صفوان المنيفي
_____________
نُشاهد مشاريع الإستبداد والإستئثار تكرر محاولتها بالعودة للظلام منتهجة الإنتقام وسيلة، لكن سرعان ما أنكشفة أقناعتها الزائفة، ليظهر القُبح التأمري والإنتقام الإنهزامي وهي تدعي ملكية هذا الشعب ورقابة وقرارة وثورته وثروته غآية، وأقبح ما فيهم أعتقادهم بأحقيتهم في حكمه بالغصب وأهليتهم لذلك وحصرينا عليهم دون سواهم، إللتقاء نزوات المشروعين وبحب الإنتقام والإستفراد بالدولة واليمن، المتمثلة بالحكم الفردي العائلي، والحكم السلالي الإمامي، لكنها لم تعتبر من الماضي سبتمبر أو ترعوي من الحاضر فبراير، منتهجة سلوك التغابي المتكرر، لم يشغلها حُلم الثورة بالمستقبل، بل استمر حقدها على اليمن منذ القِّدم وزمن سبتمبر، حكموا البلد و دفنوا كرمته البشرية، سجنونا وقبرونا أحياء، آلاف الأحرار غيبوهم بالظنون والسجون، شردونا من ديارنا الآمنة، سُرحوا من وظائفهم ومُدنهم وقراهم الحزينةِ فابتوا منفيون بلا سلام أو سكينة، حتى أصبح المناضلٌ الفبرايري شريد لا سعيد، يصرخ بوجه كل جبارٍ عنيد لن نكون كالعبيد، نُصف الشعب أموات إما بالجوع والفآقة أو البارود والرصاص لكنهم سيهتفون فليرحل الظلام، تمر ذكرى السادسة وهُناك رفقاء دروبنا من ثوار فبراير المجيد مازالوا مضطهدين قاطنين صنعاء المقدسة، وزملاء كفاحكها ما برحوا المشافي مجروحين جنوداً ونُشطاء، قادةً وعُمداء، لكنهم ثائرون خالدون، أجتمعوا على التقاسم والإنتقام من الثورتين المخلوع صالح من فبراير والحوثي البدر من سبتمبر، حتى وضعونا بين خيارين، إما النار أو الزعيم " ما لنا إلاعلي " وإمّا تعود الإمامة أو الجحيم " سبحان ذي ردّ العوائد لأهلها " ، بين الحق الخرافي، والحق السلالي والاسري ، إما أن تُصبح مملوكاً ساذج لا تفطنّ ، أو أن تبقى عُكفيٌ حارس للكهنوت الأرعنّ.
ماذا يجري لوطني وثورة 11 فبراير؟!
طمسوا حضارِيتها وعبثوا بسلميتها، هدموا معبدها العظيم، ودنسوا محرابها المقدس، فجروا الصوامع والمساجد حاقدين، دمروا الجامعات والمعاهد، صارت المدارس مخازن للبارود، والمشافي معامل للتحنيط منتقمين، إجتاحوا دماج و عمران و عدن واليمن بمليشياتهم المضادة للتغير والمدنية، أولائك اللصوص البغاة الإنقلابين، لن يضيع مجدها التليد، سيرويها التأريخ ويحكيها الأجيال، سقفُها القيم، حُلمها الدولة و الثورة ، سلاحها القوة والثروة، غايتها الحرية والشورى، كيف تنكسر خرافتهم وتنحسر مليشاتهم، بوجود الفهم والوعي ودوام النضال السلمي والكفاح المسلح، ما هي إلا إمتداد لسبتمبر وأكتوبر الخالدتين ومحطة تحول جائت ضرورة لتحمي الجمهورية من الإنهيار، وتحقيق المساواة وإزالة الفوارق، وتجديد العهد الثوري والقضاء على الفساد والإستبداد ومخلفاتهما الإمامة أو الزعامة فهما قرنا شيطان وأذرعة أيران الآن، الذي يجب أن يكسره كل اليمنيين، ماذا منحتنا عبر الزمان، سوى القتل، الجهل والمرض، السجنُ الفقرُ والمجاعة، فمتى ما أجهز الشعب على أعدائها المتغطرسين وقضى على مراهقين مران ومقامرين سنحان، وساكني كهوف صعدة بمطرة وأزقة صنعاء ودهايز حدة، دُعاة البطنين، وهُوآة النهدين، ستنتصر ثورتنا وتحيا جمهوريتنا قريباً سيعُمّ السلام والأحلام، ونشهد الامان والحياة ونُرّدد: لن ترى الدنيا على أرضي وصيا، المجد والخلود للشهداء والشفى العاجل للجرحى والحرية للاحرار.
من صفحته بالفيس بوك

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق