لن تغفر لكم هذه الأشلاء صمتكم

غمدان اليوسفي

أشعر بالخجل من كل هؤلاء الذين كنت أعتقد أنهم روح الإنسانية في اليمن، هؤلاء الذين أرهقوا أسماعنا بالحديث عن حقوق الإنسان، وأشغلوا العالم اليوم بسحب الأمم المتحدة للسعودية من القائمة السوداء لانتهاكات الطفولة، واستكثروا علينا حتى مجرد النظر لكل دماء الأطفال التي تراق كل ساعة في شوارع وأزقة ومنازل تعز..

أشعر بالخجل أني عرفتكم، أشعر بالخجل أني حاورت بعضكم لوسائل إعلام عملت فيها، أشعر بخجل أني تعاطفت معكم حين شتمتم، أشعر بأني أرى أمامي وحوشا مختبئة في ملابس ناشطين، أشعر بالأسى على آدميتكم.

تعز أقرب إليكم من السعودية، ودماءها ستلطخ وجوهكم وتقاريركم حتى تسلبكم البقية الباقية من احترام الناس.

لن تغفر لكم هذه الأشلاء صمتكم، أو بالأصح تشفيكم، لن ينسى هؤلاء الجرحى والمكلومين والأيتام والثكالى مساهمتكم في كل هذا، لأنكم ارتأيتم أن القاتل والمقتول سواء..

حين تنتصر تعز، ستتمنون لو أنكم قبلتم أحذية تلك المرأة التي تناثرت أشلاءها في الباب الكبير، ولاشك ستنتصر تعز، مهما تشفيتم بأشلاء أطفالها.

لعنات جروح الضحايا عليكم جميعا..

*من صفحته على الفيس بوك