اخر الاخبار

تطييف






هائل سلام
======

ميثاق " العلماء والدعاة " يؤسس لاصطفاف طائفي، في مقابل الاصطفاف الطائفي الذي سبق ودشنته الوثيقة الفكرية " الزيدية "، حتى أنه يبدو كاستجابة متأخرة لها.

إعادة عنونة للصراع، ليغدو صراعا دينيا مذهبيا، يجتر كل إرث الصراع التاريخي منذ الفتنة الكبرى.



بموجبه - إذا ما كتب له النجاح - لن يعود الصراع تعبيرا عن انقسام سياسي بين شرعية وانقلاب أو بين دولة ومليشيا، بل انقساما اجتماعيا مذهبيا وطائفيا على أساس ثنائية سني/ شيعي.

الطرفان، وعلى نحو ما، يتماهيان مع بعضهما ضدا على كل منجزات الحضارة الإنسانية وعلى دولة المواطنة والغايات الإنسانية الكبرى، على الوطنية الدستورية المأمولة إنبناء على أساس " عقد اجتماعي " ينظم الاجتماع اليمني ويحمي قيم العيش المشترك.

يدخلان شيئا فشيئا في لعبة محاور إقليمية، ويتموضعان، بوعي أو بدونه، حيثما تريد لهما أمريكا أن يتموضعا، ليتسنى لها إدارة الصراع وفق أجندتها الأثيرة لإعادة هندسة خارطة المنطقة والإقليم.

يشكوان من أمريكا، وان ليس بنفس الصراحة، ويعملان بجد وكد وإخلاص على إعادة فرز اليمنيين على أساس مذهبي لا مطلبي.

وبما يمكن أمريكا - بالنتيجة - من إعادة تعريف الصراع، وإدارته بوصفه - كما تريد هي نفسها، توزيعا للأدوار - مكافحة للإرهاب، وليس كفاحا ضد الاستبداد، المنتج لكل الأدواء، ومن ضمنها الإرهاب.
***

لا تشكيك في النوايا، ولكن في السياسة - وفي ما يتعلق بمصائر الأوطان والشعوب - الأعمال ليس بالنيات بل بالنتائج.

والنتائج واضحة وجلية في أكثر من بلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016