وكالة أرصفة للأنباء- فخر العزب
في يوم الجمعة يرتفع صوته الجهوري عند العاشرة صباحاً
للتذكير بالصلاة.. كما هو عادته منذ توليه مهمة قيامة جامع ذي عنقب بمشرعة وحدنان
صبر، حتى أصبح التذكير هذا مرتبطاً بذاكرة أجيال القرية المتعاقبة التي ولدت وترعرت
على هذا الصوت.
منذ أكثر من ستين عاماً يسير على خطى بلال بن رباح
وهو يرفع الأذان خمس مرات في اليوم والليلة إلى الحد الذي لا يوجد تقريبا رجل في القرية
يعرف مؤذناً غيره.
هو المؤذن الذي لا تفوته تكبيرة الإحرام.. إلا في حالات
استثنائية جدا حين يشتد به المرض، يعرف أهالي قرية ذي عنقب، من غياب صوته عن الأذان
أنه مريض.
محمد علي ناجي واسم شهرته "ابن علايه" لا
يزال منذ أكثر من ستين عاماً يسير على خطى بلال بن رباح وهو يرفع الأذان خمس مرات في
اليوم والليلة إلى الحد الذي لا يوجد تقريبا رجل في القرية يعرف مؤذناً غيره.
خلود التذكير
في يوم الجمعة يرتفع صوته الجهوري عند العاشرة صباحاً
للتذكير بالصلاة عن طريق ترديده للصلاة والسلام على الرسول محمد بصيغ مختلفة..
وهو ما اعتاد عليه منذ توليه مهمة قيامة الجامع، فأصبح
التذكير هذا مرتبطاً بذاكرة الأجيال المتعاقبة التي ولدت وترعرت على هذا الصوت.
ذاكرة لاتهرم
العجوز الذي تجاوز بسنوات عمره التسعين عاماً لا يزال
يعيش قوياً كشاب، وبذاكرة متقدة تتميز بحافظية لا يمكن وصفها ولا تشبيهها إلا بجهاز
الكتروني يسجل كل ما يلقى أمامه..
فذاكرته توثيق للكثير من أبيات الشعر وسجالاته وكذا
للأحداث التي شهدتها المنطقة في مختلف المراحل التي عايشها.
حياة العلم
عاش "بن علاية"- المنحدر من قرية ذي
عنقب، بمديرية مشرعة وحدنان صبر، بمحافظة تعز، وسط اليمن- في كنف والده الذي كان مؤذنا
لجامع ذي عنقب قبله، وتتلمذ على يديه وكذلك على يد العلامة أحمد النهاري الذي كان بصيراً..
تولى بن علاية مسؤولية قيادته واستفاد من ذلك لينتهل
من بحر علومه التي لا تنفد، فتفقه في الدين والعلوم الأخرى وساعدته حافظيته على حفظ
كل ما يسمعه من مشائخه.
سمات ومعارف
يتميز بن علاية بالإضافة لكونه مؤذناً لأكثر من ستين
عاماً بالكثير من المعارف الأخرى مثل معرفته بالأشهر الزراعية والنجوم والرقية الشرعية..
بالإضافة إلى انشغاله في فترات شبابه بتجارة بسيطة
بالشراكة مع أحد أبناﺀ قريته، كما عمل في فترة من الفترات بنقل القات من قريته إلى
المدينة..
اشتهر أيضاً بقدرته على حمل الأجحار الكبيرة أثناﺀ
فترة شبابه والتي لم يكن أحد قادراً على نقلها سواه وذلك بسبب قوته الجسمانية التي
كان يمتاز بها.
العابد الزاهد
في تسعينيات عمره لا يزال يعيش حياة العابد الزاهد
الذي ينبلج النور من وجهه وهو المؤذن الذي لا تفوته تكبيرة الإحرام..
إلا في حالات استثنائية جدا حين يشتد به المرض، فيعرف
الجميع من غياب صوته عن الأذان أنه مريض، لكنه سرعان ما يتجاوز المرض ويعود ليريح المؤمنين
بصوت الأذان للصلاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق