اخر الاخبار

مهندسوا جمال العاصمة اليمنية: الرصيف صديق حميم..!

دردشة على الرصيف/آثار فتحي

لم يكن أمامه من خيار لدفع متأخرات إيجارات المكتب الذي اتخذ منه قبل بضعة  في احد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء, للاستعانة به على مواجهة متطلبات الحياة جراء عدم توفقه في الوظيفة الحكومية.

لم يكن أمامه من خيار غير التنازل على كل محتويات المكتب من أثاث وتجهيزات مكتبية وأجهزة كمبيوتر , لمالك المبنى الذي يقع فيه المكتب مقابل الايجارات المتراكمة عليه متذ عام.

توصيفه مهندس من أصول يمنية وينحدر من أسرة فلاحة.. بعد اتمام دراسته الأساسية والثانوية وحيازته معدل 90.7بالمائة, إلتحق بكلية الهندسة وقضى فيها خمس سنوات ليحصل على بكالوريوس هندسة معمارية بمعدل جيد جدا, وكان حينها يدرس ويعمل في شركة أمنية فترة مسائية, ليوفر متطلبات الدراسة إذ أسرته بالكاد تكافح لتأمين رغيف الخبز.

وبعد تخرجه من كلية الهندسة حزم شهادته وكله أمل في الحصول على وظيفة حكومية وظل يتابع طيلة عامين للحصول على طموح راوده وكذلك أسرته وبلا جدوى حتى ايقن أن الوظيفة الحكومية ليست من نصيب أولاد الفلاحين مثله.

شمر ساعديه وثابر متنقلا مكتب هندسي إلى أخر, وبجهد شاق جمع مبلغ من عمله كمشرف أو مهندس مشاريع, وقرر فتح مكتب هندسي خاص به وسانده مهندسين عمل لديهم ونال تقديرهم, وسخر مهاراته ومعرفته بالعمل الهندسي وتكلل مشواره بالنجاح على قدر حاله.

ثم استعان بما كان يدر عليه المكتب من دخل لتكوين اسرة وعلى مدى ثلاثة أعوام عاش من عوائد المكتب, ولأنه لم يكن استثناء في مربع العمل الهندسي فقد مسه ما مس هذا القطاع من تقلبات وركود تكلل بالتوقف شبه الكلي.

توقف نشاط المكتب ولم يعد يدر عليه ما يكفي لتغطية موظف يعمل لديه, وهو يحاول عبثا أن يصمد في وجه الصدمات منذ مطلع العام الماضي 2015 وحتى مطلع عامنا الجاري 2016, حيث فقد القدرة على الصمود مع وصوله إلى مرحلة عجز تام على الوفاء للأخرين بحقوقهم.

وفي أول طلب له من مالك المبنى من المحكمة, سلم مفتاح المكتب مع ورقة خطية بالتنازل على كل ما في المكتب مقابل الايجارات المتراكمة, وقبل المالك فيما صار هو إلى الشارع وأسرته سبق وأن سافرت لتستقر مع والديه.

تحدث إلى وكالة أرصفة للأنباء بغصة ليس على وضعه فحسب بل على وضع القطاع الهندسي في العاصمة صنعاء وكيف من أكثر القطاعات الحيوية التي دفعت فاتورة باهظة للغاية بسبب الصراع الذي عصف بالعاصمة أولا ثم البلد كاملا.

المحررة في وكالة أرصفة للأنباء عاشت لحظات مرة وهو يتحدث إليها بتقدير كثير سائلا إياها أن تكون أمينة حتى في مجرد الاشارة إليه, لسبب واحد وهو خشية أن يصل الخبر إلى والديه وزوجته ويضيف لهم وحعا إلى وجعهم..

وما آل إليه هذا المهندس لم يكن خاصا به وإنما يلخص وضعا لعشرات إن لم يكن مئات المهندسين أمثاله في العاصمة صنعاء, وبسبب ما طال الاعلام اليمني من حملات اغلاق للصحف وحجب للمواقع وزيادة الضغوط وخوف من تبقى من الصحفيين في صنعاء من مصير السجن أو .....إلخ, تم تغييب هكذا واقع مؤلم..

ومن هذا المنطلق إرتأت وكالة أرصفة للأنباء, ضرورة الغوص في عميق وجع مهندسي الجمال وكيف صار بهم الحال ليجدب الأفق في صنعاء بوجوههم ولم يبق لها غير الرصيف صديق.

ولذلك كان هذا اللقاء بوابة للدخول إلى عمق تفاصيل أكثر وجعا نهشت القطاع الهندسي في العاصمة صنعاء.. تفاصيل من ذلك الوجع بجري تجهيزها للنشر ستنفرد وكالة أرصفة للأنباء بنشرها تباعا..!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016