قصة... ناجي ناجي
_____________&
أمام المباني فُسحة، وفتيان باعمار متفاوتة، يلعبون كرة القدم يرتدون السراويل القصيرة، وفتيات يلعبن في الممرات، والشعر مقصوص آلى الرقبة، يرتدين ملابس تشبه ملابس فتيات المجلات، ترجل الخال وهي خلفه تحمل صرتها، وقف ناصر في حوض السيارة، مد لها حقيبتها، تناولتها بيد وفي الأخرى صرتها ولم تلحظ نظرات ناصر ولا ما كان يتمتم به، ربما كان يتمتم بعبارات الترحاب وسلامة الوصول، وقفت خلف خالها مبللة بالعرق، توقف الفتيان والفتيات عن لعبهم، متفاجئين بحضورهما، أو بحضورها، أحست بالخجل ، سال من كل خلاياها سيلا من العرق، وأحست بأن سمرة وجهها صارت أكثر عتمة، كانت لحظة، مرت عليها دهرا، أقبلت فتاة أصغر منها، فقال لها الخال طاهر:
- سلمى على نبيهة بنت عمتك.
سلمت عليها وهي مذهولة ليس بالمفاجئة الغير متوقعة حضورها فحسب، بل لانها المرة الأولى التي تسمع أن لها عمة، ومع ذلك أخذت عنها حقيبتها وصرتها وخطت بها باتجاه مدخل العمارة، صعدت فاطمة الدرج وهي تكاد أن تغرق خجلا وتعبا من الطريق بالإضافة إلى الجو الساخن كأنها قرب موفا، طرقت الفتاة باب الشقة، انفتح الباب وظهر خلفه امرأة تقترب من الأربعين، معتدلة القامة، كانت تريد أن تسأل ابنتها عن الفتاة، لكن زوجها الذي وقف خلف الفتاتان لم يترك لزوجته فرصة الاستفسار، فقال: هذه نبيهة بنت أختي، ستعيش معنا.
إلتفتَ إلى نبيهة، معرفاً: هذه خالتك عائدة وهذه أختك وإبنة خالك نوال.
إحتضنتها عائدة وقادتها إلى الغرفة، خففت عنها بعض ملابسها وأخذت بدلة من البدلتين المشتراة وأخذتها إلى الحمام، أقفلت الباب ونضحت بقية ملابسها وفتحت الحنفية فانساب الماء على جسمها حتى برد، فانتعشت، إرتدت ثوبها الجديدة وخرجت، كان طاهر قد تكلم مع زوجته وابنته حول الظروف التي مرت بها نبيهة في الأسبوع الماضي، فامتزجت الشفقة بالترحاب، إستقبلتها عائدة وأحتضنتها مرة أخرى وطبعت على خدها قبلة وهي تحبس دمعة تكاد أن تفر من عينيها، نجحت في اخفاءها، فبدت بوجه بشوش وإبتسامة مطبوعة على شفتيها مكررة ترحيبها محفوفة بحنان وعطف الأمومة...
احتلقت الأسرة حول مائدة العشاء، تناولت الفتاة عشائها وهي تكابد سحابة النوم، أحست بها خالتها فأخذتها إلى فراش أعدته لها، تمددت الفتاة وراحت في نوم عميق.
أفاقت في الصباح الباكر مبللة بالعرق، وقفت في النافذة المشرعة لهواء البحر وأصوات الموج التلاحقة الأنغام، تشجيها على إيقاع أصوات غربان البحر، التي راحت تخف مع ارتفاع قرص الشمس، أفاقت الخالة، جهزت أقراص الخبز وترموس الشاي وذهبت إلي عملها في إحدى المؤسسات، فيما آفاق الخال وتناول فطاره وذهب إلى قيادة الجبهة القومية ليعود إلى الشمال لإكمال مهمته هناك، تأخرت نوال في صحيانها، وحين أفاقت أخذت إفطارها معها، سألتها عن دراستها، أجابت بأنها منقولة إلى الصف الثالث إعدادي، وسألتها عن عمرها قالت بأن عمرها سبعة عشر سنة، استغربت نوال لأن سنها يستوجب أن تكون في الثانوية العامة، قالت نبيهة: قبل ثورة 26، لم يكن يسمح للفتيات الذهاب إلى المدرسة.
سألتها نبيهة: وانتِ
قالت: عمري أربعة عشرة، وفي الصف الثاني إعدادي
خرجن إلى الشارع لتعريف نبيهه بالحي وأسواقه، ثم أخذتها إلى شاطئ البحر لتتعرف عليه عن قرب، في الطريق، قابلتا فتيات وفتيان، عرفتهم بابنة عمتها، وفي الشارع ايضاً، قابلتا مثنى وفاروق فرحت لرؤيتهما كآنهما معرفة قديمة، معرفة في نهار كامل هو نهار الأمس، لكنه يمثل فارقا في مدينة لا تعرف فيها أحد، قال مثنى إنه يتجهز للعودة إلى الشمال مع الرفيق طاهر، فيما قال فاروق إنه سيذهب في زيارة قريته في ابين، بعدها سيستقر في عدن في مهمة حزبية، أحست نبيهه بنظرات مثنى وفارق البريئة عليها وعلى بنت خالها، لكنها نظرات مست جوانب من عواطفها المهملة.
سلمت عليها وهي مذهولة ليس بالمفاجئة الغير متوقعة حضورها فحسب، بل لانها المرة الأولى التي تسمع أن لها عمة، ومع ذلك أخذت عنها حقيبتها وصرتها وخطت بها باتجاه مدخل العمارة، صعدت فاطمة الدرج وهي تكاد أن تغرق خجلا وتعبا من الطريق بالإضافة إلى الجو الساخن كأنها قرب موفا، طرقت الفتاة باب الشقة، انفتح الباب وظهر خلفه امرأة تقترب من الأربعين، معتدلة القامة، كانت تريد أن تسأل ابنتها عن الفتاة، لكن زوجها الذي وقف خلف الفتاتان لم يترك لزوجته فرصة الاستفسار، فقال: هذه نبيهة بنت أختي، ستعيش معنا.
إلتفتَ إلى نبيهة، معرفاً: هذه خالتك عائدة وهذه أختك وإبنة خالك نوال.
إحتضنتها عائدة وقادتها إلى الغرفة، خففت عنها بعض ملابسها وأخذت بدلة من البدلتين المشتراة وأخذتها إلى الحمام، أقفلت الباب ونضحت بقية ملابسها وفتحت الحنفية فانساب الماء على جسمها حتى برد، فانتعشت، إرتدت ثوبها الجديدة وخرجت، كان طاهر قد تكلم مع زوجته وابنته حول الظروف التي مرت بها نبيهة في الأسبوع الماضي، فامتزجت الشفقة بالترحاب، إستقبلتها عائدة وأحتضنتها مرة أخرى وطبعت على خدها قبلة وهي تحبس دمعة تكاد أن تفر من عينيها، نجحت في اخفاءها، فبدت بوجه بشوش وإبتسامة مطبوعة على شفتيها مكررة ترحيبها محفوفة بحنان وعطف الأمومة...
احتلقت الأسرة حول مائدة العشاء، تناولت الفتاة عشائها وهي تكابد سحابة النوم، أحست بها خالتها فأخذتها إلى فراش أعدته لها، تمددت الفتاة وراحت في نوم عميق.
أفاقت في الصباح الباكر مبللة بالعرق، وقفت في النافذة المشرعة لهواء البحر وأصوات الموج التلاحقة الأنغام، تشجيها على إيقاع أصوات غربان البحر، التي راحت تخف مع ارتفاع قرص الشمس، أفاقت الخالة، جهزت أقراص الخبز وترموس الشاي وذهبت إلي عملها في إحدى المؤسسات، فيما آفاق الخال وتناول فطاره وذهب إلى قيادة الجبهة القومية ليعود إلى الشمال لإكمال مهمته هناك، تأخرت نوال في صحيانها، وحين أفاقت أخذت إفطارها معها، سألتها عن دراستها، أجابت بأنها منقولة إلى الصف الثالث إعدادي، وسألتها عن عمرها قالت بأن عمرها سبعة عشر سنة، استغربت نوال لأن سنها يستوجب أن تكون في الثانوية العامة، قالت نبيهة: قبل ثورة 26، لم يكن يسمح للفتيات الذهاب إلى المدرسة.
سألتها نبيهة: وانتِ
قالت: عمري أربعة عشرة، وفي الصف الثاني إعدادي
خرجن إلى الشارع لتعريف نبيهه بالحي وأسواقه، ثم أخذتها إلى شاطئ البحر لتتعرف عليه عن قرب، في الطريق، قابلتا فتيات وفتيان، عرفتهم بابنة عمتها، وفي الشارع ايضاً، قابلتا مثنى وفاروق فرحت لرؤيتهما كآنهما معرفة قديمة، معرفة في نهار كامل هو نهار الأمس، لكنه يمثل فارقا في مدينة لا تعرف فيها أحد، قال مثنى إنه يتجهز للعودة إلى الشمال مع الرفيق طاهر، فيما قال فاروق إنه سيذهب في زيارة قريته في ابين، بعدها سيستقر في عدن في مهمة حزبية، أحست نبيهه بنظرات مثنى وفارق البريئة عليها وعلى بنت خالها، لكنها نظرات مست جوانب من عواطفها المهملة.
. ***
في طريق العودة، قابلتا ناصر، وفرحت به أكثر، ربما لأنه أقربهم إلى سنها بفارق بضع سنوات، كان فتى أسمر طويل القامة، قوي البنية، على وجهه طابع الصرامة سرعان ما تختفي، فيظهر الطابع البشوش والبساطة.
تكررت رؤيتها لهم مصادفة في الشارع، ومرة أخرى جاء ثلاثتهم لزيارة الخال قبل عودته إلى الشمال.
. ***
اندمجت نبيههة في أقل من الأسبوع، وأحست بأنها في بيتها وبين أهلها، ذلك يعود للخالة عائدة الحنونة، صاحبة الوجه الناعم، راحت نوال /بفضل والدتها/ تتعامل معها كأختها الكبيرة أما الخال، فيكفي أنه أوصلها ووضعها تحت رعاية عائدة، وكان طول الوقت
في انشغال دائم، وفي نهاية الأسبوع وقف بينهن يودعهن على أمل العودة في أقرب فرصة، توقفت السيارة اللند روفر وصعد مثنى ليرافق نزول طاهر، وقف عند الباب وهي واقفة في وسط الدارة فارسل لها نظرات فيها وداع وفيها أمل بالعودة، خرج طاهر، وهبط الدرج، وهوخلفه، وخلفهما سارت عائدة والفتاتان إلى باب العمارة.......
. ***
اندمجت نبيههة في أقل من الأسبوع، وأحست بأنها في بيتها وبين أهلها، ذلك يعود للخالة عائدة الحنونة، صاحبة الوجه الناعم، راحت نوال /بفضل والدتها/ تتعامل معها كأختها الكبيرة أما الخال، فيكفي أنه أوصلها ووضعها تحت رعاية عائدة، وكان طول الوقت
في انشغال دائم، وفي نهاية الأسبوع وقف بينهن يودعهن على أمل العودة في أقرب فرصة، توقفت السيارة اللند روفر وصعد مثنى ليرافق نزول طاهر، وقف عند الباب وهي واقفة في وسط الدارة فارسل لها نظرات فيها وداع وفيها أمل بالعودة، خرج طاهر، وهبط الدرج، وهوخلفه، وخلفهما سارت عائدة والفتاتان إلى باب العمارة.......
يتبع الحلقة الخامسة....
سلمت يداك يا استاذنا
ردحذف