وكالة أرصفة للأنباء_ متابعات
_______________________&
وجهت المملكة العربية السعودية أخطر رسائل لدول المنطقة منها مصر وإيران، بعد إقامتها قواعد عسكرية في دولة جيبوتي ذات الموقع الإستراتيجي المهم في أفريقيا والمطل على البحر الأحمر.
ووافقت جيبوتي على إنشاء قواعد عسكرية سعودية على أراضيها، في ديسمبر الماضي، حيث قد جرت زيارة استكشافية لقيادات عسكرية سعودية إلى مناطق جيبوتية، ويتوقع في القريب العاجل سيتم التوقيع على هذه الاتفاقية.
وحسب محللين فإن السعودية بذلك توجه عدة رسائل أولها إلى إيران، حيث دائما تؤكد طهران أنها تسيطر على مضيق هرمز في الخليج العربي ومضيق باب المندب في البحر الأحمر حيث تخشى السعودية من ذلك الأمر ومن المغامرات الإيرانية، فكان لا بد أن يوجد رداً سعودياً قويً وهو التواجد عسكريًا في جيبوتي.
والرسالة الأخرى بالغة الوضوح، هي أن الرياض تؤكد بوضوح أنها لن تسمح للحوثيين، باعتبارهم أحذ أذرع إيران في المنطقة، بالسيطرة على منطقة مضيق باب المندب الإستراتيجية، والتي قد تجعلها قادة على خنق السعودية ومصر والسودان أيضًا.
فبعد الصعوبات التي واجهت التحالف العربي في اليمن، كان لا بد من البحث عن حلول أخرى لمنع تحول اليمن إلى دويلة إماراتية جديدة، تحاصر السعودية من خصرها، فكان الحضور العسكري في باب المندب ليشكل أحد هذه الحلول.
وثمة رسالة واضحة أخرى ترسلها "الرياض" إلى "طهران"، مفادها: إذا كنتم تقولون إنكم تسيطرون على الخليج العربي، فإننا نسيطر على باب المندب، ولن تتمكنوا من خنق شرياننا البحري وصادراتنا من البترول.
ورسالة أخرى توجها السعودية إلى باقي بلدان الخليج، وأبرزهم الإمارات، التي بات لها وجهات نظر مخالفة للرياض في ملفات إقليمية، مفادها أن السعودية ستستطيع تأمين منفذها على البحر الأحمر بقاعدتها العسكرية في جيبوتي.
ووبالتالي استئناف تصدير البترول إلى العالم منه، لكن منافذ باقي الدول على الخليج العربي باتت مهددة بعد إعلان الهيمنة الإيراني عليه، وعليه فالرسالة من السعودية: "نحن أقل تضررا منكم، فإما أن تكونوا معنا أو تختاروا الخضوع لطهران".
ووالرسالة السعودية الأخرى توجها لأمريكا التي تمتلك قاعدة "ليمونير" العسكرية في جيبوتي، ويتواجد بها حوالي 4 آلاف جندي، لتأمين باب المندب، لكن يبدو أن الرياض لم تعد تثق بواشنطن في حمايتها من أطماع طهران في تلك المنطقة، مفاد هذه الرسالة أن الرياض قادرة على حفظ أمنها بنفسها، إن اقتضت الحاجة.
وجاءت الموافقة الرسمية لجيبوتي على القاعدة السعودية في إثارة تساؤلات أكبر، فالخطوة جاءت في خضم جولة للعاهل السعودي الملك سلمان في عدد من بلدان الخليج، وهي الإمارات وقطر والبحرين والكويت.
وتحركات سلمان سيطر عليها سبل مكافحة الخطوات الإيرانية الجديدة، في العراق وسوريا واليمن، وكذلك التقارب المتوقع لها مع مصر، في ظل الخلافات الواسعة بين القاهرة والرياض.
يذكر أن جيبوتي تعد ميدانًا لتسابق عدة دول لإقامة قواعد عسكرية على أراضيها، نظرًا لموقعها الاستراتيجي المميز على مضيق باب المندب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق