القاضي العلامة / يحيى الماوري
______________________&
هل نحن أمة قابلة للاستحمار السياسي؟.. «الاستحمار» مصطلح أطلقه الدكتور علي شريعتي في كتابه «النباهة والاستحمار»، وعرفه بأنه: «تزييف ذهن الإنسان ونباهته وشعوره وحرف مساره عن النباهة الإنسانية والنباهة الاجتماعية فردا كان أو جماعة».
والاستحمار كما يراه الدكتور شريعتي .. من الصناعات السياسية والإعلامية الأشد فتكاً فكرياً، ولكن هذه الصناعة لا تنجح إلا في بيئة مهيأة وظروف مؤاتية مع وجود قابلية للاستحمار.
وأمام ما يجري اليوم في الوطن العربي من تدمير همجي لكل مقدرات الامة وتصاعد حدة هذه الاحداث فيما يشبه اعصارا حقيقيا يجرف الجميع حتى أنه لم يستثن أولئك الذين سخروا أموال شعوبهم وعائدات بترولهم في تدمير أهم مراكز قوة الامة وحصونها المنيعة ومعالمها الحضارية والتاريخية وقوتها البشري المنتجة.
هذا الاعصار يكشف اليوم عن انه لن يتوقف عند حدود جغرافية او زمنية بعد أن ظهرت مؤشرات قوية على استدراج دول اسلامية هامة للايقاع بها في دوامة هذا الاعصار الأهوج.
كان يفترض ان توقظ كل هذه الاحداث الجسيمة لدى الأمة الشعور بخطورة الوضع ونتائجه الكارثية في حاضرها ومستقبلها، لكننا بكل اسف لا نكاد نلمس اي بوادر لصحوة أو محاولة لاستعادة الامة وعيها وأنها ما تزال في حالة غفلة أو غيبوبة شديدة تحول دون ادراكها لحقيقة المخاطر التي تهدد مصيرها ووجودها..
وهذا ما يجعلنا نقف أمام تعريف الدكتور علي شريعتي للاستحمار باهتمام كبير وبتامل عميق ونتساءل بجدية:
هل نحن امة لديها هذه الخاصية .. قابلية اﻻستحمار؟!.
هل نحن امة لديها هذه الخاصية .. قابلية اﻻستحمار؟!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق