تقارير_ مكة المكرمة
___________
بعد موسم حج كارثي بالنسبة للحجاج اليمنيين ذاقوا فيه الويلات وعانوا الامرين وشهد عدة فضائح تمثلت في رداءة السكن وفشل النقل بين المناسك، ورداءة مخيمات الحجيج وافتقارها لادنى الخدمات وكلها موثقة بالصوت والصورة، كنت اعتقد بعد ذلك انه لا مناص من اجراء تحقيق عادل وشفاف وعاجل لمحاسبة المسؤولين عن كل هذه المهزلة وتوقيفهم عن إدارة أي مواسم قادمة.
لكن يبدو ان المسؤل لا يريد ذلك لان معني هذا ان يسعي لمحاسبة ذاته وطرد شريكه في الفساد والفشل ؟؟؟ الا اني فوجئت كغيري بمقالا بعنوان شهادة حاج والذي كتبه احد اعضاء الفريق الإعلامي المرافقين بالاجر اليومي للوزير ووكيله القرشي في بعثة الحج اليمنية لهذا الموسم، هرول فيه الكاتب مستجمعا كل قوته الخيالية للتقليل من هذا الفشل الذي يتحمل مسؤوليته وزير الأوقاف بدرجة رئيسية إضافة الى مساعدية اولهم طارق غالب القرشي وبقية طاقمه الإداري والذي من ضمنهم الكاتب المهرول والمتحمس جدا.
وللوهلة الأولى لن يجد أي شخص متابع أي صعوبة في ادراك ان كل ما تضمنته المقالة ليست سوى محاوله لذر الرماد على العيون وتجميل الصورة القبيحة التي ظهر بها منظموا الحج لهذا العام ومحاوله للتقليل من مصابهم بخروجهم بأكبر موسم حج كارثي من حيث الإهمال وتردي الخدمات وانعدامها واختلاس الحجاج وابتزازهم وكثيرا من المشاكل التي سمع الجميع صراخ ومعاناة الحجاج، ماعدا كاتب المقال الذي اصم اذنيه لسبب يعلمه الله.
عموما وجدت نفسي اثناء قراءة المقال وكأني استمع لتعليق رياضي على احدى مباريات كرة القدم يخوضها الفريق الصاعد حديثا للاضواء (وزير الأوقاف الارشاد احمد عطية) ووكيله مختار الرباش ووكيله المساعد طارق القرشي، ضد فريق (وكالات الحج والعمرة) والذي رسم المعلق او الكاتب عنه صوره الفريق المعروف عنه بالخداع والتحايل.
الفريق الإعلامي هو لسان حال إدارة البعثة يعني انه ينطق بلسان الوزير ومساعديه، وهذا واضح في محاولتهم تصوير الامر في ان مدراء الوكالات لديهم من الشر والسوء ما يجعلهم يعملون جدارا عنصريا فاصلا بينهم وبين الحجيج، حتى أتى المنقذ الوزير عطيه ليهدم الجدار ويقلب الطاولة على رؤوس أصحاب الوكالات ويجبرهم مرغمين على اللعب وفق شروطه.
كما حاول المعلق ان يتغنى بمهارات الرياضي احمد عطية فتاره يجده المعلق في منى في أوساط الحجاج وتاره يجده يغط في نوم عميق بإحدى الخيام وقد احتضن احد الحجيج ملاصقا جسمه لجسم الحاج في موقف حنون وشاعري تسقط له الدموع فرحا بمسؤول بهذه الإنسانية في زمن عز فيه هذا النوع النادر من المسؤولين.
كما كان الكاتب امينا جدا في نقل مشاعر الجماهير اذ انه رأى الابتسامه على وجهوههم والهتافات تعلو المدرجات اعجابا باللاعب الجديد عطيه وكيف انه استطاع ان ينال استحسان الجماهير (الحجاج)، حتى انهم كانوا بحالة غير مسبوقة من الاسترخاء وكانهم في حالة استجمام ولم يكونوا بين السعي والهرولة ومشقة مناسك الحج.
الله ما اجملك حيث انه لم ينقص مناسك حج العام الحالي من فرط جماله سوى استبدال التلبيه بموسيقى رومنسية تساعد الحجاج على مزيدا من الاسترخاء والابتسامة.
المعلق الصحفي تغافل ان الكوارث التي حصلت في موسم الحج الحالي لا تخفى على كل ذي عقل، باستثناء من شحذ همته لتزييف الوعي في محاولة للبحث عن ضحية وكبش فداء لتحميله مسؤولية كل مايحصل، وهو ما سعى الكاتب بشتى السبل لايصاله الينا.
يا الله كم هو الحجم المهول من المغالطات والتناقضات التي وقع فيها الفريق المسؤول عن الفشل والكارثة التي شهدها موسم الحج لليمنيين هذا العام.
حيث ان الفريق المسؤول عن الفشل ورغم حماسته وقع في عدة تناقضات أهمها محاولة وكالات الحج المسؤولية، عن الإخفاق، في وقت يقولون فيه ان الوزير قلب الطاولة عليها واجبرها على تنفيذ التزاماتها، فلطالما نفذت التزاماتها المجبره عليها من الوزير فانها بذلك قد قامت بواجبها ليتحمل الوزير وبقية مساعديه مسؤولية الفشل عن كل ماحدث.
كما حاول عطيه وبقيه فريقه وعبر بوقهم الإعلامي ان ينسبوا نجاحات الاخرين اليهم وان الفضل يعود في قرب المخيمات الى الوزير عطيه، وهذا تزوير للحقائق اذ ان المخيمات القريبة مخصصة للحجاج اليمنيين منذ أيام الوزير الأسبق حمود عباد منذ الموسم 1434هـ فلماذا الكذب ؟؟.
كما اننا اذا الغينا عقولنا لنصدق ما قالته بعثة الحج الفاشلة عن نفسها فاننا مضطرين كذلك ان نتخيل ان البعثه لم تكن في مكه المكرمة فلربما حجت في كربلا او أي مكان آخر غير الذي أدى فيه اليمنيون مناسك الحج والتي رأينا بأم أعيننا مخيماتهم التي استاجرها لهم الوزير الظاهرة والتي كانت عبارة عن مخيمات أشبه بمخيمات النازحين بل أن تكومهم بداخلها أشد ازدحاما من مخيمات المزرق للاجئين.
حيث ان مخيمات الحجاج اليمنيين لم تكن سوى اشبه بمستودعات للدواجن وظهر فيها الحجاج مكومين على بعضهم، وهذه الحقيقة التي حاولوا تزييفها من ان الوزير عطيه ذي المهارات العالية استطاع أن يقلب الطاوله على رأس الوكالات واجبرها على استئجار مخيمات للحجاج اليمنيين بجانب الركن اليماني.
بل وقام بأكثر من ذلك بأن سحب صعيد عرفه إلى مكان مقام إسماعيل وكله من اجل عيون الحاج اليمني الذي كان سعيدا جدا جدا بأن حباه الله وزيرا ظاهره عصره مثل السيد عطيه.
غير ان الحقيقة المرة التي يجب على الوزير عطيه ومساعديه سماعها ان الهرولة لن تجدي نفعا في ان يجدوا كبش فداء ليضحوا به بدلا عنهم لتفادي الجزاء الذي ينتظرهم بما يتناسب مع حجم الفشل والكارثة التي تسببوا بها خاصة بعد تصاعد المطالبات بضرورة التحقيق مع الوزير وبقية مساعديه عن سبب الفشل، ومحاسبتهم، وتوقيفهم من إدارة أي مواسم قادمة للحج.
يا هؤلاء ان فهلوتكم ومغالطاتكم لن تغطي الحقيقة التي كان أوضح من عين الشمي ورأى الجميع بأم اعينهم مدى المعاناة التي مروا بها الحجاج اليمنيين هذا الموسم، والتي كان اخرها مشكلة النقل بين المشاعر المقدسة نتيجة تعاقد لجنة النقل بين المشاعر المقدسة برئ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق