متابعات_ طهران
____________&
لوّحت إيران لجارتها المملكة العربية السعودية بخطاب تصالحي، وصفه مراقبون بالشكلي واعتبروه مرتبطا بالتوجّه الذي بدأت تتضح معالمه نحو إنشاء تحالف إقليمي ودولي مضاد لها تشكّل كلّ الرياض وواشنطن نواته الصّلبة.
وتخشى طهران الغرق مجدّدا في مرحلة من العزلة الدولية بعد أن كان الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى قد منحها متنفّسا اقتصاديا ودبلوماسيا، أسعفها في ذروة أزمتها متعددة الجوانب.
ويذكي المخاوفَ الإيرانية وجودُ إدارة على رأس الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب ما تنفكّ تعلن أن مواجهة الخطر الإيراني من أولوياتها. وقد شرعت فعلا في التواصل مع حلفائها، لا سيما الخليجيين، لتجميع حلف واسع مضاد لإيران.
وعبّرت طهران عن استعدادها لإجراء محادثات مع السعودية لتعزيز السلام في المنطقة. وكتب سفير إيران لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو في رسالة لأمين عام المنظّمة أنطونيو غوتيريس “ليست لدينا رغبة أو مصلحة في تصعيد التوتر في منطقتنا.. مازلنا مستعدين للحوار والتسوية لتعزيز الاستقرار في المنطقة ومحاربة عنف المتطرفين ونبذ الكراهية الطائفية”.
وكان السفير يرد على تصريحات قوية لولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان أكّد فيها انعدام أي أرضية للحوار مع إيران، الأمر الذي رأى فيه مراقبون مؤشّرات عن أنّ السعودية حزمت أمرها على الانخراط مع الولايات المتحدة في جهود عملية لمحاصرة إيران وتحجيم دورها في الإقليم.
وإمعانا في الخطاب الإيراني “المسالم”، اعتبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف أنّ الهجوم على السفارة السعودية في طهران، مطلع العام الماضي، كان “حماقة تاريخية وخيانة من جانب المهاجمين”.
وأضاف ظريف الذي كان يتحدث في كلية “العلاقات الدولية” في طهران “كنا على وشك إبرام الاتفاق النووي، وحدث أمران مهمان؛ الأول الهجوم على السفارة السعودية والثاني أسر عشرة جنود أميركيين في الخليج. وكانت إدارتنا للحادثة الأولى سيئة والثانية جيدة”.
ويشير الوزير الإيراني إلى الأحداث التي اعقبت إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر بعد إدانته بالإرهاب، ومن ضمنها استهداف متظاهرين للبعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، الأمر الذي زاد من توتير الأجواء بين البلدين وأدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض.
العرب اللندنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق