اخر الاخبار

من جدارية




محمود درويش
______



سيري ببطءٍ ، يا حياة، لكي أراك‏ بكامل النقصان حولي. كم نسيتك في خضمّك باحثاً عنّي وعنك. وكلّما أدركت سرّاً منك قلت بقسوةٍ: ما أجهلكْ!‏ قلْ للغياب: نقصتني وأنا حضرت ... لأكملكْ!‏
لم يسألوا : ماذا وراء الموت
لم يسألوا :ماذا وراء الموت ؟ كانوا
يحفظون خريطة الفردوس أكثر من
كتاب الأرض ، يشغلهم سؤال آخر:
ماذا سنفعل قبل هذا الموت ؟ قرب
حياتنا نحيا، ولا نحيا. كأن حياتنا
حصص من الصحراء مختلف عليها بين
آلهة العقار ، ونحن جيران الغبار الغابرون .
حياتنا عبء على ليل المؤرخ ” كلما
أخفيتهم طلعوا على من الغياب ” ….
حياتنا عبء على الرسام : ” أرسمهم ،
فأصبح واحدا منهم ،ويحجبني الضباب ” .
حياتنا عبء على الجنرال : كيف يسيل
من شبح دم ؟ “ وحياتنا
هي أن نكون كما نريد. نريد أن
نحيا قليلا ، لا لشيء … بل لنحترم
القيامة بعد هذا الموت . واقتبسوا ،
كلام الفيلسوف : ” الموت لا يعنى
لنا شيئا . نكون فلا يكون .
الموت لا يعنى لنا شيئا ؟ يكون فلا
نكون “
و رتبوا أحلامهم
بطريقة أخرى. وناموا واقفين !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016