اخر الاخبار

حين تضيق القصيدة تكون الأم هي الوحي..!




وكالة أرصفة للأنباء_ رصد خاص
_________________________&

يأخذ التعبير عن حالات الشعور المختلفة أساليب متنوعة وفقاً للحالة الشعورية وثقافة المتحدث والمعني بالحديث، إلا أن هذا النهج يختلف كلياً مع الأم، إذ يكون التعبير فطري، وكلما كان إنسيابي لا تنميق فيه، يكون أكثر عذوبة.
وهنا نختار روزنامة نصوص عشوائياً موجهة للأم، ومن تجارب شعرية متنوعة..
أحن إلى خبز أمي
محموددرويش
أحنّ إلى خبز أمي وقهوة أمي
و لمسة أمي
و تكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
و أعشق عمري لأني إذا متّ
أخجل من دمع أمي
خذيني إذا عدت يوما وشاحا لهدبك
و غطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
وشدّي وثاقي بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك
عساي أصير إلآها .. إلآها أصير
إذا ما لمست قرارة قلبك
ضعيني إذا ما رجعت وقودا بتنور نارك
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك صغار العصافير
درب الرجوع لعشّ انتظارك ..

"أمي"
واثق السروري
بعض الأسماء تفهم وتفسر بشكل مغلوط إذا لم نعرها تفكيراً ورؤية حكيمة كالعيد مثلاً. العيدُ مجرد إشارة حين يكون متعلقاً بـ"الأم"، وليس مهرجاناً للترويج والدعاية. ما تقرأه لي الأيام أن كل التعظيم والتهويل لا يعد تكريماً لقداسة الأمومة وإنما لبيع أكبر عدد ممكن من الأوهام. أيها النزلاء : الامُ ماءٌ لحياة الوجود وليسَ ملهاً للتسلية.
أن يأتي كل عيد وأنت ما تزال مخلصاً لها في الحب ، باراً لدقات قلبها ، خاشعاً فيها هي الهدية التي تريدها منك لا قطعة حلوى أو وردة بلاستيكية ترخص مع الزمن.
صلاةٌ عليك يومَ ولدتِ ويومَ خلدتِ ويوم ترقصين فيَّ.

أمي
سليم محمد
جنة عدن تجري تحت اقدامكِ،
لا جنة لي سواكِ،
انتِ كل عمري
و انا ايامكِ
الخضراء،
كوناً آخر انتِ!
كنتي ترسمين
خارطة الحب
بنبضات قلبكِ
قبل مجيئي،
وفرشتي دموعكِ
لحافٌ لي في المهد،
اقفُ عاجزٌ
عن الوصف.
كيف لي ان اصفكِ
و انتِ اللغة…؟

مُبللاً بماء صوت أمي
عمار الأصبحي
ها أنذا..
أحلقُ بأجنحةٍ من غيم
ممتشقاً تراتيل المكان..
بحثاً عن عيدٍ مفقود منذ زمن
خلفَ زوايا القهر ِوغيابِ اليقين،
وكأني لم أمت بعد..
هكذا أجدني:
على " قيد " حياةٍ
لا..أعيشها
مازلتُ..
أنفخُ في قصبِ الروح
وأوقدُ جمر الذاكرة
كعادتي..
أفتشُ في مرفأ أوهامِ انتظاراتي الطويلة
عن فرحٍ هنا
أو.. ضحكة هنا ..
ولاشيء_ حتى اللحظة _
غير أمنياتٍ عليلة أهديها إليكم،
وقليلٌ من الأمل ِ
سأحتفظ به _ بالطبع _
لمزيدٍ من الانتظار..

بمناسبة عيد أمي الله يرحمها

منصور أصبحي
أمي..
أعاتب وجنتيك..
ودمعك المملوء..
بالذكرى..
أعاتب..
كالمواسم..
بسمة الحناء..
في كفيك..
يا "نيسان" قلبي..
لن أعاتب وحشتي..
حتى أعاتب..
يا أنا..
عينيك..
أغسل بالسُّهىٰ..
ما دار بين القلب..
والموت المقرّر..
في كتاب القهر..
عفواً..
يا عُيوني.
أمي :
أما آنٓـتْ ؟
أما لانت ؟
أما حانت ؟
أما كانت سنيّ الوعد ؟
إيحاء..
ترتّٓق بالصدى..
يا أنت..
من أحيي..
بالإقصاء..
إحدى أمنياتي..
فيك..
يا أمي..
صمتاً..
شاركيني..
بالتدرّج..
دمعتي.

القصيدة الأم.. الأم القصيدة

مهدي الحيدري

من لم تزل أمه على قيد الحياة فليقرأ النص  كاملا، ومن قد توفت أمه فليقرأ النص كاملا، ومن قرأ النص فليدع لأمه ولأمي مع أمه

الأم : العلاقة الأولى
الأمُّ أولى منّة الـ ـمنانِ في أولى الكوائنْ
ما كنتَ لولاها
وما كانت
ولم يكُ قطُّ كائنْ
إلا الذي استثناه ربك في الظواهر والبواطن
أو عُدْ لكلِّ علائق الــ إنسان في الدنيا وقارن
من حبله السِّرِّى متـ ّصلا بنبض الأم ساخن
حتى استوى طفلا يقو ل : أنا ابن طلاع الجعاشن
هذي العلاقة وحدها للأم ليس لها مراهن
الأم : الرحمة الأولى
والأمُّ أولى رحمة الرحمنِ مملكةُ الممالكْ
حَمَلَتْكَ كرهاً .. أوَّ هَتْ ألماً بحِمْلِكِ في الحَوالِكْ
وأتى المخاضْ بكلّ أهــ ـوالِ البَواتِكْ والفواتِكْ
ورأتْ بيومِ مجيئكَ الـ ــكُرُباتِ تجْثُم كالمَهالِكْ
في زفرةٍ كادتْ تشُقُّ الـــ ــرّوحَ في مُهَجِ الأولئك
وبكتْ وأبكتْ حين صكَّ الطّلقُ أسماعَ العواتِكْ
وبها بحجمِ عذابها فرحٌ بطعمِ الدمعِ ضاحكْ
تستعذبُ الألمَ الأشدَّ لأنّهُ ألمٌ أتى بِكْ
لم تَقْوَ أنْ تجلسَ أو ترفعَ رأساً أو تُشَارِكْْ
لكنّها نَفَثَتْ بصوتٍ واهِنٍ .. ولدي هنالك
ورمَتْ  إليك بنظرةٍ أشْجَتْ برحمتها الملائك
لو أنّها نادت بها ملكاً يَرِقُّ لرقَّ مالكْ
هذا العلاقةُ وحدها للأم ليس لها مشارك
ما بالُ بالكِ لا يُطَأْطِئُ كلّما خطرت ببالك
مَنْ ذا يقومُ مقام هذا الْمَنَّ مِنْ بعدِ اصطفائك
لا فضلَ في الدنيا لغيرِ الأمّ في وصلِ انفصالك
وعليه .. أمُّكَ ثم أمك
ثم أمك بعد ذلك
الأم : التضحية الأولى
ودخلتَ دائرة الرضاعة
لا تَعي شيئاً بفقركْْ
ووجدتَ ثدياً حانياً للتّوِّ
يدْنُو نحو ثغْرِكْ
و يَداً
كأنّ اللهَ جلَّ اللهُ عَبَّدَهَا بِبِرِّك
حِملاً ..
وتطهيراً.....
و هدْهَدةً...
وإسناداً لظهرك
ووجدتَ أشفقَ من على الدنيا عليك
لغير شكركْ
إن نمْتَ نامَتْ
أو شَرِبـْـ ــتَ رَوَتْ... كشِريانٍ بصدرك
وإذا ألمَّ بكَ العُطاسُ مباغتاً
عَطَسَتْ بسِرِّكْ
ويكادُ يفرُغُ قلبُها
إن قيلَ طفُلكِ لمْ يُحَرِّكْ
فتكادُ تقطعُ قطعةً
من عمرها مدداً لعمرك
هذي العلائقُ كلها للأم
حصريّاً بِبِرِّكْ
مُذْ كنتَ أمشاجاً ..
فمو لوداً..
إلى أنْ صِرْتَ تُدْرِكْ
الأم : السيرة الأولى
وقرأتُ في الأحقافِ أمّاً...
تستغيثُ لذنبِ شَادنْ
ترجو الخلاص له
وتجأرُ فيه ...  يا ويلك آمنْ
وقرأتُ في القصصِ المباركِ
قصةً تُشْجي المساكن
يا أمّ موسى ..
يا شراعَ الله في زمنِ التّغَابُنْ
وقرأتُ في مريم أمّاً
لا تطاوِلُها المآذنْ
وقرأتُ في التأريخ
تأريخَ الحواضنِ والمحاضن 
قصصاً بدمع الأمهات ...
ملأنَ آماقَ المدائن
بالحبّ يجري من  منابعه..
بماءٍ غير آسنْ
آمنت بالأم المحبة ركنها
إن ثّمّ راكِنْ
لو أن قلبَ الأم وُزّعَ
بين أربابِ الشّواحن
لهوى صريعا ..
واستقال الشر...
واختفت الضغائن
وغفى السلاح بكهفه
حتى مشى التأريخ آمن
الأم الجنة الأولى
يا أنت .........
أمُّك تحتَ أخمصها نعيم الخلد كامن
والرحمة الأولى إليك....
بكل آيات المحاسن
لا فضل بعد الله....
في قدر العطاء لكل كائن
أبداً كفضل الأم....
في المحيا..
وفي يوم التغابن..

مبتدأ
إنها الأم لا تقبل التفسير والتأويل، وكذلك روح الخطاب المنثور أريج زهر على ثرى يتوسد قدميها... حين تضيق القصيدة تكون الأم هي الوحي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016