فاضل الشدادي
_________&
حين ينام الضجيج وتمسي الكائنات وسادة للعتمة ينفرط عقد الهواجس متناثرا في عرصات الخيال.
كانت جدتي تأخذنا في رحلة مع الفنتازيا الممتعة كل ليلة قبل النوم فتحكي لنا حكاية تنساب إلى مسامعنا كسمفونية تعزفها الآلهة.
بعد الانتهاء من الحكاية كان الصراع والاشتباك يحتدم بين أحفاد جدتي حتى يثار النقع ليفوز الأقوى بالنوم في حضنها الدافي بما يكفي ليجعل الفراش وثيرا والأحلام أكثر وردية .
أزمعت ذات ليلة عدم الزج بي في معركة محسومة سلفا وقررت الاستماع والاستمتاع بحكاية كانت جدتي ترويها وعيناها تنسكبان.
كان يا ما كان شاب مهيب كإله عتيق وشامخا كصواري السفن كان يسلك طريقا وعرة تنتهي بفتور إلى أن تتلاشى معالمها وسط المنازل البالية حيث سيمكث يتوسل الحظ أن يسعفه برشفة تنسيه وعثاء السفر .
و كنت إذا ما جئت جئت بعلة...
فأفنيت علاتي فكيف أقول.
يبحث عنها بلا كلل ولا ملل كطفل قروي تاهت لعبته الجميلة تحت سياج مدجج بشوك أعقف يغامر بادخال يده بحذر وتأنى ليستعيد لعبته الساحرة التي كانت تتحف أوقاته، تجاوز إليها أحراسا ومعشرا حريصين على الفتك به إن ذيع سره وانكشف مبتغاه، وصل إليها ولم يهصر بفودي رأسها لتتمايل عليه هضيم الكشح ريا المخلخل - كما فعل امرؤ القيس حين ظفر - بل فعلت به ما لم يفعله الشوك والأحراس.
نامت جدتي نومها السرمدي دون أن تكمل الحكاية وتركت الاسئلة حيرى في خاطري تبحث عن اجابة، يا لتعاستي!!!
أثق مطلقا بأني سأجدها حين تصحو يوما ما وستكمل لي الحكاية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق