حامد السقاف
________&
الإهداء: إلى لميس الشفافة، التي حاصرتني بالحنين.. تلك المسكونة بالحب، المستوطنة بالشغف، وصاحبة الوجود البلوري.
في البدء كان الرسم، وكانت الصورة طريق الرجل البدائي في الكهف. عيناه كانتا تلتقطان ما يحيط به من كائنات، تعجز قدراته في تفسير سببية الوجود، وارتبطت مفاهيمه الأولى بمحاكاة الطبيعة وعناصرها، ثم برزت الأصوات والصرخات، لتتشكل في الأخير اللغة والمعاني.
في البدء كان الكلمة.. ولكن صديقي المصور- الفنان عبدالرحمن الغابري، يرى غير ذلك، من خلال ذلك التراكم الفني، الذي جعل من آلته التصويرية، تؤطر الزمان والمكان، وتؤكد أسبقية الألوان والأضواء.
ولن يعجزني اللجوء لتلك القامات الفنية، التي أنطقت أناملها لغة الألوان، ومزجت الريشة بالطين والصلصال، لتقترب من مادة الخلق الأول، والتكوين الأزلي!
من هنا مرّ الأصدقاء يحملون لوحاتهم، ليجمّلوا جداريات الكون، ويجعلوا من الرسم، لغة البشرية الأول: الفتيح- المجاهد- السروري- أمين ناشر..
خاطرة عابرة تواردت لذهني، وأنا أتابع قراءة رواية (جبل الروح) الحائزة جائزة نوبل، للصيني(جاو زينج جيان)، والمهداة لي من صديقي الرائع أحمد شرف سعيد الحكيمي، ذلك الكائن الجميل والمثقف، الذي طالما زودني بكل ما يستحق القراءة والمتابعة، كما فعل من قبله الشاعر عبدالكريم سلام، والمثقف الكبير عدنان عبدالعزيز السقاف، وعوضوني فقر مكتبات تعز، خاصة بعد إغلاق مؤسسة السعيد ومكتباتها.
رغم الحرب والحصار، ثمة ما يثير النقاش، ويستحق العيش من أجله، دون التمادي في فقدان مبررات الحياة.
تعز - حزيران ٢٠١٧
تعز - حزيران ٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق