د. أحمد المخلافي
إن حالة اليأس أو خيبة الأمل هي الحصيلة النهائية لحزمة من الوعود والآمال الكاذبة والمخادعة..
فعندما تكتشف أنك كنت مخدوعاً وأن آمالك التي كنت تنتظر تحققها غدت سراباً.. فإنك ستصاب لا محالة بخيبة أمل، قد تؤول بك إلى إحدى حالتين:
إما أنها قد تتطور مع الوقت إلى انتكاسة نفسية ناجمة عن فقدان الثقة، تؤول بك إلى الانكفاء والانطواء..
وإما قد تتحول إلى مصدر طاقة هائلة تبحث لها عن تصريف أو تنفيس.. ستعبر عنه عملياً في شكل معارضة سلمية أو أعمال عنيفة أو إرهابية..
والأمثلة الدالة على ذلك كثيرة.. فمثلاً: نجد أن النظام السياسي بكل وسائله وأدواته التنفيذية والإعلامية يتعامل معنا بأسلوب مخادع..
فهو لا يتحدث عن (إخفاقات) بل عن وعود و(إنجازات) وآمال عريضة.. وهذا في النهاية يؤول إلى إحدى نتيجتين، أو إليهما معاً:
الأولى: إن الرفع من مستوى آمال الجماهير، قد يجعلها تعيش في عالم خيالي.. لتكتشف في النهاية أنها كانت ضحية لسلسلة من الوعود الكاذبة والمخادعة.
الثانية: اتساع الهوة بين النظام وبين ما تعانيه أغلبية الجماهير.. وتعميق العزلة بينهما.. مع تصنيف كل من يتحدث عن إخفاق في خانة المتآمرين على النظام والوطن.
وفي كلا الحالتين قد تتباين ردود أفعالنا كأفراد وكجماعات..
فالبعض منا سيعبر عن سخطه قائلاً: "نحن، فعلاً، نعيش أزمة وجود!"..
والبعض الآخر سيتساءل مستغرباً: "إننا حين بدأنا رحلتنا في الحياة سيطرت على عواطفنا مشاعر الحب الحقيقية والصادقة.. فلماذا وجدنا أنفسنا مكبلين بحبال الكذب والخداع؟!"..
وسيصرخ احدنا غاضباً: "أعرف حماقات الحكومة.. فهي لا تهتم بالفقير إلا إذا كان ناخباً!"..
وسيوجه فريق منا نقده ولومه علينا نحن، قائلاً: "المشكلة في الأصل هي مشكلة شعب قبل أن تكون مشكلة حكومة!".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق