وكالة أرصفة للأنباء_ ليلى حجاج
_________________________
من المتوقع أن يحقق شهر مارس 2018 النمو والاستقرار الاقتصادي المستمر لأول مرة خلال عقد من الزمان
ترافقت حركة السوق المالي الغير مستقرة مع قلق المستثمرين بسبب ارتفاع الأجور التي بدورها تؤدي إلى ارتفاع نسبة التضخم مما قد ينتج عنه قفزة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الامريكية.
وقد أدت الارتفاعات في تقلب مؤشر VIX إلى توليد موجة من الذعر والتي دفعت المتداولين إلى البيع قصير الأجل، ولكن على غرار الأسابيع السابقة كان التجار مستعدون للشراء عند نقاط الانخفاض، وساعد ذلك المؤشرات القياسية الأمريكية على تحقيق مكاسب أسبوعية ثانية تشير إلى أن عملية البيع الأخيرة كانت حركة تصحيحية وليست بداية انخفاض طويلة الأجل كما كان يخشى البعض في البداية، ولا يزال الاقتصاد قويا، وهو ما أكدته الشهادة الأخيرة بشأن التوقعات الاقتصادية وإجراءات السياسة النقدية أمام اللجنة الاقتصادية المشتركة من قبل رئيس الاحتياط الفدرالي جيروم پاول.
وسيظل بنك الاحتياطي الفيدرالي على المسار الصحيح لثلاثة ارتفاعات تُسجل لأسعار الفائدة على الأقل في السنة المالية للعام 2018، ويمكن أن يميل لارتفاع رابع مع بداية مارس 2018 في حال كان مدعوماً ببيانات تضخم قوية.
ومع تراجع عائدات الولايات المتحدة على مدى الـ 10 سنوات من أعلى مستوياتها في أربع سنوات، يصبح التوجه الصاعد واضحاً في سوق الأسهم.
وعلاوة على ذلك، فإن الشركات في الولايات المتحدة قد حققت نتائج ممتازة وتتوقع أرباحاً ومبيعات قوية لبقية العام، وذلك بفضل التخفيضات الجديدة للشركات والضرائب الشخصية.
وينبغي أن يستمر ذلك في دعم السوق. وبالنسبة لمؤشر داو جونز الصناعي، فتمّ اعتبار تعدي مستويات الـ 25000 بأنه قَطْع لحاجز كبير من الناحية النفسية في السوق مع الكثير من المقاومة، ويشير استقرار المؤشر فوق مستوى الـ 25000 على التوالي خلال الأسبوعين الماضيين، إلى دعم الاتجاه الصاعد للسوق.
في حين تركزت الأضواء على حركة الاقتصاد الأمريكي النشطة، وبلغت نسبة النمو في الاتحاد الأوروبي الى 2.5٪ في عام 2017، وهي أفضل النّسب المُسجلة منذ عام 2007 والذي شهد نموا بنسبة 3.4٪. وإلى جانب ذلك، تتوقع الأسواق الاوروبية إجراء انتخابات عامة حامية الوطيس في ثالث أكبر اقتصاد لها، إيطاليا. حيث ترسم استطلاعات الرأي السابقة للانتخابات حتى الآن صورة غير حاسمة جدا بين الناخبين، فلا يبدو أن أيا من المرشحين لديه شعبية كافية لتشكيل حكومة فردية أو ائتلافية. فلا يوجد خيار لدينا سوى أن ننتظر ونشاهد أحداث الانتخابات الإيطالية بفارغ الصبر. ومن جهة أخرى فإن الاقتصاد الأوروبي على أعتاب توسع دوري واسع، بعد سنوات من الركود الاقتصادي والأزمات المتتالية، حيث تأتي هذه الحركة مدعومة من ارتفاع الثقة والتحفيز النقدي من البنك المركزي الأوروبي بقيادة دراغي.
أما لأسواق الآسيوية فقامت بإظهار نفس التوجه. وقد ظلت الصين على رأس القيادة الاقتصادية في قطاعات كثيرة، حيثُ شهدت عائدات السندات الصينية نمواً منذ أواخر العام الماضي ويمكن اعتبارها مؤشرا رئيسيا للنمو عالمياً. كما حققت أسواق ناشئة أخرى في آسيا كالأسواق الهندية تَقدُّماً ماثل لتوقعات المستثمرين.
ووفقاً للاستطلاع الذى أجراه أكثر من 35 خبير اقتصادي، والذى تم اجراؤه خلال الأسبوع الماضي فإن إجمالي الناتج المحلي الهندي سجل نمواً بنسبة 6.9 في المائة خلال الربع الاول من ديسمبر العام الماضي. وإذا كانت البيانات المنتظرة يوم 28 فبراير في الساعة 4:00 مساء بتوقيت الإمارات العربية المتحدة، تطابق التقديرات المتوقعة، فإن الربع الاخير سيكون أفضل معدل نمو تم تسجيله في عام 2017 مما قد يساعد على رفع المؤشرات القياسية الهندية.
ومع احتمال استمرار استقرار النفط في عام 2018، فإن فيجاي فاليشا، مدير المخاطر المالية كبير محللي السوق في شركة العصر للوساطة المالية، يتوقع أن أسواق الشرق الأوسط منحازة نحو الاتجاه الصاعد، خاصة بعد تخفيف حدة الحراك السياسي في المنطقة، وبالإضافة الى ذلك فإن التوقعات المستقبلية لدولة الإمارات العربية المتحدة تتسم بتوجهاتها الصاعدة أيضاً، حيث تم الإعلان عن عدد كبير من مشاريع البنية التحتية قبل معرض إكسبو 2020. ومن شأن إدخال ضريبة القيمة المضافة VATمؤخراً أن يزيد من القوة المالية لحكومة الإمارات العربية المتحدة.
وبحسب فيجاي فاليشا، مدير المخاطر المالية كبير محللي السوق في شركة العصر للوساطة المالية، ولا تزال أسواق دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى مدعومة في ظل ارتفاع أسعار النفط هذا العام. ولم تنجوا التحركات الاقتصادية للإمارات من موجة التصحيح الاخيرة، حيث انخفض سوق دبي المالي بنحو 3.5٪ في عام 2018. ومع عدم وجود تغير جوهري في التوقعات الاقتصادية، فإن الانخفاض الأخير يزيد من جاذبية السوق ليكون محط اهتمام المستثمرين خلال الفترة القادمة.
وقد حقق القطاع المصرفي أرباحا قوية في الربع الأخير من عام 2017، مما يشير إلى توقعات مستقبلية قوية. وعلى وجه الخصوص، يتوقع خبراء العصر للوساطة المالية أن يقوم بنك المشرق، وبنك الإمارات دبي الوطني ش.م.ع، وشركة إعمار العقارية ش.م.ع، ومجموعة أغذية ش.م.ع، وبنك الاتحاد الوطني أبو ظبي، وشركة تبريد بتسجيل ارتفاع أكثر من 30٪ في العام القادم.
وعلى الرغم من الانخفاض الأخير في وول ستريت، فقد ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 3٪ تقريبا في عام 2018، مما يدل على انتعاش مثير للإعجاب من حركة البيع التي قام بها المتداولين المذعورين. فلا بد من أن نلاحظ اليوم إن أرباح الشركات القوية وتحسن رأي المستثمرين يعطي صورة مشرقة لسوق الأسهم! ومع نمو كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو جنبا إلى جنب مع الاقتصادات الآسيوية، فإنه من المتوقع أن يحقق شهر مارس 2018 النمو والاستقرار الاقتصادي المستمر لأول مرة خلال عقد من الزمان..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق