ضياف البراق
_______&
من سابق كنتُ أكتبُ كيلا أموت، أمَّا الآن، أموتُ كي أكتبُني نُدبَةً خرافية على شاهد قبري المُبتسِم. الخرافة هي الحق، لانها خالدة لا تموت. أتعرف يا صديقي: أن الكتابةَ، هي اللون المَرِح الذي أسكنُ إليه، كلما شعرتُ أن قيمة وجودي في الحياة أرخص من ربطة عنق، على الأكثر.
أحياناً، أتساءلُ دُوني: هل حقاً دقات القلب إذا توقفت، يتوقف معها كيد الزمن، هل حقاً الموت يعني إنقطاع النبض عن حركة الحُلم..أم فُقدان الحلم من الذاكرة، هو الموت الذي نرحل معه إلى دون الحياة.!!
أنا على يقين يا صديقي، أن الحياة ليستْ النجاح والشعور بالسعادة، كما يظن الجميع؛ لكنها تناول فلافل الدخان والجنون ومداعبة نهود الحزن وأهداب الموسيقى والحَرْف في ساعة متأخرة من الليل. لك أن تُجرِّب مذاق هذا الجَرح اللذيذ ، إذا أردتَ التأكد من حقيقة وجودكَ.
كم نحنُ اليوم بالحاجة لأن نكفر بالثوابت والمقاييس، وأن نُحطم أسوار النمطية المُعتادة للطريق. لنا الحق في الخروج عن مألوف القدر، والنجاةَ من فنتازيا الحرية والأبجدية.
الفشل يا صديقي: أن تسهر الليل قبلَ نفسك، أن تذهب مع الفراغ وتعود خالياً منكَ، أن تخون ضميرك حين تحلم برؤية الوجه الجميل للوطن، أن تتذكَّر ماضي طفولتك بين قُبلتين من الكبريت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق