وكالة أرصفة للأنباء/
صنعاء
الإعلامي جمال
الغراب.. وبأحرف مرة ونزيف روحي.. فقد ابنه قبل ايام في أحد المستشفيات الخاصة،
يقول هناك فرق شاسع بين الخطأ الطبي غير المتعمد والإهمال الطبي المتعمد مع سبق
الإصرار والترصد..
قبل أيام كتب على
حسابه الشخصي بالفيس بوك " في هذه الأثناء مات إبني".. كان المنشور
صادما فلم نتعود جمال بهذا التكسر الروحي، فهو رجل صلب وقوي لكنه كان كمن صهرت
روحه في قعر جحيم..
رأفت
جمال الذي فارق الدنيا قبل أيام يتحدث والده عن قصة وفاته المؤلمة قائلاً: أولاً يجب
التفريق بين الخطأ الطبي، والإهمال الطبي، حيث الأول يرتكبه الطبيب المعالج، بينما
الثاني، يشترك به أشخاص أخرون كالإدارة مثلا، أو موظف أخر ليس له بالطب، وهو ما حصل
مع أبني "رأفت " .
حيث
في اليوم الأول استقبلته دكتورة، في ما يسمى مستشفى (17 يوليوا) الخيري الواقع بشارع
المقالح ، هكذا يطلق على نفسه - خيري- بينما الواقع يؤكد إنه يمارس أبتزاز مالي بشكل
مجحف، بحق مرتاديه، وأسعاره تفوق كل التوقعات، حيث ما قدمته أكثر من 60 الف ريال بثلاثة
أيام فقط، حسب السندات المرفقة.
هذا
الأسلوب الذي يوحي للمواطنين أن المرفق خيري، بيد إن الواقع عكس ذلك تماما، ما يؤكد
بما لا يدع مجالا للشك، أن هذا الخداع يعد من أساليب الابتزاز والاحتيال، لكونه يأتي
باسم العمل الخيري ما يرغب المواطنين للعلاج فيه لكن ذلك لا يخصني، فقط حاولت ايضاح
ذلك للأخرين حتى لا يقعوا في فخ هذا المرفق الخطير .
بخصوص
موضع "أبني " استقبلته في اليوم الأول دكتورة بدت جيدة إلى حد ما، وإن كانت
ساهمت في النهاية بشكل غير مباشر بالإهمال الذي أعتبره سبب في وفاته .
حيث
في اليوم الثاني أقرت له فحص طبي لمعاينة السكر، فسجلت اسم الفحص على "الروشتة"
ورقة بيضاء، مثلها مثل اي طبيب يسجل فحص لمريضه، وبدوري أخذت "الروشتة" وذهبت
بها إلى موظف التحصيل، وهو المتهم الرئيس بالجريمة، وبدلاً من أن يسجل اسم الفحص والرمز
الموقع من قبل الطبيبة، قام بتسجيل أسم فحص لمرض أخر، لم تذكره الدكتورة، في الروشتة
لا من قريب ولا من بعيد.
كنت
واثقا ولكوني ايضا لا أعرف الرموز الطبية، ولم اقدر على التفرقة بين ورقة الطبيبة،
وسند الفحص، استلمت السند بعد أن دفعت مبلغ الفحص، وذهبت حالا إلى المختبر.
وبعد
أخذ "العينة" ، انتظرت النتيجة لأكثر من ساعه، ولأن الدكتورة المعالجة كانت
تود الذهاب مع قرب المغرب، كانت قد كتبت اسم العلاج في حال كانت النتيجة، مريض، فضلا
عن كونها نسقت مع مسؤولة المختبر بأن تعلمها بالنتيجة عبر التلفون، لتتأكد أكثر قبل
شراء العلاج وذهبت .
وبعد
ربع ساعه من ذهاب الدكتورة، ابلغتني مسؤولة قسم المختبر أن النتيجة طلعت سليمه من المرض
!!.. فاطمأنيت.. وقررت أنا الأخر أذهب للإفطار،
واثقاً أن أبني محفوظ لدى ملائكة رحمة، كما يطلق عليهم ..
بعد
الساعة التاسعة مساء عادت الدكتورة، فوجدت حالة الولد ساءت بشكل كبير جدا، فقررت اعادة
الفحص مرة أخرى، لتكتشف أن الفحص الأول لم يتم بسبب غلط الشخص المسجل للسندات، فحصلت
مشادات كلامية وصياح بين الدكتوة والمتحصل المتهم الرئيس بالجريمة، معللا ان غلطته
في كتابة فحص أخر بسبب خطها الغير واضح .. حينها لم أكن متواجدا ولم يعلمني بذلك إلا شخص كان
متواجد حينها بعد وفاة أبني .
بالنسبة
لي كنت مطمئن إلى حد كبير على اعتبار ان الفحص طلع بنتيجة سليم ، دونما أعرف ان القصة
قد حبكت ، حيث أستقبلني اثناء عودتي للمرفق ، موظف أخر وقال " الأبن في تحسن مستمر
، لكن لابد من بقائه كم يوم في المستشفى إلى حين يتحسن بشكل أفضل .
لم أمانع
ملتزما بكل تعليماتهم وأجرتهم ليقوم بأخرج ورقة من الدرج وقال هذا أجراء روتيني عادي
ضروري ما توقع عليه، ففعلت ذلك !!! (مرفق صوره).
وحينما
حاولت مشاهدة" أبني" في قسم المواليد رفض بشده وأعتذر، ووعدني بان أزوره
اليوم التالي، أقنعني فتركت المكان وعدت، ربما
حصل هذا الساعة العاشرة والنصف مساء اليوم الثاني من دخولنا المستشفى .
وبعد
منتصف الليل بنفس الليلة، لم أعد اتذكر الوقت بالتحديد، فجأة وصلتني رسالة هذا نصها
:" الولد توفى " .
لم أصدق
نفسي وأنا أقرأ الرسالة، نظرت "الأم" تغير طرأ على ملامح وجهي، فسألتني قائلة:
مال وجهك تغير، لم أرد عليها بشيئ .؟.. تمالكت
نفسي، وسرعان ما خرجت، من المنزل، بيد إن قلبها كان الأسرع لكشف مصير أبنها!!..
وأنا
خارج السكن سمعت صراخها وهي تقول ابني، ابني.. أكملت السير صوب المستشفى ، وأنا أشاهد
كل شيئ حولي يدور.. وحين وصلت المستشفى، أملاً أن الرسالة التي وصلتني من شخص يمازحني
، هكذا تمنيت لكنها لم تكن كذلك، بل حقيقة ،حيث شاهدت أبني جثة هامدة.
وبعد
تسلمي للجثة، وقبل المغادرة، همس في أذني شخص قائلا بالحرف الواحد " شوف ايش حصل
بين الدكتورة والمتحصل حق السندات، حصل بينهم عراك كبير بسبب ابنك ".
متأكد
هكذا رديت عليه قال : نعم.. سألت عن الدكتورة، فوجدتها قد غادرت قبل
أن اصل !!.. حاولت أستفسر ماذا حصل وما هو سبب الخلاف
بين الدكتورة والمتحصل لكن أحد لم يفيدني .؟
كل من
حولي، كانوا يقولون لي حرام، تبقي الولد بدون دفن، إكرام الميت دفنه، فتركت المستشفى
وخرجت لدفن أبني .
حالياً
القضية سيتولاها محامي، وستكون أمام النيابة بشكل رسمي صباح الأحد، ولن أتنازل عن قضيتي
مهما كلفني ذلك من ثمن حتى يتم معاقبة المجرم، والحق سينتصر إن شاء الله .
منقول من صفحته على الفيس بوك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق