قصة.. ناجي ناجي
________
قطع الساحة رستم الاسطخري متوجها إلى قصر المخلصة، وحين رأها في الساحة تحت الشجرة، توجه إليها، ألقى عليها السلام وقبّل راسها ويديها، ابقته إلى جانبها، وهو شاب يقترب من الخامسة والعسشرين.. أو يزيد، مفتول العضلات ووجه دائري ممتلئ، بدأ وجهه الابيض قد خالطه حمرة من حرارة الشمس، نهضت أزار، وسارت وهي ممسكة بعصاها وباليد الاخرى يد رستم، وبعد أن سارا بضع خطوات، سألها:
- إلى اين؟.
قالت: رافقني إلى سوق القوافل، لعلى قافلة الشمال قد وصلت، أو أنها على وشك الوصول.
- تودين أن تطلعي على أخبار البصرة والكوفة والشام.
قالت: نعم، انتصار الإمام في معركة الجمل لا تعني النهاية.. فهناك الشام المتحفزة.. وأى نتائج هناك.. سيكون اثرها على مكانتنا هنا يارستم.
كانت معركة الجمل ناتجة عن احداث سابقة، قتل الخليفة عثمان، ثم بايع الناس الإمام، لكن معارضة لهذه البيعة، قامت في المدينة وفي الشام، نقل الإمام علي عاصمة الدولة إلى الكوفة، وانتقلت معارضة المدينة إلى البصرة يومها..
توافد إلى قصر البروانة سادة الديلم وسادة القبائل للمشاورة.. أتذكر.. يا رستم؟.
أجاب: نعم.. نعم.. أتذكر ذلك اليوم جيدا.
قالت: في العام الماضي.. يا.. رستم
أجاب: نعم.. نعم.
لاح في مخيلتها ذكرى ذلك اليوم
توافد إلى قصر المخلصة سيد أرحب، وسيد همدان، وسيد خولان للتشاور فيما يجب عمله، قال سيد أرحب:
- لقد بايعنا الإمام علي، فإن انتصر بن الزبير، نرسل له بيعة جديدة، وإن انتصر معاوية بايعناه.
قال سيد همدان:
- للإمام علي انصاره ولعثمان انصاره، وهذا العام عام جدب، لن نستطيع منع الرجال من الالتحاق باحد الاطراف.. نتركهم لاهوائهم ورغباتهم خارج حدودنا
أيده سيد خولان:
- إن واجهناهم أو منعناهم ساعدنا على وجود الفتنة هنا، لكن نتركهم لِمَا يريدون.. ليمارسوه خارج حدودنا.
قالت آزار:
- ولآن البلاد شحيحة الموارد فلن يلتفت إليها أحد، كمصر والشام والعراق، لكنهم محتاجين للمقاتلين، فلندع للناس حرية اختياراتهم بصفاتهم الشخصية..
***
قالت: رافقني إلى سوق القوافل، لعلى قافلة الشمال قد وصلت، أو أنها على وشك الوصول.
- تودين أن تطلعي على أخبار البصرة والكوفة والشام.
قالت: نعم، انتصار الإمام في معركة الجمل لا تعني النهاية.. فهناك الشام المتحفزة.. وأى نتائج هناك.. سيكون اثرها على مكانتنا هنا يارستم.
كانت معركة الجمل ناتجة عن احداث سابقة، قتل الخليفة عثمان، ثم بايع الناس الإمام، لكن معارضة لهذه البيعة، قامت في المدينة وفي الشام، نقل الإمام علي عاصمة الدولة إلى الكوفة، وانتقلت معارضة المدينة إلى البصرة يومها..
توافد إلى قصر البروانة سادة الديلم وسادة القبائل للمشاورة.. أتذكر.. يا رستم؟.
أجاب: نعم.. نعم.. أتذكر ذلك اليوم جيدا.
قالت: في العام الماضي.. يا.. رستم
أجاب: نعم.. نعم.
لاح في مخيلتها ذكرى ذلك اليوم
توافد إلى قصر المخلصة سيد أرحب، وسيد همدان، وسيد خولان للتشاور فيما يجب عمله، قال سيد أرحب:
- لقد بايعنا الإمام علي، فإن انتصر بن الزبير، نرسل له بيعة جديدة، وإن انتصر معاوية بايعناه.
قال سيد همدان:
- للإمام علي انصاره ولعثمان انصاره، وهذا العام عام جدب، لن نستطيع منع الرجال من الالتحاق باحد الاطراف.. نتركهم لاهوائهم ورغباتهم خارج حدودنا
أيده سيد خولان:
- إن واجهناهم أو منعناهم ساعدنا على وجود الفتنة هنا، لكن نتركهم لِمَا يريدون.. ليمارسوه خارج حدودنا.
قالت آزار:
- ولآن البلاد شحيحة الموارد فلن يلتفت إليها أحد، كمصر والشام والعراق، لكنهم محتاجين للمقاتلين، فلندع للناس حرية اختياراتهم بصفاتهم الشخصية..
***
وهكذا إلتحق الأفراد بالقوافل الراحلة إلى الشمال، منهم من يقصد البصرة، ومنهم من يقصد الكوفة، ومنهم من يقصد الشام، للالتحاق بجيوش الأطراف الثلاثة، وبذلك تجنبت البلاد اثار الفتنة الثائرة خارج حدود إمارة صنعاء، رغم مشاركة أفرادها فيها....
***
صمتت برهة، وكمن تذكر شيئا مهماً.. سألته:
- لما لا تتزوج يا رستم؟
قال: ليس لي أماً تخطب لي
قالت: أيها الجاحد.. ألستُ بمقام أمك!!، ما رأيك بالفتاة دنيا
قال: من اشرف وافخر بيوتنا وأعزها.
-لكني أسألك عن الفتاة.
احمر وجهه الابيض، ونكس راسه، واحست أزار بتسارع نبضات قلبه وتعرق راحته، افلتت يده وراحت تجفف يدها وهي تضحك كأنها كشفت سره، فقالت:
- مفهوم.. مفهوم.
وبيقين اكدت له: إذن.. دع الأمر لي..
***
الفتاة دنيا تقف خلف نافذتها في قصر والدها فيروز المسمى بقصر البروانة نسبة إلى والدتها، المقابل لقصر المُخَلِّصة، في قصر البروانة تعيش دنيا مع والدتها بروانة، و زوج اخيها شريان.. الزوج الأولى (افسانة، وتعني حكاية) والدة بهشم وريحانه وصخر، بين قصر المخلصة وقصر البروانة، هذه الساحة التى تراها الآن، وتراقب خطوات خالتها وبجوارها الفتى رستم، فاستبشرت الفتاة خيرا..
***
دنيا فتاة تقترب من العشرين من عمرها، فارعة، نحيلة الخصر، شديدة البياض كوالدتها، رزينة كوالدها فيروز، خافت أن تجد نفسها زوجةً من أحد سكان القرى كأخواتها.. فرناز، وشهناز ووارجوان وزينب.. فرناز وشهناز في خولان، وارجوان في همدان وزينب في ارحب، حياتهن بالغة في التخلف والبؤس، وبالفعل، كان الوالي شريان يرغب في تزويج اخته دنيا إلى أحد أبناء(داذويه)، فهو حفيد الاوائل القادمين من فارس، وهو رفيق والده في قتل الأسود العنسي، ما أن سمعت دنيا بذلك حتى اسرعت إلى خالتها (زوجة والدها) المخلصة أزار، فخالتها جسرها إلى أخيها في المسائل الهامة، ووالدتها جسرها إليه في المسائل المتوسطة، وزرجات الاخ جسورها في المسائل البسيطة، ففي مسائلتها الهامة اسرّتْ إلى خالتها نفور نفسها من بن داذوية، ففي قسماته وحشة، وفي عينيه غربة، ربما تعود لوالدته اليمنية، وميلها إلى الفتى رستم، ذلك ما قالته لخالتها وهو ليس كل ماوفي نفسها، عبدالله بن داذاويه كبير في السن، يعيش في تلك النواحي النائية من ارحب، صحيح إنه أصبح من اصحاب الأملاك، لكن ذلك لا يعني للفتاة دنيا بشيئ، فهي ميالة للحياة في المدينة، لقد هالها ما صرن إليه فتيات الديلم اللاتي تزوجن إلى تلك القرى، تقشفت وجوههن، وتشققت اقدامهن واياديهن من العمل طوال النهار تحت اشعة الشمس، رأت ذلك في (دُريا، وتعني البحر) ابنة عم رستم، التي كان اشراقة وجهها تضاهي الشمس، ذلك ما دفعها إلى خالتها، أما رستم فهو فتىً يعيش في صنعاء، وهي قد خَمّنَتْ إنه لا يرغب في أن يترك صنعاء، ظهر ذلك جليا لها حين أراد اخوها أن يوليه منصبا في تلك الاماكن البعيدة، لكنه توسل للوالي أن يبقيه في صنعاء، وإن كانت املاكه قليلة مقارنة بأولاد أعمامه الذين يعيشون في اقصى نواحي أرحب..... يبتع الحلقة الثالثة➡⬅..
***
صمتت برهة، وكمن تذكر شيئا مهماً.. سألته:
- لما لا تتزوج يا رستم؟
قال: ليس لي أماً تخطب لي
قالت: أيها الجاحد.. ألستُ بمقام أمك!!، ما رأيك بالفتاة دنيا
قال: من اشرف وافخر بيوتنا وأعزها.
-لكني أسألك عن الفتاة.
احمر وجهه الابيض، ونكس راسه، واحست أزار بتسارع نبضات قلبه وتعرق راحته، افلتت يده وراحت تجفف يدها وهي تضحك كأنها كشفت سره، فقالت:
- مفهوم.. مفهوم.
وبيقين اكدت له: إذن.. دع الأمر لي..
***
الفتاة دنيا تقف خلف نافذتها في قصر والدها فيروز المسمى بقصر البروانة نسبة إلى والدتها، المقابل لقصر المُخَلِّصة، في قصر البروانة تعيش دنيا مع والدتها بروانة، و زوج اخيها شريان.. الزوج الأولى (افسانة، وتعني حكاية) والدة بهشم وريحانه وصخر، بين قصر المخلصة وقصر البروانة، هذه الساحة التى تراها الآن، وتراقب خطوات خالتها وبجوارها الفتى رستم، فاستبشرت الفتاة خيرا..
***
دنيا فتاة تقترب من العشرين من عمرها، فارعة، نحيلة الخصر، شديدة البياض كوالدتها، رزينة كوالدها فيروز، خافت أن تجد نفسها زوجةً من أحد سكان القرى كأخواتها.. فرناز، وشهناز ووارجوان وزينب.. فرناز وشهناز في خولان، وارجوان في همدان وزينب في ارحب، حياتهن بالغة في التخلف والبؤس، وبالفعل، كان الوالي شريان يرغب في تزويج اخته دنيا إلى أحد أبناء(داذويه)، فهو حفيد الاوائل القادمين من فارس، وهو رفيق والده في قتل الأسود العنسي، ما أن سمعت دنيا بذلك حتى اسرعت إلى خالتها (زوجة والدها) المخلصة أزار، فخالتها جسرها إلى أخيها في المسائل الهامة، ووالدتها جسرها إليه في المسائل المتوسطة، وزرجات الاخ جسورها في المسائل البسيطة، ففي مسائلتها الهامة اسرّتْ إلى خالتها نفور نفسها من بن داذوية، ففي قسماته وحشة، وفي عينيه غربة، ربما تعود لوالدته اليمنية، وميلها إلى الفتى رستم، ذلك ما قالته لخالتها وهو ليس كل ماوفي نفسها، عبدالله بن داذاويه كبير في السن، يعيش في تلك النواحي النائية من ارحب، صحيح إنه أصبح من اصحاب الأملاك، لكن ذلك لا يعني للفتاة دنيا بشيئ، فهي ميالة للحياة في المدينة، لقد هالها ما صرن إليه فتيات الديلم اللاتي تزوجن إلى تلك القرى، تقشفت وجوههن، وتشققت اقدامهن واياديهن من العمل طوال النهار تحت اشعة الشمس، رأت ذلك في (دُريا، وتعني البحر) ابنة عم رستم، التي كان اشراقة وجهها تضاهي الشمس، ذلك ما دفعها إلى خالتها، أما رستم فهو فتىً يعيش في صنعاء، وهي قد خَمّنَتْ إنه لا يرغب في أن يترك صنعاء، ظهر ذلك جليا لها حين أراد اخوها أن يوليه منصبا في تلك الاماكن البعيدة، لكنه توسل للوالي أن يبقيه في صنعاء، وإن كانت املاكه قليلة مقارنة بأولاد أعمامه الذين يعيشون في اقصى نواحي أرحب..... يبتع الحلقة الثالثة➡⬅..
الصعود إلى السطح"1_8"
قصة.. ناجي ناجي
في ذكري ليلة النصر على الأسود العنسي.. صعدت آزار الى سطح قصرها المسمى بقصر المُخَلِصَة، واشعلت النار قبل افول الشمس، وحين انسدلت ستائر الليل، توهجت السماء وانعكست على واجهه جبل نقم، الذي بدا كصفحة ذهبية، لم يكن ذلك في صنعاء وحدها، النار تشتعل في سطوح منازل سادة القبائل ووجهائها، وفي رؤس الجبال، تلك عادة حافظ عليها الناس من اكثر من خمسة وعشرين سنة، وقفت المخلصة آزار الزوج الثانية فيروز الديلمي، وقفت تنظر الى النار المشتعلة في سطح قصر البروانة.. نسبة إلى ضرتها بروانة ( وتعني بالفارسية فراشة).. زوج الأولى فيروز ، وأم شريان بن فيروز وإلى صنعاء وماجاورها، وطافت بنظرها على سطوح منازل صنعاء العالية، وامتلات بالسعادة والرضى.......
لقراءة الحلقة الأولى على الرابط التالي:
http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/18.html?m=0
روووووعة
ردحذفسلمت يداك يا استاذنا الجميل