فيصل
علي
________
الصوم
تكليف عملي للمؤمنين بفريضته، مع إيمانهم بالحياة وقيمها المتعارف عليها، والعمل من
أهم هذه القيم، لم يأت الصوم ليوقف خطوط الإنتاج والأعمال ويؤخر التنمية والمشاريع
أيا كانت، وإنما هو تعبد لله على علم ويقينا أنه أداء لفريضة ولركن من أركان الإسلام.
لكن
العادات فصلت بين هذه العبادة وبين العمل، فصار شهر إجازة للقضاة وغيرهم، وصار ليال
وسهر حتى وإن استغلت بالذكر والصلاة والقرآن إلا أنها مخالفة لسنن للكون والحياة والمجتمع
والناس، ومجافية لقيم العمل والإنجاز.
صارت
عادات العرب ثقلا وزيادة على الدين، هنا الماليزين يصومون ويعملون لا أحد يتأخر عن
الدوام بحجة قيام الليل والصلاة وتحري ليلة القدر، ليلة القدر في تصوري لا علاقة لها
بالعاطلين عن العمل.
الناس
هنا يصلون التراويح تحت مسمى القيام، لا قيام أخر لديهم ويصحون لصلاة الفجر ويتحركون
باتجاه أعمالهم، ولذا هنا الحياة منضبطة ومرتبطة بقيم العمل والإنتاج.
ويتحرى
العرب ليلة القدر ويكثرون من الصلاة في شهر العبادة فيه "صوم" ومن حسن صومه
حسن عمله وزاد إنتاجه، ومن وقف عمله ونام نهاره وقام ليله صام بدون مرعاة لقيم الحياة
والإنتاج والعمل.. هل عرفتم لماذا لا نجد ليلة القدر.."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق