اخر الاخبار

الريال يسرق اليمنيين فرحة رمضان

وكالة أرصفة للأنباء: تقرير خاص- وليد عبد الواسع


 تتضاعف المخاوف والهموم مع قدوم شهر رمضان، الشهر الفضيل لدى اليمنيين الذي تتحرك فيه الأسعار بشكل تلقائي ناتج عن ارتفاع الطلب، مبديين قلقهم من تضاعف الأسعار في هذا الموسم، وهو ما سيجعل اليمنيين يعيشون في كارثة حقيقية.

شبح كارثة اقتصادية بدت تلوح أكثر في الأفق حاملة معها نذر شؤم بأزمات معيشية لم يعد يستطع المواطن تحملها في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وزيادة البطالة والفقر.


تحذيرات محلية ودولية من كارثة اقتصادية بسبب استنزاف الحوثيين للاحتياطي النقدي، واستمرار انهيار العملة المحلية. ومن نتائج كارثية على الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.

وفيما ينظر اليمنيون، كما هو حال مراقبين إلى نجاح المحادثات اليمنية في الكويت باعتبارها الأمل الوحيد للحؤول دون الكارثة. تتصاعد التحذيرات في حال فشلت المحادثات اليمنية الجارية في الكويت بين الحكومة الشرعية والحوثيين.

نتائج كارثية
أدت الحرب الدائرة في العديد من المناطق اليمنية، منذ استيلاء الحوثيين على صنعاء ومناطق أخرى، إلى نتائج كارثية على الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.
         
وسائل إعلام محلية يمنية، نقلت أواخر الأسبوع الماضي عن مسؤولين في وزارة التخطيط والتعاون الدولي بصنعاء، أن جماعة الحوثيين التي سيطرت على السلطات المالية للبنك المركزي، تسببت في تفاقم وتدهور الاقتصاد.

المسؤول، الذي لم تذكر وسائل الإعلام اسمه لاعتبارات أمنية، قال إن تدخل الحوثيين في الإدارة اليومية لوزارة المالية والبنك المركزي، وصرف حوالى 25 مليار ريال شهريا للمجهود الحربي للحوثيين، أدى لخسارة الاقتصاد عشرات مليارات الدولارات.

وأشار إلى أن توقف الإنتاج وحركة النشاط الاقتصادي وغياب المشتقات وانقطاع الكهرباء، أوصل عجز الموازنة العامة إلى مستوى خطير جداً، حيث بلغ 15.4% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2015.

واعتبر نزوح رأس المال الوطني إلى خارج البلد هربا من الوضع، الذي وصل إليه الاقتصاد والمخاطر التي يوجهونها، كان سبباً لتزايد البطالة إلى نسبة غير مسبوقة.

هذه العوامل، وفقاً لاقتصاديين، أدت إلى ارتفاع نسبة الفقر لأكثر من 60% من السكان، وزيادة الدين العام المحلي والخارجي من 22.1 مليار دولار عام 2014 إلى 25.9 مليار دولار.

فيما انخفضت احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي بأكثر من النصف خلال عام واحد من 4.7 مليار دولار عام 2014 إلى 1.3 مليار دولار عام 2015.


مخاوف وقلق
حالة قلق خيمت بين المواطنين، وازدحمت محلات المواد الغذائية ومحطات بيع غاز الطهو في العاصمة صنعاء والعاصمة المؤقتة عدن، وبعض المدن الأخرى، حيث هرع الناس لتخزين السلع استعداداً لشهر رمضان، تحسبا لارتفاع المواد أكثر بسبب انهيار العملة المحلية.

ويحذر مراقبون من أن من كارثة اقتصادية نتيجة التراجع الحاد في سعر الريال اليمني، خلال الأيام الماضية، والذي بدوره أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الضرورية ولا سيما المستوردة، خصوصاً أن ذلك يأتي ذلك تزامناً مع استمرار نزيف الاحتياطي النقدي الأجنبي.

حالة مشابهه من القلق والارتباك سادت الأوساط المصرفية والاقتصادية في اليمن، في ظل استمرار تهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وتآكل الاحتياطي الأجنبي..

مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع بحوالي 20 %، خلال الأسبوع الماضي، وخصوصا السكر والأرز والقمح والأجهزة الإلكترونية والهواتف والسجائر، حسب تجار لـ"العربي الجديد".

وكانت أسعار المواد الغذائية قد ارتفعت بنسب تتراوح بين 20 و40 % عقب قرار المصرف المركزي رفع سعر الدولار مارس الماضي.

ويتخوف القطاع التجاري من حالة الضبابية حول مستقبل سعر العملة المحلية..

أغلب محلات الصرافة في العاصمة اليمنية صنعاء، أغلقت معظم الفترات الأسبوع الماضي، في حين رفضت المحلات التي فتحت أبوابها صرف أية مبالغ بالدولار أو الريال السعودي.

تنبيه
ونبه خبراء اقتصاد من أن ارتفاع الدولار الجنوني وسط نقص المعروض، يهدد بخلق أزمات اقتصادية، وارتفاع قياسي في الأسعار وزيادة في التضخم، متوقعين استمرار تراجع الريال في ظل سيطرة مليشيا مسلحة على البنك المركزي وعلى مؤسسات الدولة.

وتوقعوا أن يتسبب انهيار الريال في حدوث تضخم جامح كون اليمن يستورد تقريبا 80% من احتياجاته الغذائية من الخارج.

منوهين إلى إن الانهيار الجديد للريال ينذر بأزمات معيشية لا يستطيع المواطن استيعابها، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وزيادة البطالة والفقر.

خصوصاً مع قدوم شهر رمضان، والذي تتحرك فيه الأسعار بشكل تلقائي ناتج عن ارتفاع الطلب، فإن الأسعار في هذا الموسم ستكون مضاعفة، وسيعيش اليمنيون في كارثة حقيقية.

 آمال
مسؤول حكومي يمني حذر من كارثة اقتصادية بسبب استنزاف الحوثيين للاحتياطي النقدي، واستمرار انهيار العملة المحلية.

وكان مسؤول أممي حذر، مطلع مايو/أيار الجاري، من كارثة اقتصادية محتملة في حال فشلت المحادثات اليمنية الجارية في الكويت بين الحكومة الشرعية والحوثيين.

منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، حذر في بيان، أن نجاح المحادثات اليمنية في الكويت هي الأمل الوحيد لوقف تدهور سعر الصرف المحلي، الذي يقابله ارتفاع كبير في سعر الدولار.

وينظر مراقبون إلى مشاورات الكويت باعتبارها الحل الوحيد لإنقاذ البلد من شبح كارثة اقتصادية باتت تتهدد اليمنيين بالجوع والفقر ومآسي إنسانية تعصف بحياتهم المعيشية..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016