بسام الجبري*
___________
مؤلم جدا حينما تصلنا رسالة من أحد الزملاء أن الأستاذة عائدة العبسي تعرض احدى الكلي للبيع من أجل إطعام أطفالها بتعز.... مؤلم أكثر عندما سمعت وشاهدت الصوره بعيني وقد عرفت عائدة شخصيا وعملت معي بالأيام الأولى لكسر الحصار عن تعز وكان له دور كبير في تهريب الأدوية إلى المستشفيات.
أتذكر اول عملية تهريب عندما عجز منظمة أطباء بلا حدود إدخال شحنة أدوية وتواصلت معنا المنظمة لإدخال الأدوية حينما عملت انه لدينا طرقنا الخاصة .
كانت عائدة عضو في فريقي ومع أحد الناشطين ينفذون العمليات دون خوف عملت معي رغم أني صغير بمثل سن احد أبنائها ولم ترى نفس كبيرة كونها لا تشاهد الا قضية واحدة وهو الوطن كانت نشطة مثل شاب في بداية عمره .
نأخذ الأدوية من مكتب أطباء بلا حدود بالحوبان ونفتح الغلافات حق أبواب السيارة ونضع الأودية فيها ومع كل حملة في اليوم الوحد نغير السيارة والملابس لنقل أكبر كمية باليوم .
وعندما كشفت تلك العملية تحولنا إلى طريق قناص القصر والأمن المركزي وكلابة تقوم هي وزميلها الذي هو أيضا بنفس عمري بالخروج من المدنية الى الحوبان محملين بشطنة سفر وشنطة أخرى على الظهر .
ومع العودة تتغيرت لون الشنطة وملابسهم والادوية داخل الشنطة اذا فتحت أثناء التفتيش يجد ملابس نسائية وعندما كشفت العملية و قطع كل هذا الوسائل.
كان طريقنا جبل صبر بعد تحرير العروس والقرى الأخرى كان طريقنا غير طريق طالوق المعروف .
وعندما حجزت منظمة الصليب الأحمر الدولية عن ادخال الاؤكسحين لتعز تسلمنا ذلك وقمنا بتهريب الاؤكسحين حاملين على الظهر هم شباب من أبناء قرى صبر " تعز "والعالم أجمع شاهد عبر القنوات التلفزيونية ذلك وما يزال لدى نسخة من وثائق المنظمات الدولية التي عجزت عن إدخال الأوكسجين والادوية لتعز .
برغم انه كثير من الوثائق تم مصادرتها عندما اختطفتني جماعة مسلحة في مدنية عدن من قبل جماعات مجهولة الهوية في شهر 12 .
أتذكر أن بعض الحملات أدوية ومستلزمات طبية خاصة بمركز الكلية الصناعية للتاكد تواصل مع الدكتور فهمي الحناني رئيس قسم الكلي بهيئة مستشفى الثورة للأخت عائدة دور كبير ليس معنا فقط مع فريق لجنة طؤارى تعز.
كانت الأولى في المشاركة مع فريق قافلة التحدي وكسر الحصار كانت حاضره بروحها وجسدها ايضا مع الكثير من المبادرات الإنسانية .
حتى أنها كانت لها دور في نقل الأسلحة الخفيفة والذخيرة للمقاتلين من الجيش الوطني في الجبهات وإذا اردتم التأكد هناك العميد عدنان الحمادي والعميد يوسف الشراجي والعميد عبدالرحمن الشمساني يعرفون من هي عائدة العبسي ، حتى بعض من أبنائها يقاتل في احدى الجبهة مع الجيش الوطني والمقاومة هي الجندية التي تهرع من أجل تعز .
مؤلم جدا حين أرى أنها الحرب أخذتها إلى عالم المجهول وأصبحت تعرض كليتها للبيع مقابل إطعام أبنائها وأبناء منهم بقربها من جيرانها التي لم تستطع تعطيهم شئ سواء أن تبيع الكلية لسد الجوع الذي أصابها وأصاب أبناء تعز واليمن .
فقد توقفت الرواتب وتأخرت وأصبح حال الناس بين ضعيف هزيل يأكل الحوع جسده ومحتاج ومديون للكثير.
ماذا يصنع براتب شهر اذا لم يكافئ أبنائها أو الديون التي عليها أو الإيجار أو المستشفى للعلاج ولم يصل هذا الراتب .
هذا حالها وحال جميع أبناء تعز خاصة المحاصرين المعذبين المنهكين المدمرين من الحرب الذين يتعرضون للقصف و الاغتيالات من الخارج " الحوثين " ومن الداخل الخلايا النائمة .
هذا حال أبناء تعز واليمن الذي يموتون مرتين باليوم بسلاح الحرب والقتل والقصف والجوع وانتظار الأمل المفقود .
هذا حال أبناء تعز واليمن عند يقف أمامهم حاجز منيع بينهم وبين حكومتهم وشريعتهم.
إلى الرئاسة والحكومة نرجو منكم وقف صادقة والنظر وسرعة التجاوب مع كل هؤلاء أمثال عائدة .
فالشعب كله مثلها صابر مثابر محتمل كل شئ لكنه لن يتحمل الجوع أكثر .
* سفير النوايا الحسنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق