اخر الاخبار

خريف القاهرة



حامد السقاف
_______


الإهداء: لزوجتي الحبيبة إلهام، إياد، أيمن، عمرو، والأحفاد الذين سيعيشون فصولهم. 

      بدأ الصيف يلملم حرارته، وينكفئ متراجعا، متيحا للفصول القادمة أن تظهر مواهبها، وتعيش فصلها، وتمارس طقوس سيطرتها.
       للخريف علاقة بالريح، وتساقط أوراق الشجر، كي يشعر بمشاهدة عري الطبيعة، وفرض سيطرته خلال تصدّر فصله.
      هذا الإعتدال في الجو، يرافقه إعتدال في أمزجة الناس، بعد التخفف من حرارة الجو، وامتصاص ذلك النزق الذي يثيره العرق وحرارة الدم الصيفي.
       هذه الدورات الفصلية للطبيعة، تجدّد الحياة، وتكسر رتابة الزمن الجامد. كل شيء قابل للتغيير، ولا ديمومة إلا لله.
          شعرت خلال مرضي، أن تعاطف الأهل والأصدقاء، ثروة لا تقدر بثمن. الدعوات، المساندة المعنوية والنفسية، التشجيع والتغلب على المحنة العابرة. هذه العواطف الصادقة، جعلتني أعيش أنا أيضا، متعة تغيير الفصول، ودفء العلاقات الإنسانية، وهبوب رياح المحبة، وتساقط خريف الكراهية.
      منذ زمن طويل، غابت الكثير من الوجوه التي كنت آلفها، عاشرتها بحميمية، وعشت عمرا زاهيا، صحبة هؤلاء الناس. فجأة عاد ذلك الألق، بوميض جديد، يستحضر ذاكرة المكان، وينعش الزمن الذي مضى.
      أجد نفسي مدينا لكل من زارني، واتصل بي، وحاول أن يسمع صوتي. فهل أزعجكم إذا ذكرت بعض الأسماء التي شاركتني لحظات حوار ممتع وشائق، كسرت ساعات الملل الثقيل أحيانا وخلقت بوجودها الجماعي والفردي، حالة ندوة ثقافية. بعيدا عن جفاف السياسة.
        لا أهمية لتسلسل الأسماء والألقاب، فالجميع في القلب: 
خالد السقاف. علي محمود ذلك المصري الأصيل، عزالدين الأصبحي وولده الشاب أحمد عز، العريس أحمد مفيد الفريس، ذلك الشاب الذي يوزن بالذهب، والذي ترك لحظات الزغرودة والأفراح، ليفرحني بزيارته، صحبة الدكتور تميم محمد عبدالودود، والولد المطيع لعبدالوهاب الكبش، المهاتما محمد حسين شمسان. عبدالعزيز باسودان. والطفل المدلل أحمد هادي الذي رفض الزمن أن يجعله يشيخ. وينتزع ابتسامته الساحرة، ويمنحه متعة التجوال والطواف حول عالمه الجميل عبدالرحمن الحاج زميل العمل في شركة متكو. محمد أحمد الفريس وولده عبدالغني. قائد عبدالملك مطهر وحفيده عمرو. إسكندر الأصبحي.
        هل نسيت أن أذكر تلك الجلسة الممتعة مع الأستاذ أنيس حسن يحي. والدكتور علي عبدالكريم، ورجل الأعمال الطريف خالد عبدالواحد نعمان، والرفقة الطيبة.
وللبرنس الرائع، رجل الأعمال الطيب، إبراهيم عبدالجليل.
     هذه القلوب الطاهرة، تستحق هذه اللفتة، حتى يشعر الإنسان بأنه لم يفقد براءته ونقاوته الفطرية.
ماذا تبقى للإنسان، إن لم ينعم بالصداقات الحقة، وحقن الذاكرة بصور اللحظات المدهشة، ومتابعة فصول العمر؟
    
القاهرة - أيلول ٢٠١٧..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016