صنعاء: خاص - رأفت الجُميّل
__________________&
حذر الشاعر حسين محمد حسين الحمري (أبو هند) من استمرار عمليات السطو على القصائد والتراث والموروث اليمني من قبل بعض الفنانيين الذين يقوموا بغناءها ونسبها إلى تراثهم، وهو ما بات يشكل خطرا حقيقيا على أغاني التراث اليمني.
وعبر الشاعر والأديب اليمني الكبير (أبو هند) عن استغرابه غياب دور الجهات المختصة كوزارة الثقافة اليمنية في الدفاع عن هذا الفن والأدب الذي يعد مرجعاً ومنهلاً لا غنى عنه، لأن أمة بلا تراث هي أمة بلا هوية، والهوية الوطنية اليمنية هي نتاج تراث وتاريخ وحضارة، وتعتبر موروث ثقافي على درجة عالية من التميز والتفرد، وأصبح لزاماً علينا الحفاظ عليه وعلى هويته الثقافية من السطو والسرقة.
وشدد الحمري على أنه يجب على بلادنا أن لا تتنازل بتاتًا عن تراثها الفني والأدبي، ولا تسمح بمحاولات تشويهه أو السطو عليه، وذلك عبر تصنيف كثير من القصائد المغناه خليجيا كتراث خليجي، في حين أنها قصائد يمنية خالصة وهي تراث وموروث وحضارة بلد، مؤكدا في الوقت عينه على ضرورة تحرك وزارة الثقافة دوليا وتقديم ملف كامل يحتوي على كافة القصائد التي تم السطو عليها، والضغط على كافة الجهات لتصنيفها كتراث يمني وليس باسم دولة أخرى، لقطع الطريق أمام الجهات التي تحاول السطو على التراث والموروث الثقافي اليمني في المحافل الدولية، مشيرًا إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة عدم الاستفادة من الموروث اليمني بمنطقة الجزيرة العربية، ولكن يجب إعطاء كل صاحب ذي حق حقه، والإعلان عن تلك الأغاني بأنها من التراث اليمني.
واستعرض الحمري عددا من القصائد اليمنية التي تم السطو عليها ونسبها إلى تراث خليجي، وهي تراث يمني، كقصيدة (يحيى عمر قال قف يا زين .. أسألك بمن كحل أعيانك) التي كتبها يحيى عمر اليافعي الذي توفي قبل 363 عام، وهذا شاعر من الشعراء اليمنيين المبدعين وتغنى الطير والحجر والشجر والإنسان بكلمته، وقام الفنان محمد عبده بالسطو عليها وتحريفها وغناها هكذا:
(يا مركب الهند أبو دقلين .. يا ريتني أكون ربانك
بكتب على جبهتك شطرين .. اسمي وحبيبي وعنوانك).
وقصيدة (يا نسيم الصباح سلم على باهي الخد.. نبهه من منامه) التي سطى عليها محمد عبده أيضا، وهي من كلمات حمينية يمنية وغناها فنانين يمنيين كبار كمحمد حمود الحارثي والسنيدار وغيرهم كثيرين، وكذا قصيدة (كذب من يقولون المحبة لها مقياس) والتي غناها المطرب الكويتي عبدالله الرويشد واشتهر فيها وأصبح فنان مشهور على مستوى الخليج، وهي التي كتب كلماتها الشاعر الكبير وأديب الوطن العربي حسين المحضار رحمه الله، وكثير من القصائد التي نهبت وسرقت وأصبحنا في مرمى بعض دويلات مجاورة لنا قامت بنهب وسرقة كل موروثنا.
(يا مركب الهند أبو دقلين .. يا ريتني أكون ربانك
بكتب على جبهتك شطرين .. اسمي وحبيبي وعنوانك).
وقصيدة (يا نسيم الصباح سلم على باهي الخد.. نبهه من منامه) التي سطى عليها محمد عبده أيضا، وهي من كلمات حمينية يمنية وغناها فنانين يمنيين كبار كمحمد حمود الحارثي والسنيدار وغيرهم كثيرين، وكذا قصيدة (كذب من يقولون المحبة لها مقياس) والتي غناها المطرب الكويتي عبدالله الرويشد واشتهر فيها وأصبح فنان مشهور على مستوى الخليج، وهي التي كتب كلماتها الشاعر الكبير وأديب الوطن العربي حسين المحضار رحمه الله، وكثير من القصائد التي نهبت وسرقت وأصبحنا في مرمى بعض دويلات مجاورة لنا قامت بنهب وسرقة كل موروثنا.
وأكد: لم يكتفي الخليجيين بالسطو على القصائد القديمة فقط، بل وصل بهم الأمر إلى السطو على قصائد تعتبر حديثة لم يتجاوز تاريخها عقدين من الزمن، وبالرغم من كوني شاعر بسيط ولست بحجم الشعراء الكبار في اليمن- لم أسلم من سطو الخليجيين، فقد سطوا علي قصيدتين لي وتم تلحينها وغناءها كشيلات:
(طلعت الجبل لما نهيته .. وفي ربع ساعة نزلوني
حبيبي معذب في حياته .. وأنا في حياتي عذبوني)
وهذه القصيدة كتبتها قبل 22 سنة تقريبا، وتفاجأت بالسطو عليها من قبل سعوديين وإماراتيين، والقصيدة الأخرى:
حبيبي معذب في حياته .. وأنا في حياتي عذبوني)
وهذه القصيدة كتبتها قبل 22 سنة تقريبا، وتفاجأت بالسطو عليها من قبل سعوديين وإماراتيين، والقصيدة الأخرى:
(المشكلة في الموز لا ماحد أكله.. أما العنب مضمون بايرجع زبيب)
وهذه تمت سرقتها وأصبحت شيلة، ككثير من موروثاتنا وثقافتنا، مستنكرا في الوقت عينه سطو الفنان اللبناني راغب علامة قصيدة (سر حبي فيك غامض)التي نسبها راغب للتراث الخليجي، وقام بغناءها بداخل اليمن ووسط الجمهور اليمني.
وأرجع تردي إقبال الناس عن سماع القصيدة الشعبية والشعر بشكل عام، إلى العولمة التي أسهمت بفاعلية كبيرة في تغيير كثير من العادات والتقاليد لدى الشباب والجيل الصاعد، وقامت بإبعادهم من موروثهم وتراثهم والشعر الشعبي وكثير من الثقافات العربية، ليتأثروا بالثقافات الغربية وثقافة التواصل الاجتماعي الدخيلة على المجتمع العربي والإسلامي بشكل عام، وهو ما أثر على تراجع إقبال الناس على الموروث الشعبي والتراث بشكل عام، منوها إلى حاجة اليمنيين لأن تكون أغاني التراث اليمني هي السائدة ليتسلح هذا الجيل بتراثه ويكون لديه مخزون لأغاني التراث في جميع المراحل.
وتساءل: متى سيتوقف سطو الخليجيين على التراث اليمني؟.. وهل نطلب المستحيل إذا تمنينا منهم أن يحترموا الجمهور ويعلنوها صراحة بأنهم أخذوا هذا اللحن أو ذاك أو تلك الكلمات من قصيدة يمنية مشهورة أبدعها أحد الرواد المنسيين؟.
وتابع قائلا: ظلت وزارة الثقافة طوال الفترات السابقة مجرد مبنى فقط، مبنى ليس له أي عمل، وموظفين بدون نتيجة، ووزير لم يؤدي عمله في المحافظة على موروث البلاد.. والآن لابد من التصحيح .. ولابد من تفعيل دور وزارة الثقافة ومكاتبها في جميع محافظات الجمهورية، ويجب أن يجلس على هرم وزارة الثقافة بالذات رجل يدرك معنى الثقافة، ليس مجرد وزير فقط يمسك الكرسي والمركز ويضيع موروث البلاد ويضيع تراث البلاد يروح وينهبونا الغير ونحن نتفرج، فطوال العقود السابقة لم أسمع عن دعوى أو قضية على أي أحد من لصوص الكلمة اليمنية، مشيرا إلى أن هناك دور كبير يجب أن تلعبه الحكومة ممثلة بوزارة الثقافة من أجل الحد من سرقة التراث اليمني، وهو توفير الإمكانيات اللازمة من أجل الحفاظ على هذا التراث.
يذكر بأن الشاعر حسين محمد حسين الحمري (أبو هند)، يعتبر من أشهر الشعراء اليمنيين على الإطلاق، حيث قدم خلال مسيرته التي تزيد على ثلاثة عقود مئات القصائد، وقام الفنان علي صالح اليافعي بتلحين بعضها وغنائها وإنتاج زهاء 150 شريط (كاسيت).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق