اخر الاخبار

شبح الموت يهدد 200 أسرة شرقي صبر_ تعز.. وجبهة عسكرية طي الخذلان





عبدالحليم صبر
____________&

لا أعلم ماذا سيحصد من خسر جبهة الشقب! ولا أعلم أيضا من أين ستكون بداية تحرير تعز أذ لم تكون الشقب، الأقروض، الصلو، هي مناطق هامة و محورية في الجانب العسكري، ولكن ما يجبرنا الحديث عنها هو من ساهم في اطالة امد الحرب في تعز .



في الحقيقة تبعد هذة النقاط عن الدمنة - وهي (اي الدمنة) المنصة الحربية لتعزيز جبهة الشقب، الاقروض، الصلو، المفاليس، حيفان، الاحكوم - اثنين كيلو تقريبا إذ لم تكون 1500 متر، بينما في الواقع المتخاذل تبعد مسافة الضمير الذي غاب وترك الجبهة وأبنائها لمدفعية الحقد تمطر القرى وقناصة الغل تصطاد به إبتسامة الأطفال ومظاهر الحياة .

أمل الحياة عند أبناء هذة المنطقة أصبح ضرب في الخيال، وطوق النجاة اصبح بحاجة لقدر إلاهي غير (قدر) مسؤول الجبهة.. (قدر) يرتبط بغرفة عملية التحالف يكون الوسيط الوحيد بينهما ملائكة العذاب، لعل في ملائكة العذاب خير بإيصال الذخيرة إلى الجبهة كون تلك الملائكة لا تملك مخازن سلاح في المدينة .

كتبت هذة المقدمة تحيزا لتعابير السماء الحاضنه لهذة القرية ولملامح و وجوه الناس الشاحبه هناكً حين صادف وصولنا انا والزميل طلال الصبري  منطقة الشقب صباح يوم الخميس الماضي فاجعة قنص الطفلة رسائل البالغة من العمر 12 عاما من قبل مليشيات الحوثي الجاثمة على صدر القرية.

(جبهة الشقب) من مواليد مارس 2015، ومنها مر أول مولود للتحالف العربي ( وصل ثلاث عربات عسكرية لأبو العباس) إلى تعز في بداية نوفمبر 2015.


الأوضاع الإنسانية في المنطقة

غالبا ما يقرأ البعض تلك التقرير على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا مع السلق والتجريف الأعلامي الحاصل، وأقول ليس مهم أن يقرأ الجميع، ولكن الأهم أن تصل الرسالة الأنسانية إلى المعنيين بالجانبين الأنساني والعسكري ونقل معاناة المجتمع وإيصال اصواتهم للجميع، اضافة كي يحصل الباحث على معلومة صحيحة تساعدة في ايضاح الصورة عن المجتمع المحاصر في دهاليز واعماق البلدان والارياف.

تردي الأوضاع الأنسانية في اليمن خبر يتصدر ملفات الأمم المتحدة وحديث يبرز على سطح التناقضات بين القول والفعل كل صباح عند محلات المزايدة، وفي دكاكين المتاجرة، فمنذ سنتين لم تطئ قدم المسؤولية (الحقوقية والاغاثية ) منطقة الشقب بأستثناء ائتلاف الأغاثة مرة واحدة فقط، لنقل معاناة المجتمع.. والضغط على المليشيات بتحيد المجتمع المدني الذي وجد نفسة في فوهة الموت.

يمثل الوضع الأنساني في منطقة الشقب تحديا حقيقي لسلطات الشرعية أمام الأزمة الأنسانية التي يتعرض لها النساء والأطفال والمدنيين من قتل وهدم وتفجير البيوت وخزنات الشرب وتدمير للمزارع، وتعيش ( 200) اسرة في (قرية الشهر والنكابي والمرقب ) بين كماشة الموت والجوع، نتيجة القذائف والقنص والحصار المرعب الذي يهدد حياتهم .

منذ بداية الحرب قتلى في قرية الشقب 27 شهيد بينهم 3 أطفال و4 نساء، .. و 76 جريح بينهم 17 طفل و18 نساء، بينما 12 منزل تم تدميره بالكامل، ومنزل واحد تم تفخيخة وتفجيرة وهو منزل المواطن (صادق علي موكس)، و56 منزل مدمر جزئيا، أضافة إلى 12 خزنات مياة ارضي مدمرة، و200 مزرعة قات.. وأجد هذه الأرقام كفيلة بإحداث كارثة أنسانية لا يحمد عقبها، وثمة 5000 ألف نسمة اخرين يقبعون تحت وطأة الحرب وحياتهم في خطر وبحاجة لمساعدة انسانية عاجلة. 


سجلت الشقب من بين عدد من قرى مدينة تعز أعلى نسبة ارتفاع في اسعار المواد الاساسية الرئسية كون الشقب تبعد من تعز 25 كيلو نص المسافة طريق وعر وطرق جبلية .. هذا ما يضاعف معاناة ابناء المنطقة، يأتي ذلك في ظل غياب تام للمنظمات العاملة في مجال الأغاثة، ومنذ أن بدءت الحرب في تعز و قرى الشقب تفتقر لمرفق صحي واحد .

شبح الموت
عندما نتحدث عن حصار احد قرى مدينة تعز علينا أولا ً معرفة الهدف من الحديث، وان هذا الحديث هو رفع الحصار عن هذة أو تلك القرية، رغبة منا في استجلاء الحقيقة وضعها أمام الضمير الأنساني المثقل بالوجع والقهر.. قرية (شهر والنكابي والمرقب) احدى قرى الشقب يخيم علية شبح الموت منذ ان قررت المليشيات قبل سنه ونصف التمركز على مداخل الشقب ومحاصرتها وحكم أهل القرية بالرصاص والدم .

ولا تزال مليشيات صالح والحوثين تحاصر هذة القرى .. وخلال السنة الماضية قامت هذة المليشيات بقنص 13 طفل، منهم: سالي ضياء عبدالملك 3 سنوان، نوارة عبدالمغني حمود12، رسائل صامد علي عقلان 12 استشهدوا مباشرتاً أثر الأصابة، فيما تتصد النساء قائم الأنتهاكات فقد قتلت: وزيرة سعيد سيف عقلان 35 سنة، ومريم غالب ابراهيم 40 سنة، ورود عبدالجبار عبيد 30 سنة.. بينما 11 من النساء حالتهم خطير، و(جميع) حالتهن قنص مباشر، ولا تعكس هذة الأرقام سوى ما رصدناه في قرية (شهر والنكابي والمرقب) فقط و تمثل هذة النسبة 13. 5% من اجمالي 200 اسرة المهدد بشبح الموت، ناهيك عن جريمة تفخيخ منزل المواطن صادق علي موكس وتدمير 4 منازل كلياً وهذا ما يضاعف الجانب النفسي الذي يعكس اضراره النفسية على المجمتع.

أهمية الشقب عسكريا والمداخل الرئيسة لها 
الشقب بلدة ريفية، أدارياً ترجع ضمن مديرية الموادم صبر، يحدها من الجنوب الشرقي جبل صبر، وتكمن الأهمية العسكرية هنا في موقع العروس الذي استعادة الشرعية من قبض المليشيات ويعد اعلا مرتفع هام في تعز يمثل لتعز اهمية كبيرة.

تربط عزلة الشقب عدة طرق وممرات وهذا ما جعل المليشيات تستميت فيها، فمن الشرق من اتجاه دمنة خدير ,الميهال، الحازة, مدرسة محمدطه ناجي طريق الحدة، خط سيارة منقطع وتنتهي الطريق في الحدة بسيطرة الحوثي وتحكمه مليشيات الحرب بقانون الحرب ويمثل هذا المنفذ البوابة الشرقية للقرية كما يرتبط بخط اخر وصولا إلى قرية العرمة عزلة الحازة، ويبدأ بخط مشاة من العرمة طريق جبلي مسافة ثلاث ساعات على الاقدام حتي يصل الشقب وهذا ايضا يسيطر علية المليشيات .

ومن الجهة الجنوبية للقرية هناك خط ياتي من دمنة خدير الكدرة، الخلل، حسات، وينتهي في عركب، وتبدأ طريق مشاة جبلية من قرية عركب على بعد ساعتان ونصف مشي على الاقدام وهو خط نار تحت سيطرة الحوثي المتمركز بحبور .

فيما الاتجاه الغربي الجنوبي بأتجاه قرية دبا الاقروض/ مسراخ وهذا الخط الذي يأتي من الدمنة الأقروض المسراخ وهو الخط الذي دخل منه الحوثيين سابقاً وصولا لـ نجد قسيم الرابط بـين الضباب تعز والحجرية عدن، وتعتبر هذة المديرية من أكبر المديريات التي ألتهمت من قوة المليشيات وعنجهيتم ما يعمرها مئة سنة في صنعاء.

ومن الاتجاه الشمالي للقرية ترتبط بجبل العروس الأستراتجي المطل على تعز ويعد من آولى المواقع اهمية في تعز.


نقطة ضعف الجبهة
بالتأكيد من الخطاء الكشف للإعلام عن هذا المحور المهم، والذي يعكس نتاجة السلبي عن الجبهة، ولكن لا أرى ذلك أخطر من (الخذلان المستمر) الذي يتجسد بمراوغة وأكل أستحقاق هذة الجبهة والمتاجرة بها في محافل التقاسم، مع أنه بالأمكان من القيادة تلجيم أقلامنا بالقليل من المسؤولية اتجاة هذة الجبهة وازاحة قناصة الحوثي 50 متر فقط من واجهة القرية .. بعدها بأستطاعت (طالبين الله) استمرارهم أن ارادو ذلك أو كما يدعي البعض منهم في استنزاف للحوثين..

يقول نجيب احد افراد المرابطين في موقع الحصن الاستراتجي الهام الذي يطل على قرى الأقروض من الجهة الغربية ويطل على مركز مديرية المسراخ "أول ما دخل الحوثين المسراخ دخلوا من هذة القرى الرابطة بالمسراخ وهي دوبا، حُمه، ضحيح كحلان وفي الجانب الاخرى المنارة، الصحابي، بلعان، المخعف، كل هذة القرى يطل عليها موقع الحصن وموقع دار مزعل وإذا العدو تمكن من أخذ هذان الموقعان الهامان تعتبر كل هذة الجبهة منتهي وبالتالي سيتمكن العدو من قطع خط الامداد الوحيد الرابط بين تعز وعدن، وهنا نكون قد خسرنا كل انتصارتنا التي تحققت سابقا" .

واضاف نجيب "أنه منذ تسعة اشهر الامكانيات صفر ولم تصلنا حتي طلقة رصاص للدشكة، وعندما استلمنا الرواتب اشترينا ذخيرة من رواتبنا الخاص, حتي التغذية ما فيش .

مناشدة
احتشد غالبية ابناء الشقب امام عدسة الكاميرا اطفال ونساء ومُسنين لمناشدة القيادة العسكرية راجين منهم دفع القوة المليشاوية باتجاة الدمنة.. وبصوت القهر تقول احدى الجريحات التي طالتها رصاص القبح "نشتي الحمادي يدحر هذة القوة التابعة للمخلوع صالح ونحن في قرية الشقب اكبر ناس مضررين ومحاصرين من كل شيء منذ سنتين" .

من حائطه بالفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016