اخر الاخبار

"الصعود إلى السطح""8_8" الأخيرة




قصة.. ناجي ناجي
____________

من 74 إلى 85 وهي لازالت مسندة ظهرها على جذع الشجرة، يخالطها الماضى والحاضر والمستقبل، رأت آزار صنعاء من موقعها.. دورها العالية والصغيرة باحجار باهتة غبراء، واشعة الشمس واهية صفراء، كأنه الأصيل، والوقت ضحى، عادت بذكرياتها إلى ذلك اليوم، وهي تحت تعريشات العنب، ساعة الضحى، وعمرها في السادسة عشرة، وهي تلعب حينا وتعمل حينا أخر على ازالة النباتات الضارة حول اشجار العنب كما اخبرها والدها، تقف تحت تعريشة العنب، وتصرخ: أنا ملكة.. أنا ملكة.
ومن بعيد رأت موكب من الرجال فوق خيولهم والغبار يتصاعد خلفهم وكلما اقترب الموكب يزداد صوت وقع حوافرها على الارض، لم تكن قد رأت من قبل رجال على صهوات الجياد، وكفتاة صغيرة من فتيات قرية الروضة البعيدة عن مدينة صنعاء، ارادت ان تنظر إلى الموكب الذي سيمر من اطراف مزارع والدها واعمامها، خرجت من تحت تعريشات العنب، وابرزت نفسها في المكان المطل على الموكب، ولكي تكون رؤيتها واضحة عليها ان تتسلق الشجرة، وفيما كانت تفعل ذلك، احست ان الموكب قد توقف، فلم تعد تسمح اصوات حوافر الجياد، لوت عنقها إلى الخلف، كان الموكب قد توقف، واحدهم على صهوة جواده  يقترب بخطوات بطيئة، قفزت إلى الارض واسرعت إلى فرع من شجرة يابس، رفعته بيديها لتدافع عن نفسها باقصى ما تستطيع، وهي تصرخ صرخة حازمة واثقة: 
       - اياك ان تقترب.
توقف الجواد وارسل الرجل ضحكة اعجاب قائلا: 
- فتاة شجاعة.
لوَى الرجل عنق الجواد وعاد إلى المقدمة، وانطلق الموكب باقصى سرعة، وبعدها بايام، لم تدري عددها، حضر إلى منزلهم اشخاص لم ترهم من قبل، ولم تبالي بهم، مكثوا مع والدها بعض من الوقت وانصرفوا، خرج والدها من مجلسة وهو يحمل زكيبة صغيرة ، قال  لوالدتها إن الملك شهر باذان قد ارسل الهدايا، وطلب يد آزار، وافق والدها ووالدتها وابتسمت لنفسها، جرت إلى الزكيبة لفتحها شوقا لرؤية هدايا الملك لكنها لم تستطع فتحها ولا زحزحتها، فاقبلت والدتها وساعدته على فتح الزكيبة، و... وبعد ايام قليلة، ناخت امام الدار ناقة عليها هودج، قامت والدتها بمساعدتها على ارتداء ملابسها الجديدة، ومن فرحتها لم تتناول الغداء، ودّعتها والدتها ووالدها إلى داخل الهودج، كان الوقت منصف النهار، سارت الناقة يحوطها رجال فوق خيولهم، فجأة.. احست بالضماء وقرصها الجوع، ومع هدهدة الناقة تكومت ونامت، افاقت على اصوات الرجال وهم ينيخون الناقة، فتحت عيناها على اضواء المشاعل، وضوء النهار باهتا وعلى وشك المغيب، وفي باب الدار يقف عنده الحراس، عرفت انها عند باب قصر الملك، اعتدلت في جلستها، وانتظرت من سياتي ليطلب منها النزول، جاءت امرأة رعبوبة، وقفت امام الهودج وقالت: 
- تفضلي ياسيدتي 
مدت لها يدها وساعدتها على النزول، صعدت بضع درجات فوق قطيفة مزركشة من منسوجا تبريز، والمرأة تظع يدها على ظهرها، اشعرها ذلك بالاطمئنان،  دخلت الباب، والمشاعل تضيئ المدخل، سارت المرأة  بها إلى باب غرفة ثم تأخرت عنها خطوتين، وهي تكرر ترحابها: على الرحب والسعة.. تفضلي ياسيدتي.
خطت الفتاة خطوة، وقفت على عتبة الباب، في الغرفة خمسة رجال وثلاثة نساء، لمحتهم فردا فردا بسرعة خاطفة، كان احدهم ذلك الشخص الذي   اقترب منها في ذلك اليوم، الستائر مسدلة والارض مفروشة بسجاجيد منقشة يغلب عليها اللون الابيض والاحمر نكست راسها إلى الارض، واعصابها متوترة، تنفست نفس طويل ثم زفرته، وهي لاتعلم من من الرجال الخمسة يكون الملك ومن ثم يكون زوجها، وقد يكون الملك  ليس واحدا منهم، فسألت بصوت هادئ، أو هكذا خيل إليها: اين زوجي ؟؟.
جائها صوت: إنه هنا.. تقدمي.
قالت: فليأتي زوجي ليإخذ يدي ويدلني على مقعدي.
سمعت اصوات الاستحسان من الرجال والنساء، تبعها وقع اقدام تتدقم نحوها، وحين اقترب منها مد إليها يده، رفعت نظرها إليه، إنه هو الرجل الذي رأته من قبل، مدت يدها، وضعتها في يده، سارت بجانبه حتى دلها على مقعدها بجوار مقعده، حينها تذكرت حلمها الذي تحقق، فقد صارت ملكة. 
افاقت من ذكرياتها وهي منكرة على نفسها: هراء.. هذا هراء.. يظهر لى فيروز. فاسرد ذكرياتي مع شهر!!!.        
     ***
وقفت منهكة، وسارت على عصاها متوكئة وهي لاتزال تضحك على نفسها، كيف برزت لها صورة فيروز فتذكرت شهر باذان!!، توجهت إلى قصر المخلصة، لكنها عدلت ومضت إلى  قصر البروانة، وانضمت إلى بقية اهل الدارين، وتناولت غداءها، وانسحبت إلى قصر المخلصة، القت رأسها على وسادتها وبين عينيها صورة فيروز، كان بينها وبينه اكثر من علاقة، فهما ابناء عم، نشأ معا في الروضة بين مزارع العنب، واكثر من علاقة زوج زوجة، تبادلا معا الحب والوفاء والاخلاص، كانت الافكار والسلوك المتطابقة معا هي الاهم، كان العمر والبيئة والمشاعر والاحاسيس المتطابقة هي الاهم، كانت تعرف متى يريد ان يأكل ومتى يريد ان يصمت من قبل ان يتكلم، هادن عبهلة كما هادنته حفاظا على القديم، وتقرب من عبهلة حتى امنه، راح يجمع الاعوان للانقضاض عليه، جمع داذويه وجشيش والمرادي وهي ايضا، وما قاموا به تلك الليلة سهل لجيش فروة بن مسيك دخول صنعاء والقصر.
تركت ماضيها وعادت إلى حاضرها، وتسائلت:
اتذهب إلى العرافة، لتفسر لها الحلم؟.
لكنها اقنعت نفسها بانها تعلم التفسير، لاشك لديها بان ايامها قربت..        
  *** 
وفي احياء ذكرى ليلة النصر، لم تتمكن المخلصة من الصعود إلى السطح لاشعال النار  فالوعكة التي اصابتها  ولازمتها، اعجزتها، فلا جولة صباحية، ولا صعود إلى السطح، حتى لو كان لإحياء ليلة النصر العزيزة على نفسها، اليوم.. واليوم بالذات  تظاعف حزنها  لعدم قدرتها للصعود إلى السطح واشعال النار، قالت وهي عاجزة فوق فراشها: ويلي عليك. سفحت دموعها ونهجت: وويلي.. ويلي.. ويلي.
وفارقت حياتها عجزا وكمدا، وكأن الموت الذي دخل قصر المخلصة، خرج  إلى قصر البروانة، فماتت بروانة بعد ضرتها أزار  بعدة ايام..         ***     
جائت اخبار الشمال عن قتل امير المؤمنين على بن ابي طالب، وان  الامر كله قد اجتمع لمعاوية بن ابي سفيان، ارسل الوالي  بالبيعة لمعاوية.
مضت شهور، وفي  يوم كان شريان  على مائدة الطعام، دخل عليه خادمه قائلا: سيدي في باب القصر رجل يدعى وبر الكلاعي.. جنده يملاؤن الساحة، ويقول إنه يحمل امرا بتولى الولاية.
  اشترغ شريان من هول الصدمة، طار عقله، ترك القصر وذهب يجري في الطرقات والازقة، راح يحمل قاذوراته فوق اسماله، حبه للولاية التى مكنته من جمع الاموال، افقده صوابه، لم يعد يذكر اسمه.. إنه المجهول  بل انه النكرة التي لم تكن، ساقته قدماه الهاربة إلى خارج المدينة، وهناك مات، تأفف الناس من جثته ميتا كما تأففوا منه حيا، غطت رائحة جثته النتنة مسافات ومسافات، اجبر الناس على تغيير طرقاتهم لتجنب النتانة...
تمت القصة.... سبتمبر 2017
لمتابعة الحلقات الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة من قصة "الصعود إلى السطح"، للقاص ناجي ناجي
الصعود إلى السطح"1_8"
قصة.. ناجي ناجي
في ذكري ليلة النصر على الأسود العنسي.. صعدت آزار الى سطح قصرها المسمى بقصر المُخَلِصَة، واشعلت النار قبل افول الشمس، وحين انسدلت ستائر الليل، توهجت السماء وانعكست على واجهه جبل نقم، الذي بدا كصفحة ذهبية، لم يكن ذلك في صنعاء وحدها، النار تشتعل في سطوح منازل سادة القبائل ووجهائها، وفي رؤس الجبال، تلك عادة حافظ عليها الناس من اكثر من خمسة وعشرين  سنة، وقفت المخلصة آزار الزوج  الثانية  فيروز الديلمي، وقفت تنظر الى النار المشتعلة في سطح  قصر البروانة..        
البقية على الرابط
              http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/18.html?m=0
"الصعود إلى السطح""2_8"
قصة.. ناجي ناجي
   
قطع الساحة رستم الاسطخري  متوجها إلى قصر المخلصة، وحين رأها في الساحة تحت الشجرة،  توجه إليها، ألقى عليها السلام وقبّل راسها ويديها، ابقته إلى جانبها، وهو شاب يقترب من الخامسة والعسشرين.. أو يزيد، مفتول العضلات ووجه دائري ممتلئ، بدأ وجهه الابيض قد خالطه حمرة من حرارة الشمس، نهضت أزار، وسارت وهي ممسكة بعصاها وباليد الاخرى يد رستم، وبعد أن سارا بضع خطوات، سألها: 
- إلى اين؟.........
البقية على الرابط
http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/28.html?m=0
"الصعود إلى السطح""3_8"
قصة... ناجي ناجي
رستم بن افرين بن بهمن الاسطخري، شاب في الثلاثين من عمر، يُعد من أصغر القادة العسكريين، وهو حفيد بهمن الاسطخري، الذي كان يقود عصابة، تقطع الطريق، وتسلب ممتلكات المسافرين في المناطق الجبلية بين مدينة رشت ومدينة تبريز في فارس، ألقت الجبال قساوتها على أبنائها فكانوا قساة اشداء، أُلّقِى عليه القبض، هو وجماعته واودع السجن، فكان من ظمن من اطلق سراحهم للذهاب إلى اليمن برفقة القائد العسكري (وهریز انو شروان)، وفي صنعاء خلق والده افرين، مارس الجندية من صغره حتى بلغ مرتبة عليا.. هي.. 
البقية على الرابط
http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/38.html?m=0
"الصعود إلى السطح""4_8"
قصة.... ناجي ناجي
         
في الطريق العودة من السوق، ظهرت اسفانة من أحد الأزقة، في يدها قبضة شذاب وريحان، للشذاب والريحان رائحة نفاذة منعشة، حيى رستم صهرته، قالت: أنت شاب لطيف، وتستاهل ابنتنا دنيا.
ثم استدركت: وهي.. ايضا تستاهلك.. انتما لائقان على بعض.
وقالت لعمتها آزار بأن لها مشوار أخر وافترقت عنهما، واصلا طريقهما إلى الساحة، وفي الساحة، افترقت أزار ورستم، واتفقت معه   أن يأتي غدا صباحا بالمهر، وعاد رستم إلى السوق، فداره بحاجة إلى اعادة ترميم وتبيض وتنجيد.

بقية القصة على الرابط
http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/48.html?m=0
"الصعود إلى السطح""5_8"
قصة... ناجي ناجي   
           
لم تنتظر دنيا، فبعد شهرين انتفخت بطنهاً وهللت فرحا، ليس في دارها، بل شاركها فرحتها قصر المخلصة وقصر البروانة.. إنها حامل، كما حملت دنيا هَمْ مايحدث هناك.. في الكوفة.. من القصرين إلى دار رستم.. ليس ما يحدث في الكوفة هو المهم.. لكن النتائج التي ستلحق بصنعاء.. مما سينتج هناك، فان حدث.. لا قدر الله وانتصر ابن الزبير أو معاوية.. حتما سيكون لهما موقف من ولاية صنعاء التي بايعت علي.........
بقية القصة على الرابط
http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/blog-post_80.html?m=0
"الصعود إلى السطح" "6_8"
قصة.. ناجي ناجي
استقبل شريان اخته باستبشار لم يتمكن من اخفاء قلقه البادي على ملامح وجهه، فما يحدث هناك بين الكوفة والشام، سيكون له اثره هنا، لا يستطيع أن يزيحها من اهتماماته، بل صارت كل اهتماماته، رغم حرصه على ألا يبدب ذلك أمام أهله..      
بقية القصة على الرابط
http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/68.html?m=0
"الصعود إلى السطح""7_8"
قصة... ناجي ناجي   
     
شرع رستم في بناء الحانوت الجديد، الذي لم يكن مكلفا.. نسبة إلى السمسرة.. لا بالمال ولا بالوقت،  وبعد أن اكتمل البناء، عاشت دنيا فرحتين في وقت واحد، الفرحة الأولى ولدت بفتاة اسمتها سكينة، والفرحة الثانية اكتمال بناء الحانوت المجاور للسمسرة، حينها ذهب رستم إلى الوالى يطلب اعفائه من قيادة الحامية من الجندية، وبعد أن توسطت دنيا وآزار لدى الوالي، قبل طلبه وأعفاه  من قيادة الحامية ومن الجندية، واكتملت لدنيا فرحتها الثالث..             

بقية القصة على الرابط
http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/78.html?m=0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016