاوف حقيقية، أنهم لا يضمنون كيف سيحصلون على وجبتهم التالية ولا يعرفون هل سيتلقون العلاج المناسب في حال أن أصيبوا بالمرض أم لا!، أو حتى شعورهم بالأمان عندما تسقط عليهم القنابل والأسلحة.

ما أود قوله أن هناك حاجة كبيرة لهذا المركز الفكري الذي يربط قيمنا جميعاً كمواطنين حتي نقدم أفضل ما لدينا، وأعتقد أن المركز سياسهم بشكل كبير في هذا المجال.

وأيضاً يعتبر ثمرة لقمة العمل الانساني العالمي التي عقدت في اسطنبول مايو الماضي التي أكدت التزام قطر والمنطقة. كما أن أهمية المركز الذي افتتح في الدوحة سيساعد في تقديم دراسات أكاديمية تأخذ طبيعة المنطقة وتساعد في بناء رأس مال بشري يمكن أن يستفيد منها الناس في الإقليم والمنظمات غير الحكومية العاملة في هذا المجال.

    " مركز الدوحة يساهم في بناء رأس مال بشري تستفيد منه المنطقة"

ما حجم الدعم المقدم لصالح المساعدات الإنسانية؟

على مستوى الأمم المتحدة هناك نحو 135 مليون شخص حول العالم هم بحاجة للمساعدات الإنسانية حالياً، وسيكون هناك آخرون يعانون من نقص الحاجات الإنسانية الذين يستقبلون مساعدات بشكل شخصي، ما يجب التركيز عليه حالياً نحن نحتاج لحوالي 21 مليار دولار هذا العام في إطار خطة الأمم المتحدة للاستجابة للمساعدات الإنسانية وهذا أيضاً ينقذ حياة نحو 90 مليون شخص، وحتى الآن جمعنا أقل من نصف المبلغ المطلوب وهناك عجز شديد في الدعم وهو ما نسميه (الفجوة في الدعم) ولكن يجب أن نشير إلى العالم كان سخياً هذا العام ومعظم الدول كان تبرعها شفهياً التي اختارت أن تتبرع بالمال لدعم الحاجات الإنسانية . يجب علينا أن نجمع هذا المال سنوياً.

وفي هذا نود أن نشيد بالدعم الكبير الذي قدمته قطر وفي الأيام الماضية تبرعت قطر أيضاً بنحو 6.5 مليون دولار للصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ منها نحو 5 ملايين دولار للموارد الأساسية للصندوق ونحو 1.5 مليون دولار لدعم الصندوق المركزي للطوارئ وهي استكمال لدعم بمبلغ إجمالي نحو 8.5 مليون دولار أمريكي.

هذه الأيام من المهم أن القضية لا تتعلق بجمع المال فقط وإنما نسعى لبناء شراكات، حتى نستطيع أن نواجه المساعدات الإنسانية حول العالم فهي كبيرة جداً وأكبر من طاقتنا ومن طاقة أي جهة منفردة بالتالي نحتاج إلى الشراكات حتى نعمل سوياً لمساعدة الناس ليس من أجل نجاتهم فقط وإنما للعيش والنمو والمضي قدماً إلى الأمام في المستقبل، وهذا هو السبب الذي يدفعنا للتحدث للجميع وكل من له القدرة للمساهمة في تقديم يد المساعدة.

وفي هذا المجال أود أن أشير إلى أن قطر لديها سجل حافل في مجال العمل الخيري، والحكومة القطرية لديها سجل طويل في العمل الإنساني وهذه أحد أسباب زيارتي لقطر والمنطقة للتأكيد والاحتفال بهذه الشراكة في مجال العمل الإنساني.

بالحديث عن المنطقة، كيف هو الوضع في الموصل بالعراق حتى قبل يومين وصل عدد الفارين أكثر من 22 ألفا؟

هذا صحيح فهناك ازدياد عدد الفارين من مدينة الموصل ومن المتوقع أن يزيد عدد الفارين عن الألف شخص يومياً ، ونتوقع أن يرتفع العدد لنحو مليون أو مليون ونصف مليون شخص معرضون لمستويات عالية من الخطر في الوقت الذين تستمر فيه العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية وتحرز القوات تقدماً في طريقها نحو المدينة. ونجد العديد من الناس الذين يحاولون الفرار من خلال خطوط النار الأمامية، وتجد هؤلاء يفرون في مختلف الاتجاهات حيث تجد صورهم وهم يركبون السيارات أو سيراً على الأقدام يرفعون الأعلام البيضاء يحاولون الوصول لمناطق آمنة.

وكيف تصلون لهؤلاء الناس الذين يحتاجون المساعدات بشكل عاجل؟

على غير المعتاد لدينا بعض المؤشرات والتوقعات لحدوث ذلك ولدينا تجهيزات لنحو 60 ألف مأوى تم إعدادها وبناؤها بالفعل في مناطق استراتيجية حول الموصل خاصة ونحن لا نعرف بالضبط من أي اتجاه سيفر الناس من الموصل، هذا يعتمد على سير العمليات العسكرية، ولكن في الوقت نفسه لدينا نحو 250 منطقة طوارئ آمنة تم إعدادها وجاهزة لاستقبال أولئك الذين اختاروا الفرار.

من المهم جداً أن نشير إلى أن تحرك الناس كبير جد، وهناك العديد من الناس الذين فروا تحت ضغط تنظيم الدولة يتمنون الوصول لمناطق آمنة حتى يحرروا أنفسهم من أغلال الخوف والحصول على الاستقرار وأساسيات الحياة وسهولة الوصول للرعاية الصحية والعلاج والحماية .

كيف ترون دور الجمعيات القطرية وتقديمها للمساعدات في العراق وسوريا واليمن والمناطق الأخرى حول العالم؟

كان لدي الفرصة خلال زيارتي للدوحة لإجراء نقاشات مكثفة مع المنظمات الخيرية مثل مؤسسة قطر للتنمية والعديد من المنظمات غير الحكومية، والوضع في قطر هنا مميز جداً ومؤسس بشكل قوي .

هذه المؤسسات قوية وعندما تختار أن تشارك في أي أزمة يتأثر بها الإنسان، تكون مشاركتهم مميزة ومختلفة، وأنا فخور جداً بمشاركة قطر واستمرار شراكتها مع الأمم المتحدة، بالتالي كانت لي الفرصة بمناقشة جادة ومفيدة مع هذه الأطراف وبحث كيفية تطور هذه الشراكة للمرحلة التالية.

والعالم يدرك مشاركة قطر الأساسية والمميزة في تقديم المساعدات الإنسانية حول العالم ولديها صوت عالٍ معروف ومسموع في هذا المجال. كما أن الدوحة لديها سجل حافل وطويل في مجال الاستجابة للكوارث الإنسانية التي تؤثر على حياة الناس ونحن نرى بأن ذلك يعبر عن طبيعة الشعب القطري وحكومة قطر.

    "مشكلتنا في الموصل لا نعرف من أي اتجاه يفر الناس ونسعى لشراكات قوية مع قطر حكومة وشعباً فمن المستحيل أن يكون هناك حل عسكري في سوريا"


إلى أي مدى أثر قانون مكافحة تمويل الإرهاب على تدفق الأموال لصالح الجمعيات الخيرية التي تساعد المتضررين في العالم؟

هذا سؤال مهم جداً لأننا لا نريد أن نرى قيوداً على تدفق أموال المساعدات للناس الذين يحتاجون بالفعل لهذه المساعدات بغض النظر عن الإجراءات والشروط التي تقيد حركة هذه الأموال. وحتى لا نعوق تقديم المساعدات للمحتاجين بشكل سريع، ونحن ننتهج مبدأ الحيادية في تقديم المساعدات ولا نفضل طرفا محتاجا على آخر بل نقدم المساعدات عبر معايير واضحة ومعروفة مهما يكون الشخص المحتاج وأينما يكون.

وهذا القانون الذي تمت إجازته يمثل تراجعاً أيضاً، كما أنه يحاول أن يتعامل مع أخطار مشتركة اخرى لها تأثير كبير على البشرية حول العالم والعديد من الدول، وهي محاولة للقضاء على الإرهاب عن طريقة محاربته والتخلص من الفساد، ولكنه قد يعوق الفرصة للمتبرعين الكرام الذين يمكن أن يحدثوا فرقاً للناس المحتاجين. وهذه فرصة للداعمين لإحداث فرق ملحوظ لأولئك المحتاجين بدلاً من ذهاب هذه الأموال للأشخاص الخطأ، وفي هذا الإطار نتعامل باهتمام بالغ . ونحن نعلم أن تلك أسئلة مشروعة ولكنني لا أملك الإجابات الكاملة ونعمل جميعاً من أجل نكون واجهة بين مواثيق العمل وحماية المدنيين ضد الإرهاب.

هل يعني ذلك أنكم تعملون على لعب دور وسيط ما بين المنظمات الخيرية والناس الذين يحتاجون لهذه المساعدات؟

بالطبع هذه هي طبيعة عملي دائماً نحاول أن نقدم حلولاً، سواء كان التنسيق ما بين الآخرين أو تقديم أفكار وحلول للتحديات الكبيرة في مختلف الظروف، ومسؤليتنا تجاه الناس المتأثرين بالأزمات والكوارث الطبيعية ومختلف الظروف، وهؤلاء الناس يحتاجون للاستجابة العاجلة والمساعدات السريعة لإنقاذ أرواحهم وحمايتهم .

إنه أمر صعب لأن أغلبية الشؤون الإنسانية نحو 80% التي نتعامل معها اليوم تكون نتيجة لصراعات من صنع الإنسان.

ما أود توضيحه أننا نحن دائماً بحاجة للدعم والوصول لهؤلاء الناس كما نحتاج للمهارات ونحرص دائماً على ان نكون قريبين ونتعاون مع بعضنا البعض لدعم العمل الإنساني حول العالم، ونتعاون حتى نحقق أفضل النتائج ونكون جميعنا مسؤولين عن هؤلاء المتأثرين بالصراعات.

ما مصير الاتفاق الثلاثي بينكم والجامعة العربية وإيقاد وموقفكم من المساعدات الإنسانية لمناطق جبال النوبة في السودان؟

نحن في الأمم المتحدة بالطبع نتكون من عدد من الدول الأعضاء وتعمل الأمم المتحدة لمصلحة جميع الدول الأعضاء من حيث التمثيل والمشاركة، ونحن موجودون وفقاً للميثاق الذي وقع قبل 70 عاماً مضت، هذه قيم مدهشة وقعتها نحو 193 دولة وجميعهم يعرفون بأن هذه القيم لأجل السلام والأمن ودعم العمل الإنساني وتقديم المساعدات عندما تكون هناك أزمات هذه قيم عالمية ليست قابلة للنقاش أو الاختيار.

وبالتالي عندما تكون هناك اختلافات في وجهات النظر بين الدول الأعضاء نعمل بشكل دبلوماسي وسياسي وليس هناك عذر لاستخدام أي قوة مهما كانت الظروف.

مؤخراً لاحظنا انضمام منظمة الهجرة الدولية للأمم المتحدة، ما هي القيم التي أضافتها المنظمة وكيف تقيمون التعاون فيما بينكم حتى الآن؟

لدينا علاقات ممتازة مع منظمة الهجرة الدولية سواء كان على المستوى الشخصي في مجال الشؤون الإنسانية أو مع الأمم المتحدة بشكل عام، ومنظمة الهجرة لديها سجل حافل بالأعمال المميزة لمساعدة الناس المتنقلين الذين يحتاجون الحماية والأمان. وبانضمامها لعضوية الأمم المتحدة الكاملة سيمكنها الوصول بشكل أكبر لمجلس الأمم المتحدة والدعم إضافتها لسمعة المنظمة ومرونتها في الوصول للعديد من المناطق.

ما نوع المساعدات التي تقدمونها للمهاجرين العالقين في أوروبا؟

بالسؤال حول الناس المتنقلين يجب أولاً معالجة المشكلة بتقديم الأفضل من حيث العمل الإنساني ونتعامل مع هؤلاء الناس الذين يحتاجون إلينا من حيث الطعام والمأوى والدواء والتعليم .

الناس يفرون من أوطانهم بسبب القنابل التي تهددهم والنزاعات، فيفرون خاصة العائلات لأقرب منطقة آمنة لذلك نجد أعداداً من اللاجئين والمهاجرين في لبنان وتركيا والدول المجاورة، وحالياً نفعل ما بوسعنا لمساعدة هؤلاء الناس والدول التي تستضيفهم. وقبل كل هذا نحن يجب أن ندين وبشدة المهربين والمتاجرين في البشر الذين يضعون الناس في سفن خطيرة وتعريض حياتهم للخطر وغرقهم في عرض البحر المتوسط كما ندين كل الممارسات التي يستخدمها المهربون دون رحمة مع هؤلاء الأشخاص إضافة لأخذ أموالهم في سبيل ذلك.

وما زالت هناك نقاشات حول فتح هذه المعابر واستقبال الناس وتاريخياً نجد أن الدول التي تستقبل هؤلاء قد تتأثر اقتصادياً.

وماذا عن الأمراض والأوبئة التي تصاحب الأزمات؟
من الواضح أنه لدينا حالات في بعض المناطق كما في اليمن مثل تفشي الكوليرا والإسهالات التي انتشرت في أجزاء مختلفة من اليمن نتيجة لانهيار البنى التحتية مثل المجاري والمياه، ورأينا أننا يجب أن نوصل التلقيحات والتطعيمات لمناطق حتى نمنع انتشارها بشكل كارثي. ومن الواضح أن هذه الأمراض القاتلة نتيجة مباشرة للصراع وما يحدث الآن مثل تفشي الكوليرا هو نتيجة الصراع ونبذل ما بوسعنا من أجل هذا الأمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016