طارق عبدالله الشرعبي
_____________
لا المرافعات القانونية ولا الدفاع عن حقوق العامة السبيل الأمثل للوصول إلى العدالة في زمن ينتشر فيه القتل والدمار... لهذا السبب قررت اعتزال عملي المهني لعدم المساهمة أو المشاركة بمد يد العون للباطل.
باختصار كل محامي يترافع امام محكمة قضائية شريك في جرائم القتل والدمار التي يرتكبها أطراف الصراع و تجار الحروب و ستصيبهم لعنة كل طفل يتيم وكل امرأة أرملة وكل شخص فقد لقمة العيش بسبب الحرب.
ما الفائدة التي يرجوها رجال القانون من ايهام العامة بالوصول إلى حقوقهم عن طريق دولة لا تؤمن سوى بالبطش وتستخدم القوة والوعيد لمن يطالب بابسط الحقوق.
هل يرضيكم يا رجال القانون استخدامنا اداة لتلميع وجوه رجال السياسية القبيحة؟!
يكفي يكفي يكفي زملائي الترافع أمام المحاكم القضائية، ألا تتذكرون أن أول ضحايا اعمال الفوضى المحامين من عام ٢٠١١ وإلى اليوم لم نر النور، ألا تتذكرون توقف العمل القضائي بسبب نهب الثوار للمباني القضائية واضراب القضاة المتكررة لعدد من الاشهر لكل عام بمبررات واهية للمطالبة بزيادة رواتبهم في وقت الوطن يمر بازمة مالية لم يتم المطالبة بها في وقت الرخاء وباعتراضات غير مقبولة يتوقف العمل القضائي بسبب مناقشة مؤتمر الحوار الوطني بمنح المحامي حصانة ومقعد في مجلس القضاء الاعلى والمحكمة الدستورية وبسبب اختطاف قاضي أو الاعتداء على الاخر يتم الاضراب عن العمل، فمن المؤسف أن يرتكب الجاني جريمة تجاه قاضي فرد فيما يرتكب القضاة ابشع الجرائم تجاه العامة بتوقفهم عن العمل وبسبب وجود ازمة في المشتقات النفطية يرفض القضاة الانتقال إلى المحاكم القضائية بوسائل بديلة عن مركباتهم الالية واليوم ماذا تنتظرون يامحامين والمباني القضائية دمرت والملفات حرقة وتم الافراج عن المساجين المجرمين قطاع الطرق والقتلة للمشاركة مع اطراف القتل والدمار في اليمن.
زملائي المحامين إذا كان رجال السياسة يسعون إلى الوصول إلى كرسي الحكم عن طريق التضحية بالمزيد من دماء اليمنيين وازهاق ارواحهم لماذا لا نخالف غايتهم الدنيئة بتكريم الاموات بفتح محلات ووضع لفتات فوق كل بوابة مكتوب عليها المحامي لبيع القبور و الاكفان وكل محامي يكتب اسمه أو لقبه لتمييز خدمة الزميل الافضل عن بقية الزملاء الاخرين لنتنافس لغاية شريفة استجابة لحث رسول الله صلى عليه وسلم على سرعة دفن الميت، أليس اكرام الميت دفنه، أليس من الخير المساهمة في توفير متطلبات الاسراع في دفن الميت أليس من الشرف ان نحافظ على مكانة رجال القانون ولو بفتح محل لتوفير قبر وكفن لكل شخص يستشهد بقذائف الطائرات أو برصاص القناصين.
* محامي و ناشط حقوقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق